من ذاكرة الوجدان.. مي زيادة

من ذاكرة الخلود .. مي زيادة

ماري من أي زمن أتيت؟
ومن أي البلاد كان لك انتساب؟
سألت الكراسات والقواميس عنك
فكان السلام منك الجواب
سألت كتب الأدب فسالت المحابر وتخثر بين نواجذ البحر المداد
هل أصمت وقد أعلنت الزغردات اسمك ؟؟


تخبرني عنك ذات ساعة وذات مواقيت
أيقونة في مصلى الرجاحة لها من المحاسن والفضائل ترويدة وحجاب
تدثرها الألوان شبقا وبلون السما رسم العيون
تسدل عزها جدائلا على كتفين وقوام فيه ألف ماجت على صفو الاستقام

جادت بها مدينة الناصرة وأرضعتها بيروت السلام
تمزج الخصب العفوي
ومارد العشق يلاحق هوى النفس
ملاك تكتسي أقحوانها والنرجس في صلاة وقيام
تفتر من الصخب بين أسطر الروايات وتتحنجل الذائقة بين رؤى الفكر والاغتراب

مي في مولدك توهجات
ويوم غابت شمسك احتفظ الكون بمآثر الخطاب
أسدلت الأرض منك وعليك محبة
وهدي الله لا يفارق من كانت محورا
ترصعه بانثيالات العطاء

نالت منك براثن الشيطان
وأنت أنت
تلقنين الصبوة الدروس ومجازات الكلام
الانسان في توارد التراتيل والهيام
يبلغ الحول سيلا من العبر
مآثر تناقلتها الخطوب
تستجمع الفاتحات لتبلغها للعاشقين آيات من كتاب
جبران
ما عساك فاعل؟؟
قلب الفتى مازال ينبض وقوفا بين يديك على أبواب الأمكنة
التفاتة إلى كل الإتجاهات
ورؤياك في المرايا ماثلة
جبران
متى تلتحم المراكب بين سماء وأرض؟؟
طالت بنا الأسفار وأوجع بنا جوى الغرام
من أمامنا البحر
والسندباد يرصد الأسفار من خلف جدار