الى روح الخالة رشيدة أيها الطائر

أيها الطائر إلى أين تطير
تحمل مزاياك وعني تطير
أين المسير؟؟؟
عودة أم اغتراب؟؟
بلغت بي الروح وتعمقت دثار الأصيل
بين سفر وأسفار تجفى الحبول
لا تحابي نداء السنابل وغنوة الصهيل
أيها الطائر !
تجاوزت بي حدود الذات من شرقها إلى غربها
تعبر الاتجاهات العجمية وتظن بروجا تعود

أيها الطائر!
تكابر عني وتلتفت ذات اليمين
وذات الشمال
والقدر باسط ذراعيه يلتقط الهنات المبعثرة
امرؤ فارقت روحه كيان الجسد وتخثرت في عروقه همهمات الهديل
فيك أم وتوائم
أشقاء وأخوة
فيك جناحان بهما السيرة تطير

سكنت المقام وهدلت في سمائك
تبلغ السماك روحا لوطن
تحايد اللهفة في الصبر وتوجس في ليلك من خيفة الاغتراب
ليلاك مزجت بصبري
كعرجون باتت تهزه الأيادي
انصهار بذاتي يلتحم بذكراك
فجوة بين ركنين أعصرهما دمعا
فاضت به صبابة الفتى
يستجمعني ندفة ندفة
أكوام تكدست
واليمامة ترثي أعشاش أهلها

أيها الطائر!
سأمضي إلى ذات غصن وريان
سأمضي حاملا مشعلا ألوح به في دروب العبور متجاوزا الطوفان
سأمضي حيث أنت تتجاوز أبعاد نجمة ثلاثية تتحنجل فوق صرحها طوافة في مدارك الرحمن
سأرتشف من كأس الصبر كنبي فارقه المحبون
وعلى ذكراهم يحدو الوجدان

الى روح اخي
أأبكيك؟؟

أأبكيك أم أبكي النفس والروح؟؟
أأبكيك أم أبكي كلي والبنان؟؟
فارقتنا عزيزا مكللا بتاج العزة والوقار
فارقتنا وما فارق النوادب ذكراك في أفراح وأحزان
اطلالتك كانت البدر فينا يضيء عتمة الظلام
كانت للحب زمنا مقدارا ووفاء

أأبكيك وأنت الجناح وملهم الخطى والسداد؟؟
أأبكيك...؟؟
وكيف تطاوع النفس أن أنساك!!!
كنت الرحيم والحكيم والمطبب حين
الألم يغوص الجراح
أخي يا من كنت للمحاسن عنوان العطاء
شددت بك الظهر واليوم خارت مني عزايم الخلان
أأبكيك والعين جفت مني دمعها ؟؟
أأبكيك والرجال لا تبكي إلا لعظيم انفعال؟؟
إلى الغاليين أودعت سريرة كانت
في سرها
في علنها طاعة وحسبان
تزهو بك الجنات دوما
ويزهو بك القلم والقرطاس
كنت فينا مربيا وما زلت الساكن فينا في وصل الحنان
أخي...!!
هل أبكيك أم أبكي للعزة وطنا في شموخ البنان؟؟
دائم كنت فينا
واليوم لقياك المحب في فردوس وجنان

الى روح ام عبود سكافي

إلى روح

إلى روح في سمائها
يتعبق بذكرها التراب
بصمتها كالنور
لها في الكون بين النجوم دثار
قدر
تفارق ولن تفارق
فالأرض تعشق النبت الأصيل
تقول كلمتها من وجل
ثقافة
والأدب من فكرها الرزين
كلماتها لن تفارق المداد
تمتد في الأعماق
تصول وتصول
كيف أنسى
وصدى الكلمة يردده السهاد الطويل
من يقرؤني
من ينثر القصائد
ويكشف الستار عن المعنى الجميل
أمٌّ بكل المعاني
تمطر الزهد بكل الفصول
في محراب التقى هي صلاة
بين السجود والسجود
جاءت المنية لتخطف البراءة
من برِّها من عين تجود
من أرضها ينبت الكرم والزيتون
تعتلي صروح المجد
والروح لجوار بارئها
تكرما تستكين
لها في الجنات مقام زهد
لكل أم حنون

وكيف أشم الورد



وكيف أشم الورد؟؟
الصباح في صباح الحزن يتألم
باهت فيه الورد وشمسه بلا نصب
كيف أشم الورد وأرتشف فنجانا يستعر؟
تتلظى السنان وبوق الناي يكمم
حزين يا غصن الزيتون
ويا فرع التين منك الدمع ينهمر
كانت الذكرى تدور بنا
أرض وميعاد وسنابل تنحني أعوادها
هاك المناجل يا ذات للورى تسكنني
يقولون للبيت عماد
وفي فراقك انكسار وعذاب
أنت أنا يا غلاة الروح
يا عمرا مديدا في فصول يطوقها العناد
هل أشم الورد بعد غياب؟
نالني الفراق ووشمني بجذوة الحرى
هو القدر يباغت أهله بذات النحيب
أرثيه في صلب من جنح العبور
يباغتني حين تذليل
وناظري يرتقب الدمع في مقل الجوى