مهاجر إلى وطن

هل تخاصمينني

هل تخاصمينني وأنت سيدة السماحة؟؟
هل تخاصمينني وأنت من صافحت التويجات باليقين؟
أستميلك في براءة التودد كي تخط العرافات الدروب على لظى الأمنيات
تلقي الودع على صفحات المرايا وتستجمع الألفة من حبات النوى

ألقي السلام إلى براءة في أعين المحبين ليطهر النفس ويغسل الأكدار من عيني السجى
رواية أنهج بها ومعها صرح القوافي حين تحاصرني الكلمات
أطلق أبواق الفجر كي يدركك النداء
صلاة تتلحفني في سكنة الأقدار
يتورد الغرام في فصول الآيات
كتاب مبارك فيه التنزيل
آية آية
وما زلت أترقب طرفة تزل بها قدما زليخة وتأتي على استحياء
تسقي ورودها لظمئي فتنتعش الدفلى في وصل ووصال
بيت أسكنت نفسي فيه وأسكنت عين الشمس بؤرة الأحداق
بين التخيلات مارد من هلام الترحال
تترنح أيله وتلثم رضاب الهوى من شفاه نواهيه
هل تخاصمينني وقلب النوارس معلق ببحرك؟
هجرتني الشموس وعيناك ترتقب أطيافا تعود
هجرتني وأنا أرتحل بين غربة واغتراب
هزيل جنين الليل
تلاطمه اللكمات وترميه الشهب حين يستفيق
لهفته جنوح وفتون
ينتظر المخاض ليبزغ هلال شهره معلنا التوبة والوئام

هل تخاصمينني وأنا ابن الجبل والوهاد؟؟
لاذت لي بالشموخ أعراق
أستفتي نفسي في نفسي
لا جواب
لا هزة تحت بردى الخصام
تجليات بين رسم الديكارت تمحورت كأيقونة تزهو بدثار الصباح

تسعفني
هي الطبيبة للجراح تسعفني
قلب رؤوم وبالحنان تغدق
تبارك الذكرى في تجوالها
صيام في شهرها والخير لها قوام
قلت : أنا العليل داوني
نخرت بي التوجسات في لهو
والحديث يجاري قواميس النبل
بادرت لها تقربا وعقدت بالآمال مطلبي

أسعفي عيني كي أراك حراكا
يتجاوز مداه النور إليك
فيه المباسم تشرق بالعنفوان
وتطفئ لهيبا فيه الندب يستعر

أسعفي الجفوات التي هجرت مواضعي
واغمسي السنان مكمن الألم
لتصحو معك سنوات عمر
خاضت غمارها الأبكار
تهلل مع النغم الشرود
وسمرة اللمى فيض خصاب

أسعفي نبوءة تخاصمني
أوردتني كؤوسا من أجاج
تخاصمني وأنا المسجى
أتهجى حروفها
ثم لحسنها صباحا أعيد


أسعفي أما بالجنان أوعدتني
من كفيها صفاء النيل أرضعتني
حملتني على كاهل الأزمان وبصبرها دثرتني
تعبرني فوق صهيل الهواجس
وعند التجهم لا تفارقني

أسعفي كل طالبة قربي
تحمل نفسها على اللظى
تسكنني حلمها في خدر العذارى
وتلملم من الشتات خيوط شمس الفتون

أسعفي ذات قربى وذات على الجفا عودتني
سنديانة للحرف بهمس أقحمتني
من ذكر طيبة زغردت كنانتها
ومن ذكر وطن النوارس واعدت صبري
أسعفي يافا وحيفا
وزهرة في مدائن الشوق واعدتني

أخبريني

أخبريني عن الصباح
عن الفيروز
عن وجنة يبللها الندى
أخبريني عن قهوتك المعتقة حين ترشفها اللمى
أساطين الزهد يعشقون فنجانا
يتردد صداه أنغاما على وتر الجوى
في العتمة
يتبارون في رصد أبعادك السرمدية حين تفورين طيفا تلو طيف
أخبريني سيدتي عن جلستك الثملة على طاولة مستديرة
تختلط البدايات والنهايات
استهلال وقفلات
وأنت أنا
سيجار يشتعل في لهفة الأقدار
تنثرين حروفك شموعا وتجمعين توهج الكلمات المعلقة
على مشجب التكهنات

