مهاجر .... إلى الأماني

إلى  الأماني

أسرح  في  غدو  وفي  الآصال
أشدو  مع  الناي  نغم  لهفة  وأردد  للصدى  موال  شوقي
عربي
فلسطيني
هذا  القدر  مكتوب  على  جبين  شمس  تضيء سماءها  والرحاب
أيا  نارا  تأججت  كوني  بردا  على  الجين  في  الجنين
يكفي  الجمر  إن  داسته  الأخمص
بلاد  كانت  للعرب أوطانا
واليوم  غاز  لها  يستبيح
هي  الزهرة  والعروس  وللقمر  موئل  وملاذ
أبحر  ما  بين ردفين لا  يبغيان  فيتلقفني  الموج  الهادر  ويسدل  زبده  الرغراغ
فيك  تموج  الأماني  حين لوعة تستجدي الصباح
فيا ذات النبض يكللك الأقحوان  ونرجس وغار
أهب  من  العمر  هنيهة  فيها  أتهجد
وأقيم  بين  صبحي  وليلي  دعاء  فأتقرب

إلى الأماني  أسعى
فيتقمصها الصدى  في  بحة  الناي
شجونا  ثم  سكون
يهذي  الهسيس بنبرة الحنين
هل  تعود  السحابات  الحبلى؟
حمرة  في  خطوط  المدى على رسمها تجليات اللمى
تجتاز  الأبعاد  وترتد إلى الصدر
فيا  ليتها  تصبي  نفسها  الكهولة وتجدد في  مدها  العهود
برهنة في الحروف تجتر  أعوامها  غضة في  لمح  البصر
عائدون  للكرمة  والزعتر  نحيي  والطيون
عائدون
إلى  صلاة  تباركها ترنيمة البيت  والصهيل
هذا  عهد الأماني  جيلا بعد جيل
نطوي الصفحة  وتتمرد على  الحبر  السطور

أين أنا؟؟

سبقتني الأمنيات حيث الأماني راسيات
تجود نفسي والنفس أسيرة لها
عنقاء
ضحوك
لها في الروض زهرة تتفتح والأنفاس لشوقها تعشق
تردفني من رفعتها عنانا وعنان الطير في سماه تحليق
فيها الفتون يتبارى في حد طرفة وعين الشمس في الجوقات تلهم
هذا القدر بين كاف ونون موسوم على ظاهر استجدي منه الخير خيرا من يد مبسوطة واقسم بذات للبر توجب
فيا دار كوني لي دارا أسكن هدأتها في طمأنينة
أبرهن الشروق وأراقب طلعة تختال في لهف القلوب
يا أبعاد السفر من ركب الخطى اقتربي
تذرف الأزمان نحيبا يجري بين أوصالها تارة
وتارة تروض أخاديد الجوى
خيول الورى تصهل لرؤية النور وتتقافز الأحزان تحت وقع الصدى
فهل تفتيني أيتها السحر في تويج زهرة
كانت للقباب عنوانا؟؟
أقرأ الفنجان في صباح للفيروز تألق
قزح بكل لون يخط حرفه
آدمي في عشقه على صدره تتحطم الآلام
وخز يتقهقر
وآهة تسعفها نياشين الأمل
وأنا ما زلت أبحث عن الأنا بين الأسطر ومفردات السنا
فهل تسعفيني أيتها الوطن الممتد في أوصال الورد لأجد في الغنوة موال الرجا

على قوائم الانتظار سجلت رقمي
وسجلت اسم قصيدتي
سجلت ما كان في التوابيت وما بزغ هالا للصباح
سجلت ما تبقى من الرفات حرفا يصهل من حنجرات الرجا
فهل تكونين لي وطنا أنشده في سابر المدى؟؟
أيها التيه مهلا
جنح الليل يستتر بين النبض وخلج الجوى
على قوائم الانتظار تمتزج أرقام السرمد مع العسعسة تارة وتارة تقترب من النهايات
بأي لهف أذكر الغايات الوجلى؟؟
في الصدر طواعية الخفق حين مداهمة السر الخفاء
يداري سكرة الطرب وحنجلة الطير فوق أسوار تخضبت من نزف اللظى
فيا أيها الزيف في دارنا الأغراب توافدت
وخلت من معتمرين يطوفون بذات نخل الورى

