مهاجر سيدتي

لأحبك

سيدة القصيد وتاج الأميرات مرصع على الجبين
في أمارتي ملاك وهدأة الفتون في نبض يعتصر الوتين
تراءت لي الضياء
والشمس زهو في ميادين العطاء
سألت وأنفاسي تتسارع إليك توقا
في صبوة التلحين

من تكونين في عولمة النرجس؟؟؟
يراودني الربيع الآتي مع شرود الصدى
غنوة يرددها عزف النايات
وعدني الزمان بك زغرودة همس
من ألف ليلة ذكراها ماثلة
والصفحات في طيها مرامي السيرات
تجلت رؤياك في تعميدة تطهر النفس من براثن الأزمان
نعتوك بالسوسنة وأنت اسم للقلب أقرب
أنت أيقونة أزهرت بها المسميات
نعتوك بالشوق فنما حب الوليد بداخل الأوصال
أيتها القصيدة المطرزة بكل ألوان القزح
حلمي بك سرمدي
كزيتونة ما زالت تداعب ذرات جبلها والوهاد
حلمي تجاوز رؤى الطيف من خلف المرايا
فكانت التوأمة صلاة ودعاء
يتجسدان قسمات التمني

سوسنة بين ذرات محببة لقلبي
نالت مني القبلات السرمدية
وتنفستها في نشوري وهدأة التكوين
بها أنال مراتب الأوصاف
العينان يشعان نورا والشفاه خاتمها له بصمه على صدر السلام
أبتسم لها فتباغتني تطويقة نهد له تأثير العرافات
تشدني وأنا الغصن الرضيب
ينحني ليلبي همس النداء
لان القلب
وفي مرماك ليله يتهجد

ندية الوجنات موردة القسمات
دنيا تصيب بسنابلها المنحنية ومنجلها الشبق
عند العناق
يطيب ذكر اسمها معبقا بنفحات يافا وعسقلان
تعلو بي فوق عروج المدى
كأيقونة فرقدها يتربع على صهوة الأمجاد
هاتي يديك لتتوسدك الشموس تيجانا للنهار
لك من الاسم دنو أصاب بحرفه ولهي
وأنا البحر يركن بين جوانح الأقدار
إن خاطبت الجوى تجفوني الكلمات
وإن غازلت يلتزم لساني شقاوة النايات
أرسم المشاكي من خلف مرآة
يتوهج نورها وخطوها مني تدنو له الركاب
أكشف عن البراءة في طفولة تراوحني والعمر مني في مهد الفطام
بي التحنان لا يفارق مهجة
تجفو الصمت في صداه القاحل
ولحني يرتوي من فراته العذاب

متى الأسفار تجمعني
بين شرق وغرب
وتقصيني عن الأسباب؟؟
بك ألتحف الزمهرير بردا
ومن الياسمين أطيب الأعراق
هل تجتازين البحر مثلي
وعكازتي لليم مجذاف القرار؟؟
كوني البحر لي ردفا
كوني المد لكلماتي عنوانا
كوني آية تتلوها النسائم وردا وأسفارا
نفدت البحار أحجيات من قصور الأجاج
تتسع صحراء وتضمحل نسائم الانعاش
تستكين الجوارح وغفوة العين بين تصفحاتها أنباء وأخبار
تأتي باليقين من آيات وأسفار
نتلوها
وعماد الشوق برهان فيه الدنيا إكليل صفحة من كتاب

أنتظر أن يأتي
أنتظر لفيف ضوء وباقة ورد
أنتظر بحرا وموجا
أنتظر فيالقا وأسفارا
يلهمني شروق تسعى فيه البشرى وحمرة الشفق تغازل الجنح الكامن في ليل السحر

من هناك تأتي العزائم
من موج ومن فتون السرمد
كنية الصبر تتلحف البدايات
تراود هدية أم وميلاد
تناغي مسامع الطفل في صيرورة بردى والفرات مهد من اشتقاق النهايات
عناق يتبعه التحام المراكب في لحظة جناس
تأتي الحواس أو لا تأتي
عروس في ذات حسن يسكنها البحر رهينا
في ذات عمق أسكتها فيه التصدع ومنوال الحساب
تتعاقب أرداف حيارى تلو أرداف
وأنا أنتظر عنوانا دالا على مواقيت أحلام
أستجمع فيه أبعاد اللهفة
ليبلغني صلاة في غفوة عين بين غمرات الرحى
ثغر الشمس يتقد بين حنايا الدفء
وفوق الدلالات مرورا بمحطة تزود العابرين بالثبات