تجلت الأقلام

تجلت أمام العين
صبوة تزهو بالرهاف
أفتح النوافذ لتيارات تعبرني نسائمها
نغمة تتطير بالتباريح
أنادي النايات بحنجرة هديل
لتعزفني على وتر الحداء
رهين
أسبلت العيون على حلم يسكنه اللقاء
تشاطرني جفون الليل عند صحوة الطرفات
نظرة تجمع رفاتي
وأخرى تعززني بالحياة

أكتبك
وأنت السنديانة تجذرت
بين جزر وامتداد
تعلوين القامات رفعة
والأصالة تيجان فخار

يغلبني الشعر وأنا الطائر المحلق فوق رباك
زهرة في أبهى الحلل
تسكن العبرات والسطور
ولها في الورود سقيا حياة

هاتي يديك وتلحفي بالأركان
هائم بك
وأنا يراودني المسير

نورسة الهيام

يا شذرة نور
تضيء رحاب النوارس
البياض وقار والشيب تاج ونبراس
عين الرقيب تحرس مزاياك
نورسة هيام
حامية بالعزائم فردوس الجنان
من كل خير تفيض معانيك
تمر السنون
وعمري بك يزهو مع شاطئ الربان
أحببتك ورعشات الصدر تردد صدى التلهف
صفاء للروح وبلسمك شاف بالحنان
فأنت المدينة
وقلبي فيك الساكن مدى الحبور
أنت السموق
ونظرتي تعرج الركام من صفو المزن
هلم لدفء يدثر الغفوة
وحلم الليل يسامر الأنجم تحت عباءة التورد

تشبهك

عيونها الشمس
وجفناها المحيط
يطوقها الليل بسمرته
ويرسمها الدحنون علما على سارية الحدود

أهذي بإسمها ليلي والنهار يستجدي منها تقربا
تستجمع بي القوى والمكارم
نالت من الاصرار عزيمة الجدود
كجلمود
يحتضن في الدفء النوى
ويتناثر منه الحب عند لفح اللظى

على الطبول تهتز موجات عمري
وعلى مصلى الزهد لي ألف صلاة

من خلف الستار لاح الوشاح
أسوده
نال منك توردا

طال انتظاري
وصبري يتعمد في نهر فيه
الأماني تجلت بالرضا

ألف سلام طابت به
وربت في مقلتي النهم

بانت أطلال تسائل بحرها
وموجها
أطلال مطلة على واد غير ذي زرع
الصلاة فيه مبتورة
وزمزم يتيمة
تحاصرها الأمنيات والأمل الجزاف
تراهن على ذات في رحم الهواجس
على ذات في أبعاد شمس
تتقزم على صفحتها السنابل المغلفة بالسلفان

من يجير ذات الهلام
حنثت الأقمار بالمواعيد
وسلة حمورابي معلقة
تحتفظ بذكريات النخيل

النصال باتت في غمدها مسكنة
يتيمة في حجرة الانهيار
تبحث عن بصيص ينفذ من ثغر المواسم
يضاهي بالحسن العطاء
فيه عين تشرق
تنحني شمسه والسنابل مشهرة

.....................2..


مشعل الأقلام

تكتبين وتكتبين
وبالخضاب مشعل الأقلام يضاء
في جوق الحكمة دساتير طمست فصولها
والدود نخر الكلمات والأنظم
وما زالت الأقلام تكتب من عقيق الفكر الهاما مرضبا بعبق الزمان
أستهل الكتابات بطلل الحبيب
وأستطرد أطلالا ومواسما
وأنت أنت
الفيروز على الصفحات ورسم الخلجان
تتبارى إليك السهام لتصيب بسنانها التاج المرصع بالوقار
وما زلت مشعل أقلام وصفحات
أعلقك على مشجب المجد تارة
أزين بها وجه الذكريات
وما زالت الكتابة تارة أخرى تستحضرني وتجمع الحروف والخيوط لألظم عقدا فريدا أطوق به الأمكنة ليزدان القزح على الصدر ويعانق سماء عن ثغر الغياب
مع الوجدان طيورنا مهاجرة
نلظم خيوط الهوى بأقلام
نطوق بها أزمانا ذات حسن ومشعل أقدار