على قائمة الانتظار حروف العمر تلعثمت
تزحف الأجساد وغيرتي ما زالت تبدد الحلم وترتعش لمحة الحناء

على قائمة الانتظار نسعى كطفلين غايتهما بلوغ النجم مطواعا
يركض هذا
ويزحف هذا
وبين ذا وتلك أحبال الوصل تشتد وترجف
على قائمة الانتظار سلام يبدد الغربة ويسري مع دفق لاذ مع البوح صدحا وفي المروج له السنبل يمازج الصدى

ما كانت الا قصيدة

ما كانت إلا قصيدة كتبت بدمع الكرى
أمدد نظرتي لتصافح الحرف في أبعاد مترامية فتهمس الكلمة
يا ساكنا ذبذبات الموج والأجراس من حولنا تدق
أصلي وعيني تتهجد في أتون هواك

هاك يدي فعمديها في كل الأنهار وأسكنيها شريانا يخفق في الجنان
أسلمت أمري لذات اللون
وذات حب
وذات تمردت على صفحة الأشجان
هاتي ما أتاك الزمن من فرات يتوق لشفتين ترتعشان من لهفة القبلات

أيا الجميلة الممتدة بين الأواصر والأوطان
يغذيك النيل عذوبته والأطيار فيك تظلل عرائش الريحان
إن قلت وطنا يعريني قلبي ويكشفني اللسان
وإن قلت لحافا مطوية يفتحها البيان
لست أدري ما عساني فاعل في ترديد الألحان
تسايرني السرمديات دهشتها وتغنيني القواميس بالكلمات
لا أجفو ما دمت للوصال وصالا
وما دمت للطرب عازف وتر وقيثار

سلطانة في أثر الممالك
تغتال صبري من صهوة السماك
فأولد لأحيا طفلا ينهل من ثدي المراضع عاما تلو عام
تعري الخطوب الصولات وسيف الحق حرف وبيان
نشيدي للوطن غاية أن لا تكوني إلا قصيدة لأبقى للمشاعل شعلا تزهو بها الأعين بالنظرات
الأبواب مفتوحة لا تحتاج عساكرا
فيا ذاتي ادخليها بسلام في غفوة القصيد تحت عباءة الأفنان

تشرين يا تشرين
تأتي ولا تأتي
وفي الحوزات تاريخ يؤجج
نصمت برهة وفي الحقبات تترا سبل وتتساقط أوراق
يأتي خريف وما يليه في السماء برق ورعد
فهل تمطرين أيتها العلياء على ذي غصن؟؟
هل تمطرين مع الحب هالات في الأبعاد تتعمق ؟.
يقيني كل الفصول ربيع وأشجار تثمر
هذه تزهر
وهذه مع الأمل تكسو العيون خضرتها
فيا أيتها النفس اسكني المدى القريب
اسكني حيث الشمس تسعى لتملأ بالضياء رجاءها
هلم بنو قومي إلى مجد نسطره
غاية تلو غايات
وغايتي الحب يبزغ في كل اللحظات
أصطفيك مع الشهود لتكوني شاهدة تعدو معها الأيام ويومي بك يغدق
تشرين تفارقه الخفايا كلها وتكشف نواياه قواميس الكتمان
فكيف بي وكل لون للصفرة يغتالني؟
أعلن براءتي من قزح
وما بين توبة وتوبة أجدد بيعتي
أموت وفيا في كتاب عهده مع الخليل نبراس
قالت لي ...
القلب بين الصفحات جوارحه تقتات في القبول لين القوام
شفتان يبتدئ بهما الطيف حمرته
والحلكة في ليلها تلبي سمرة اللمى
أفنان تمتد بنا ذات يمين وذات شمال
وجمال القول برهان يعزفه وتر وقيثار
أصمت في حوزة المثول لعلني
بين صمت وصمت تنضج فكرتي

