طفل المهد بقلم محمود قباجة

طفل بثوب البراءة يكتسي
يتماهى في المهد بالثريا
يلثم وجنة الاشراق كطير
يسكن حضن الدفء في غمرة الزهو
والتباشير من رحم الزهد
على لوح نقشت
والحروف مسمارية ذات أبعاد ثلاثية
متشابكة
والبيت للعنكبوت في ظلالها
تتهيأ لعناق تحت شجرة المخاض
من كل سيرة تجمع خيوط حكايتها
ولهى
يكسوها التبر وتتنفس من ثغر البقاء

سلام من ذي قلب رحيم
نظرته أمل حده بين ألف وياء
ألف ترتسم أسورة على المعاصم
والياء ياسمين يربو بحال تتمدد على مر العصور
سنبلة تنحني بثقلها
والعطاء مد يغدق بالحنان
أمل وسارية
والأعلام فوق جبين أوطانها تخفق
أقف متسمرا خلف نوافذ الانبساط
أمدد يدي ويتطاول السمع ليبلغ فاه
السلام
في ليلة تتهادى الفصول هونا على هون
أبحث عن حبكة وتشويق
وأضيع متلهفا خلف السقاية والإرتواء
يحتسيني الشوق في كؤوس السلسبيل
وينهم الذكر سطورا من ألف ليلة
يستلني سيفا
يشهرني
لتنال المقاصل في معاركه من نصل السبور
غمدي ذراع غض
وكاهلي مازال يترقب فتوح المدائن

سيدتي البراءة
والقلب الجسور بين جوانحي
ينالني منك الصبر والصرخات مازالت تدغدغني بين حشرجات المخاض
تسمي الوله باسمي
والهيام عناقيد مدلاة على فكر الشرود
مشحون بكل الأبجديات الموجبة
وتقهرني الحروف المتآكلة في صمت الغروب