في ذات عين

في ذات عين رأيت أبعادا للنور متناثرة
تقذفها الدمعات في شوارع أنهكتها الخطى

بين مد واجتذاب
تتطاير الشظايا
تستجدي اللهيب والنيران تستعر
في ذاتها وخزة تتلحف جبيرتها
بكر في اجترار الصمت
ترتعد تحت جلبابها أمام ناظر الصبوة
عذول يراهن على وهنها لتسقط بين مخلبي الشاهين

طويل درب التبانة
يتجاوز آلاف السنين الضوئية
يطول الليل في غفلته
سرمدي
في ذات لهفة وفي ذات عمق
تفارق وهي في خلد العين تلهو ذهابا وإيابا
لها الذكريات وبين أجفانها راسية
أستذكرها وهي تستطرد حكايتها بين لفيف الفراشات
بسيرتها أتلذذ وهي في علو النجم
تخفق بي والشهد رضاب الشفاه

لقمان يعيد ركل الكرات ويصوب فصول الحكمة
جدال أنهك الذاكرة وخطف من لون الفرقد بريقا
أزفت القبلات والأبواق مترنحة
تلتحف القد المياس في حلة الذهول
بكارة يفضها العويل
يلهو بعين خالطها الشجون تارة
وتارة يجحف بالظنون
ارتعادة ذات يمين
تمني الفجر القادم لهفة في ذات حسن
تكتسي التوهجات وتواعد العرافات لتلتقي

ضاعت دماء البراءة
ضاعت من جنوح
من سادية للظلم ضاعت
ضاعت دماء البراءة
والطفل في مهد الصفا ضاعت قوافيه
ضاعت الندبات وانطفأت قناديل الورى
قراصنة يمرون من أمام صفو المرايا
ومن خلفها السذاجة تلبي بالدعاء

ألوان الضباب تتخذ دباجتها من عمق الجراح
نازفة من شام إلى نيل وفرات
أتهجاها نبضا في عروق العذارى
مد يصول هواجسا فتية
يدثر بالشحوب يمنا مضرجة بالدماء
يغتصبها الطاغوت ويفتك بأنفاس الطهر من بذر التراب

بين شروق الياسمين وغروب القزح
نايات غربة تعزف لا تفارق فجر صلاة
سلام هي
وزيتونة تسدل خصبها على كتف الرجاء
لها مسميات
ألياذة تتردد بين مساعي الفجر ومن خلف الجدار نسك الدعاء

.......2.....

أيها الطائر

أيها الطائر إلى أين تطير
تحمل مزاياك وعني تطير
أين المسير؟؟؟
عودة أم اغتراب؟؟
بلغت بي الروح وتعمقت دثار الأصيل
بين سفر وأسفار تجفى الحبول
لا تحابي نداء السنابل وغنوة الصهيل
أيها الطائر !
تجاوزت بي حدود الذات من شرقها إلى غربها
تعبر الاتجاهات العجمية وتظن بروجا تعود

أيها الطائر!
تكابر عني وتلتفت ذات اليمين
وذات الشمال
والقدر باسط ذراعيه يلتقط الهنات المبعثرة
امرؤ فارقت روحه كيان الجسد وتخثرت في عروقه همهمات الهديل
فيك أم وتوائم
أشقاء وأخوة
فيك جناحان بهما السيرة تطير

سكنت المقام وهدلت في سمائك
تبلغ السماك روحا لوطن
تحايد اللهفة في الصبر وتوجس في ليلك من خيفة الاغتراب
ليلاك مزجت بصبري
كعرجون باتت تهزه الأيادي
انصهار بذاتي يلتحم بذكراك
فجوة بين ركنين أعصرهما دمعا
فاضت به صبابة الفتى
يستجمعني ندفة ندفة
أكوام تكدست
واليمامة ترثي أعشاش أهلها