تشرين لي عمومة تصهرني فيهم أسفار وترحال
وما زالت لقلبي فيهم كلمات تسارعني إلى مراتب الذرى
انطق باللهفة حين ميسرة
يا ليت زماني بالحب يعود

تشرين يتجسد فيك الهبوط لحائفا لحائفا
وما بين عري وعري نوايا تكشف
تعري الخذلان وتكشف الوهن بيوتا
استجدي فيك ألا تطول
فعمرنا الخريف فيك يا تشرين
متى يا قدس ربيعك يزهر؟؟

يكتبون الاسماء

من سيكتبني
وبدون اسما لي على كفي
قدر الأسماء أن تكتب
هذا محمد
وهذه الخنساء
وهذا عيسى
وهذه مريم البتول
أسماء تكتب على كف الطفولة.
على ساعد وساق
فيا امنا المجد لك فينا البقاء
يكتبون من الآيات تفصيلا زادها التقى في النفس حرزا يحمي كل غصن من شجرة وساق
أندب غزة التي ثكلت طفولتها في صباح
فيه المساجد
فيه الكنائس
فيه المستشفيات
للطفولة مقام وحكايات
هذا يندب أما
وهذا يندب أبا
وهذا له أخوة يندبهم في جب الأشجان
يا غزة مسكنك فينا طمأنينة تجاوزت كل الأبعاد والمسافات
ليتني وفي التمني أمنيات
شهيد يحمل سلامنا سلاما لكل ثائر بعزم يجدد. البيعة والرضوان
يكتبون عسى الأسماء
تخبر عنهم
وعسى الحروف تروي قصة شعب ما زال يذود مع الصبر في ساحات النزال

في البيوت
ما هو ظاهر وما هو دفين
وما بين وبين
آهات تتعمق
وأخرى تطفو على السطح
تنتظر المارة تشحذ كلمة تواسي قواميس الكلمات
تشحذ ما بين لحم وعظم عسى اللين ينطق
وعسى العود الصلب يلين
تعاودنا ذات السياط وذات القهر
وفي كل خطوة تغوص الأقدام في سبخة الأرض الملتوية
وتحت التعرجات
نقيس المسافات بذات الضوء المنعكس
سنوات ضوئية تفصل بين نجم السماء والأرض
وما زالت العتبات في شجون تنتظر الخطوة اليتيمة أن تعبر
في كل لحظة تتعرى الأجفان أمام ناظر أبكم
لا يقابل الكلمة بنقطة حبر مبتلة في بحر المداد
تتطاول ألوان قزح عند غروبها
في كل ثوب لها لون
تتماهى أمام الأمنيات
وفي عرين الشوق تغفو لهفة وأنسام

لو سألوني أجيب
وفي جوابي جواب
وفي جوابي أسئلة وبيان
ماذا أجيب؟
عن لحظة أم لحظات
عن مدينة أم أوطان
سأجيب عن أخبار بلغت مسمعي
وعن زهرات تجذرت في ربيعها
سأجيب عن نساء خلدهن التاريخ
وأمم تزاحمت على درب الحضور
كل الأجوبة تزاحم نفسها
تزاحمني سيرة بلقيسية
وزليخة خلف باب الانتظار
فهل الإجابات تشفي وطنها المكلوم؟
وهل تطبب النسمات جراحه الذي لم يندمل؟
لا زلت وذاك الصد
وذاك المتسول
يلقي سهامه المعقوفة ولا يلقي لها صلاحا
فهل تصيب عند تبويب الإجابة؟
ما بال الإجابات تهجر قواميسها!
وما بال السطور تقترب من حافة الهذيان!
لو سألوني أجيب عن ذاتي
عهدي مع الصبر تجاوز حده
وعهدي أن أكون حرفي الذي أصون
بلغت من عمري سنينا
وعمري مع التعداد يزيد أو يهون
علاي مع الأعالي يزداد أدراچا
وعلاي مع النجوم يبلغ السماك
لو سألوني عن وطن أجيب
صوبوا عليه من السماء حمم غدرهم
ومن كل الأبعاد زادوا عليه السعير
سأجيب
عساه الحرف يصدق عني
ويبلغ المعنى أسمى الأماني

