أسعفي وطن النوارس

هي الطبيبة للجراح تسعفني
قلب رؤوم وبالحنان تغدق
تبارك الذكرى في تجوالها
صيام في شهرها والخير لها قوام
قلت : أنا العليل داوني
نخرت بي التوجسات في لهو
والحديث يجاري قواميس النبل
بادرت لها تقربا وعقدت بالآمال مطلبي

أسعفي عيني كي أراك حراكا
يتجاوز مداه النور إليك
فيه المباسم تشرق بالعنفوان
وتطفئ لهيبا فيه الندب يستعر

أسعفي الجفوات التي هجرت مواضعي
واغمسي السنان مكمن الألم
لتصحو معك سنوات عمر
خاضت غمارها الأبكار
تهلل مع النغم الشرود
وسمرة اللمى فيض خصاب

أسعفي نبوءة تخاصمني
أوردتني كؤوسا من أجاج
تخاصمني وأنا المسجى
أتهجى حروفها
ثم لحسنها صباحا أعيد


أسعفي أما بالجنان أوعدتني
من كفيها صفاء النيل أرضعتني
حملتني على كاهل الأزمان وبصبرها دثرتني
تعبرني فوق صهيل الهواجس
وعند التجهم لا تفارقني

أسعفي كل طالبة قربي
تحمل نفسها على اللظى
تسكنني حلمها في خدر العذارى
وتلملم من الشتات خيوط شمس الفتون

أسعفي ذات قربى وذات على الجفا عودتني
سنديانة للحرف بهمس أقحمتني
من ذكر طيبة زغردت كنانتها
ومن ذكر وطن النوارس واعدت صبري
أسعفي يافا وحيفا
وزهرة في مدائن الشوق واعدتني