أيها الطائر!
سأمضي إلى ذات غصن وريان
سأمضي حاملا مشعلا ألوح به في دروب العبور متجاوزا الطوفان
سأمضي حيث أنت تتجاوز أبعاد نجمة ثلاثية تتحنجل فوق صرحها طوافة في مدارك الرحمن
سأرتشف من كأس الصبر كنبي فارقه المحبون
وعلى ذكراهم يحدو الوجدان

عين هواي

يا عين هواي وصبابة روح
غفوت وبين جفنين كان احتضان
سلوت الغواني من طرب
وما زلت فيك أناغي وله السنان
أصابني وتعمقني
وأنا في حيرة
هل أبوح بسري بعد جفوة العمر
أم أبقى في حصار تنهيدة
تعلو بي وحشرجتها مدفونة في رماد الذكريات؟؟
القلم يكتبك بمداد الصبر ويستطرد ذكر المرايا
يستجدي العود الرطب لينحني
ويستجدي غصن يباس بعد اتقاد يضيء

أيتها الوطن الممتد بين أمصار الكون وفلذتي لك بها امتداد
هل تمنحينني تأشيرة إليك لأغدو كالطير في غدو يملأ الأرجاء شدوا
ويعمر حوصلته بنبضات نور وحياة؟؟؟
أنا فيك مسافر
كما في وطني
أحب المدائن وزهرة على سموق النفس تربو
تجاذبني رياح تيه على جناحها المراكب استوت
خفقي ما زال يلتحفه الشرود وعلى وتر النايات يردد صدى اللهف
سأقاوم النفس فيك
سأقاوم
فلا أخون سيدة في حسن عينيها أسكنتني
ولا أخون ذات عزة بحسن الخطاب أبهرتني
سأسعى بين أوطان والسعي روح عبادة
يجمع الأركان في قبلة كانت للمجد عنوانا

وصلي بات يقذف حصاه في وجه البهتان
كوني الوطن لقصيدتي
والكتاب الذي أتصفحه فيهديني
كوني البحر ملاذا لشاطئ
يعوده النورس ويتذكرني
أنا المكبل في عبارات والقيد يأسر خوافقي

الحقيقة العارية

من وحي حب جاء لحظها
تكشف عن الخبايا وينزع الكذب عنها لحافها
تتوارى خلف ستار وهي تلتهم الطفرات المزركشة
تلاحقها الشياطين
وتقذفها بنيرانها المستعرة

هي الحقيقة
في سكون الليل كتبت بين السطور المترامية
تعانق الساكنين في الظلمة بين الطرفات اللاهية
أخاطبها وقد تعرت بعد رحلة استجمام
خانتها اللحائف المتساقطة فأصابتها وخزات السنان الجامحة
هل أسائل '''جيروم''' ليخبرني كيف وئدت اللحظات بين بتلاتها البنفسجية؟؟
تلقي الظلال على قطرات الندى وتحجب ضياء شمسها الصباحية
تخرج من بئرها فتباغتها التجهمات النرجسية

أيتها الحقيقة متى عودتك من جديد وقد
اكتست كواكبك بخيوط من توهجات الشمس الذهبية؟؟
تلهمي شغفي المؤبد بين جوانح الشجون
التساؤلات تبحث عني وعنك
تروضني وتروضك
تناغيني وتربت على كتفي النحيلين
من هناك أبدأ
من صرخة طفل تغلفه ارهاصات الزمن وندوب التعري
يخرج ومن نزفه يصرخ
والقابلة تلتفت
ما عساه يكون؟؟
تقبلني الحقيقة المرة والجحافل فاغرة
تجمع حروف الغيظ من براثن الانفعال

سيدتي أراك بكل لون
إن دنوت تتجلى على جبينك الأقمار وتقترب
تتعمقين في ذاتي
وأنا اكتسيت من جمالك عمرا وتدثرت بزمهرير التمني