هل أقفل حديثا

هل أقفل حديثا يسعى بين السطور  
وفي لحنه ترتيل الخطاب؟

أيتها السمراء في بواكير الأماني
لك السنا تسكنه الصباحات والمساءات
يشدني لون القزح المترامي
وعلى الجبين سدول الوقار
هل أقفل ما بين حاء وباء؟
وزهو اللون صفرة تسكنها الأبعاد  في رفعة العنان

هل أقفل؟
بات صباحي ومسائي
فيهما الدجى  يبدد الجوى ولحظة النسيان
هل أقفل صفحات السجال
وأنهي من قواميس الفعل خطابي؟
هذا يخبر
وهذا مع النور يبدد الظلمات
ما بال السنين بتارة
بين مدها وجزرها للشوق أعتاب

أيها الليل المسافر بنا
لك من الأخبار  منازلها
تأتي وفي الخوافي أسرار البيان
تأتي باللحظات ما ذكر منها ولحظتي الآمال فيض النبوءات
هل أقفل رسالة خطها المداد المتراخي؟
هذا يقين عهد
مع الصبر يزجي السحاب

نخط بعضا منا ونخفي بعضا منا
وما بينهما الأطيار تحلق
فيا ايتها السحابات امطري صبرنا
واغدقي الفراشات نور الوهج

لحظة لقاء

لحظة لقاء أذكر فيها الحروف والكلمات
تنطلق من أعماقنا والدمعة تجري في نهر الوجنات
لقاء تزداد به السنوات ما بين سهل وشعاب
تخبر ما بذات الشيخ فينا وما زالت ترصد الأذكار
مزيج يجمع اللحظات في رحم تعانقه صهللة الزغاريد وهتاف السواري أزيز الحنجرات
بأي الكلمات أذكر دمعة تتعمق الآهات؟
بأي الكلمات أذكر حكاية التمرد على فترات محصنة خلف القضبان؟
بأي الكلمات أحيي أطفالا كانوا مشاعلا يسكنون جنان النور على مد الانتظار؟
لحظة خليطة من كل الدموع
تتصبب وهمسات تتحشرج
فيا ذات القدر لطفا بأم ثكلت جنينها
ولطفا بطفل يبكي أما وشيخا
فيا ذات القدر
الزلازل تهز أغصان الفنن من على شاشات
تراءت بكل لون يسكن عين الواقع
لحظة تذكر بيتا تهدم فوق أشلاء مترامية
وتذكر طفلا بترت يمينه
كل ذكرى تخبر عن أختها والمصاب جلل
صديق يسأل عن صديقه بين الركام
يسال المارة وصفحات التواصل
فهل يجد خبرا أم يبقى مقيدا للمجهول؟
لحظة بألف عام
فيها البناء يكتمل تارة للمعلوم وتارة للمجهول
وقلمي يكتب ولادة حياة ونهاية ألم
يكتب والنهايات تأتي بعد صيف

