عُذراً أحفادي

عُذراً أحفادي
------------------
أنظرُ في وجهيْ
تخجلُ مني مِرْآتي
أنظرُ في وجهِ الأولادِ أُطَأطِئُ رأسي
أنظرُ في وجهِ الأحفادِ فتخفتُ ألواني
تُمطِرُني الأجيالُ بأسئلةٍ
أتَلَعْثَمُ أتَرَدَّدُ أبلعُ ريقي
يقتُلُني الضعفُ وصمتي
أحيا عمري بهوانِ
--------------------------------
ماذا قدَّمْتُ لأَوطاني
لِحضارةِ أجدادي ،
للإنسانِ
لمْ أحفظْ لغتي
لمْ أتْقنْ قُرآني
ساءَ سلوكي ، شاهتْ قِيَمي
ماتَ الإحساسُ بوجداني
--------------------------------
سرتُ التائِهَ في بَلَدي
أتَهَدَّدُ حيناً وَأُهَدِّد
أحيا الفوضى
لا سُنَنٌ في بيتي وكياني
-------------------------------
سِكِّيناً أرفعُ في غَضَبي
تقتلُني في حَدٍّ ماضٍ
تَصرعُ في الحَدِّ الآخرَ جيراني
تغتالُ البسمةَ في وطني
تسلبُ حَقَّاً ، تنثرُ رُعباً
تنزعُ مِن عينِ المُرضعِ نوماً
ورصاصاتي في الأجواءِ تُحَوِّم
في غَدْرِ يَدٍ وبنانِ
------------------------------
أحرقُ مَدْرسةً
أنهبُ أجهزةً
لا استثني المسجدَ من شَرٍّ
ترتكبُ الإثمَ يدي
بفُؤادٍ يسندها كَلسانِ
-------------------------------
أُلْصِقُ بالوطنيِّ خيانةْ
والمُتَديِّنَ أرمي
لا يحفظُ للعهدِ أمانةْ
ألعنُ أستاذي وَأُمَزِّقُ كُتُبي
أضربُ صوتَ الخيرِ أُخرِّبُ اغراساً
تنمو بفناءِ البستانِ
----------------------------------
في الأرضِ أَعيثُ فساداً
أشتمُ لا أخجل
بالقوَّةِ أفرضُ سيطرةً
أَفرضُ قانونَ الغابِ بِأسناني
---------------------------------
أُنْذِرُ مسؤولاً ،
أَتَوَعَّدُ مَن لا يرضخُ أو يخضعْ
أقتحمُ الحُرُماتِ أُدَنِّسُها
أُردي الإنسانَ صَريعاً
ورصاصاً أُطلقُ في صدرِ بريءٍ
بثوانِ
------------------------------------
أفعلُ هذا ، افعلُ ذاكا
وأنا المجرمُ والصامتْ
غيري الصامتُ والمجرمْ
كُلٌّ منَّا لا ينطقُ يوماً ببيانِ
-------------------------
نصمتُ
نرتكبُ الإثْمَ مِراراْ
كيفَ "أُفَتِّحُ" في وجهِ النشءِ أوِ التاريخْ
كيفَ أَغيثُ الأحراراْ
عُذراً أولادي ، عُذراً أحفادي
عُذراً مِمَّن لفظَ الأنفاسَ أمامي
عُذراً منكمْ ، مِن نفسي
فغداً يأتي دورُكَ أو دوري
ونكونُ الأعدادَ فتمضي
في قافلةِ النسيانِ
---------------------------------------
أرفضُ أن تسقطَ قُدَّامي
وُتكونَ بِقافلةِ المغتالينْ
فكريماً تحيا ، لن تُنسى
وأنا بحضوركُ لن اسقطَ
في حَرَمِ البيتِ كَما في حُرْمةِ ميدانِ
----------------------------------------
هذا سيفي ورصاصي
بِهما أشْهرتُ السوطَ ،
قتلتُ الصمتَ رفعتُ الصوتَ
بوجهِ القاتلِ والجاني
حسين جبارة آب 2014

اسعد دائما بتعقيبك الثمين اخي محمود قباجا.
شكرا لقراءاتك الرائعة