غزة غدا نلتقي

نبحث عن الزمان في أمكنة اللقاء
نبحث عن الفجر في لحظة أجهضها المخاض
سبعون عام وازدادوا ألف دمعة على خد الصباح
ألف سؤال تساقطت حروفه تحت الأنقاض :
بأي ذنب قتلت الحياة في تشرين؟
وبأي ذنب قتلت البراءة في مهد السنين؟
يلهون بنا ويرقصون على أكتاف أم تحمل الدنيا أشلاء بين أياد وأوراد
الآهات في الصدر تخبر الأزمان عن سخف يبيع الضمير ويلتحف عباءة الأمجاد
بأي ذنب تشيخ غزة في العيون؟
تخبر عن حبات رمالها وتحلق مع طوفان
يطوق سبات الليل في جفوة الأحلام
تستغيث الغيمات بقطرات ترتجف
تلتحف بياضها
وعين الغراب في الظلام لاهية
كفى!
الجراح يتعمق خفقانه ويجفو سادية تلهث في جوقة الطرب
أي الحروف يا غزة أحفر على صدرك؟
وأنت الرجولة
وانت الطفولة
وأنت ..أنت
عنفوان يتلاطم على محياه الشرر!
نبحث فتخبرنا الأيام عن التجاوزات
يوم يفل أمام غربته
ويوم يتأهب للمخاض العسر
وما بين يوم ويوم
ينشرح فجر ويغلف الليل نجمات ما زالت للحب تأوي الطير في غنوة الشهيد
يا فجر غزة!
أراك تحتجب خلف ستار
غدا فيك نلتقي
يا فجر غزة!
بزوغ شمسك مع الأقدار يقترب

بدون كلام

بدون كلام هذا الوصف يرشدني
في وطني الشهيد على جبين الكون رسم ملامحي
تبكيني ام وأخت
وفي ذاتي الوطن يسكن عروق الورد في نهمي
من كل البلاد جينات أوصالي
من يمن أبت إلا بالصاروخ تثأر لأحلامها
من كل البلاد جالت في العيون دمعتي
تندب الأحرار في صخب المواجع غزتي
ه‍ل من شديد يجفف من عين الثكالى صرختي
وا عروبتاه
من صنعاء
من صعدة
يأتي الرد ليثأر لذات الشكر في كل صلاة
هل من رشيد يصدق القول في عروبته؟
هل من زعيم يصدق القول في رعيته؟
باتت العروبة تجهض من رحمها كل زعيم
يبيع ويشتري لهوا في حانته
وعلى منبر الفتوى يفتي بحلال الخمرة
يفتينا بدين غير ديننا
يفتي بجوازات الولاء لفاسق
ويفتي بالعري في رحاب ماتت فيها النخوة
تضيق الدروب أمام كل سائل
ويبقى الحق دربا في طريق السلامة
لا تجحف النفس وإن هلكت في سبيل المكارم
غزة تبقى للشريان مصدر عز يلهم
هي الوجدان في اليقين لها تجليات بها أهتدي
بدون كلام
هذا الصمت يلزمني
أبقى الأسير في الفؤاد شوق الكرامة يستعر
بدون كلام
يبقى المصاب يحضرني
طفل يئن والأشلاء تحتضر
بدون كلام
يبقى المداد ينطقني
يرسم الآهات في عمق البحر وذات البيت ينهدم
غزة كوني للناسكين قبلة
فيها الصلاة ربي يتقبل

على قوائم الانتظار

على قوائم الانتظار سجلت حروف الاسم
طفل شهيد من عرين الأسد يأتيه البيان
على القوائم أسماء الطفولة
في غزة
في جنين
في كل ركن تحكي سيرة الأشهاد
على قوائم الانتظار أسماء تجاوزت الرفعة مقاماتها
وفي الحنجرات زئير ورسالات
باتت العروبة تنزف من العروق آلامها
وعلى أكف الطفولة تعانق المسميات
فيا ذات اسم من قواميس الفداء
شهيد تلو شهيد يلبي النداء
أعداد فاقت تعداد النجم مدرجة في مراتب السماء
خشوع وكسوف ينتظران لحظة تحملها إلى علياء الفضاء
الصاروخ يدمي الحواشي لطفل على مقصل الزمان
مكلوم الحقيقة في وطن يحمل جراحه الأخبار
فهل من يبلغ غايتي ورجائي؟
أيتها الطفولة البريئة من عهد لنا
تسأل فيه كل المواليد بأي ذنب تقتل؟
يوأد السلام يوم ولادته وتفقؤ العين البصيرة بين جفني المنام
سلام للسلام المكلوم في وطن تعز فيه أرواح من أرض السلام
على القوائم صلب الهلال والصليب
صلبت الأعلام والحقيقة
وناحت كل الأطيار يوم قصف السلام بظلم يعبث بالأجساد والأشلاء
بأي العيون أبكيك أيتها الأطيار اليتيمة؟
بأي الدموع أهدي الفتيل لتضيء مشاعله الرحاب
يتلحفون الصمت جوعى في مهد السبات
هل نستغيث من استبدلوا دينهم بالدولار؟
هل نستغيث بأفكار تحنطت صماء؟
أم نستغيث بعرب العباية ومشيخة الظلام؟
ظلمات القربي تعصف
ونار صهيون تجهض كل كلمة تنطق حروفها طمأنينة وحياة
على القوائم أسماء للتاريخ تنصهر مع الإذلال
باتوا مع الصهيون يرقصون ويتعرون لمشهد الخذلان

على القوائم أسماء تحيا لأطفال
نكتبها للكرامة يقينا
وللفداء نكتبها موطنا فيه مع الصبر فجر الحياة

ساكتب أنني

سأكتب أنني
ما بين حروف أجهل
سأكتب أنني
لست بماهر
يجفوني الليل وعيني معه ساهرة
ويجفوني الصباح وأنا به مغرما
جادت لي الأيام بدقات تتعمق
وجادت الألوان بليلكها يتخمر
فهل أصبو مع نفس هي النفس لنفسي
وأعدو مع هبات للنسيم تتوسم
فيا ذات اليقين
عشش في صدري عيون للمدى تبصر
تهب القلوب نضارة
ونبضا للأنسام يجوس الأبعاد وينذر
فيك مقام الصلاة
أيا مدينتي
ويا زهرة تجذرت على صفحة ترتسم
أهديك من مهج الفؤاد قبلة
تزكي النفس حين الصيام يطبب
فهل أكتب نفسي
أنني لست ماهرا؟
وفيك ومنك دنو الخاطر
بحر تتسع شمائله
وبكل موجه يطفو بنا
يحمل الأسفار
وفي أعماقه الدر مرصع
هذا بيان كنت أنتظر
يجاري في صبابته بندول غرام يعشق
في كل وطن منك سمة تشفي
تضاهي حروف المجد والنغم
للعين فيك وقار أسائله:
متى يحين الظفر والنصر؟
خيل تسارع الريح خطوتها
وتمشي على استحياء في قربها الهمم
في كل لحظ للمدى تطببني
انا الجريح يسعفني هالة الشهب
تجمعني قواي لأكتب في شغف
ما بين السطور وعنونتي
هذه العنفوان أنت
والمقام فوق غيمه يعتمد
أجاري فيك قصيدي
قربان حرف للقبول يتوسل

ماذا بعد يا زماني

ماذا بعد؟
يخطفني الليل
وفي الغياهب غنوة تلقي بي انبعاثا
نظرة تحلق في السماء
وأخرى ترتقب التمرد على الخذلان
يخطفني ما كان للنور يخالج همسة الأجفان
السهاد يمحو الذاكرة
ويبني للغفوة الأركان
ماذا بعد؟
على الكفة تربو براثن الآلام
أيها الأعراب لنا أخوة
سكنوا القلوب والأوطان
في يبوس  قيامتهم
وفي مدى البحر  مرمى الأحلام
تجوب بي الذكرى
وأنا الفتي تحت عباءة الليل
أبتهل في أسحاره
ونغما أردد
يا بطون الجوعى
على حمالة المهد يبرز البدر
وتهجو  العين فاتكا بالزناد
أيتها العروبة الصماء
هاك الزمان ليلة تلو أخرى
وهاك العقرب يدور بلا حسبان
قتيل فيك حيث النسر يأوي الذرى والوديان
ماذا بعد؟
بات الزمان طريدا
في لجة الصبر  يعتزم الغرام
أهيم في ليل السهارى
وفي الصباح يردد الطير همسة الأفعال

صحوة الجفون

بين كاف ونون
تحاصرني أبعاد الشمس
وأنا بين هلالتين أذكر سائلي
تذكرني همسة الليل في أسحارها
وترصد الأسماء فيه صحوة الجفون
أيها الليل!!
متى أعتلي الصرح فيك
وأعتلي فوق غيمات الفتون؟
تخاطبني الهواجس
والحرف يجوس الخاطر في ربيع يكتسي بزهوة المحابر ويزهر باليقين
تأخذني نظرة إلى النور
وأنا في طلب للعمر
يهب الأمان والسكينة يشعلها وهج
يغمس المفاتن في كأس الحنين
يا ليلي!!
أتحتار
وأنت في حلقة الصمت
تكشف الستار عن شغاف مبين؟
على الصفحات مرآة تعكس الذاكرة
وتهدي بالنور القلوب
لا ندوب على جبين الوله
لا ندوب على سيقان تلتحف الصبر
يناديني الناي ببحات العزف
يناديني الصدى المتمرد في الغفوات
فيك الوضوح أيها القاموس
يمزج الحروف ويغني أهزوجة الشروق
يا غزة العروبة
أبتهل معك
أبتهل مع الصحب والحبيب
أبتهل في سفرة ونور المجد يبزغ عذريا موال هواه
إياك يا زهرة اللوز أعني
إياك يا زهرة نيسان أعني
إياك يا نفسي في صبر أتهجى البنفسج
وأكتب للخلود في ليلاه
ماجدات تتجذر سيرة بين الركام
ونظرتها العنان
إياك سيدتي قصدي في قصيدي
ورسم الخط في زهرات الجليلة يزهو في محياه
هل أبوح للزمان عن قلب تجاوز المسافات والديكارت؟
يفيض بالشوق من مبسم بكل الأبعاد
بات فيه الحب وطنا والحنان يسكن مهده السلام

هل خاب ظني؟

هل خاب ظني في زهرة رسمتها؟
وهل خاب ظني في قنديل على الجدار معلقا
هل خاب ظني
في احساس يجوس الخواطر؟
يا زهرة الوادي
في ربيعك أقحوان تكلل بالبياض
واحتضن الصفرة في عين الفتون
يشدني البريق فوق السماك
يشدني والمدائن فيه تسكن الضلوع
هل أراود النفس
أم أراود المدى؟
تأتي الأزمان او لا تأتي
فغدا يا قدس المقام الجسور
يا ذات عمر فينا تقبل
والقيد فيك بالسنان ينكسر
أهب منك النفس قدرا من الود
يعيد النور لمهد في مرماه الحسان
لها مع الوصل ترنيما
أخبريني
عن لهفة تنصهر تارة في وطن
وتارة تتمدد في خبر ينصب التأويل
أخبريني
عن جفاء فيه الليل
يخفي أسرارا ولا يبين مناره
يخفي عتمة الظلال ويطرب عزفا للجوى يناغي رفعة التكوين
هل خاب ظني تحت الستار ؟
تجمعنا الخيمات في غربة واليقين دفق يروي شريان الوتين
تجري اللحظات في سعيها وفي ذاتها النسك يتجذر في الغمد الشديد
لا تعدو الخطى حيث الزمن آت
الملاذ يبرأ ويسقي الآه للأكباد
يا غزة
هل يكفيك الأمل
وعبق الشهيد من مسك وريحان؟
يأتي الصباح وطفل الحق يهتف
باقون كالنبت
كالسنديان يعلو
نتجذر ونسمق