سيدتي الوطن المسافر
الوطن الذي يلتحف الجوى في حجرات الحشى
فيك الحب عبادة تحت ظلال سجدة بين أغصان النوى
أنتظر على حافة السعي مهرول النبضات
سيدتي
الأعمار تتجافى في ليل ما برح فيه
الخيط الأسود يتوارى خلف خصلة شيب فيها
القزح يحتاج رتقا في لياليه المظلمة
يجتاز كسوف كهل في ذبول الذات
تداخلات أضداد فيها الصهيل يجفى نباح الصدى
يختلط العواء والنباح في جوقة العري العربي
يؤولون مراتب الهبوط
وأنا أحتفظ بك في قاموس الذكريات
كشعلة تتوهج في سمائها وفي داخلي رسم النور يبتهج

تصوف في محراب الجمال

بأي لون فيك أبدأ
وبأي خلاياك
موسمي تقبيل في رباك
ومغازلة النسائم حين ترنو إلى هداك

هناك كانت ولادتي
معك وبك
أنتظر السموق في جنح الظلام
أنرتي درب تبانتنا
وتقافزت نجماتك الحسان
لي بك عهد صلاة
فتقبلي السلام

أناجيك وأنا الصبور
أهذي باسمك في تراتيل أنغام
وتعويذتي تقي الذرى منك والوهاد
فهل تهبي صبري قبلة ثغر
وتسقي صبابتي من رشف الرضاب؟؟

مستجديا فيك حسن الخصال
كوني على عهد الوفاق
كأميرة في ألف ليلة شهرزادية
فرعونية تعشق الفرسان
كليوبترا كنيتها
من شموخ تجاوزت منابر السلام

في محرابك أنت عذراء
أسلمت لها جوارحي
ونظرتي طالت بها أبعاد الرجاء
كيف أصبح معها
وكيف أمسي؟؟
وكيف أرتل على النهد الآيات؟؟
أبيت ووخزات الهوى تضني لوعتي مساء وصباح
تخلط الألوان في سجية
فيها الوطن الحب والمتراس
هبيني منك رضا
وشربة لا ظمأ بعدها
لأعود أدراج وطن وأمحو مني ذاكرة اغتراب

خلص الكلام

خلص الكلام
ونظرة العين تسمرت بين الجفن ونبض الوئام
أستجدي حسنها في نظرة
أستجدي الصمت حين ينطق الكلام
هي الوطن
تمتد في عروقي
تمتد في الوريد والشريان

خلص الكلام وتلعثمت نغمات السلام
تعزفني على وتر سرمدي
فيه الطرب يلقي السلام
هي الوطن
نابلس
اللد
هي كل مكان
هي المدائن تسكنها النبضات
أعشق العين فيها والبحر يزهو بالبصمات
من كل درب زيتونها والرمان تغتاله خطوات العنفوان

هي الوطن تسامرني على رصيف الأمنيات فيه بذرات الجنان
لها سطوة تلهمني قصائدها
وفنجان قهوة لامست حافته الشفتان
هي كل الأبعاد
من بحرها إلى نهرها
زرع يترعرع
وكرمات ورمان
أهيم بها ونبع السواقي يردفني شربا يطفئ نيران البهتان
واعدتني شوقا وأنا على خطو أتحنجل ليله والنهار
لها عزف الموالي يطرب سجيتي
ولها
أمدد يدي كي أنال من غرفات الحب
هي الرجاء والعطاء
تكللت حين قابلتها كشمس الظلال
تحجبني وهي الستار
وهي النيل والرجاء
تمطرني حروفا
وتتجلى على صهوتها قصيدة انثيال

غفوتي

كانت على الوسيد غفوتي
وعيني تبارح الضد والأضداد

اشتاق للنخلات حين أسمقت
والشوق بالشوق يزهو ربيعا ويترع

أنطقني من كنت له طائعا
أتحنجل في مراميه وقلبي له سلم

اسميتها بالمحاسن توجسا
فنالت من موطنها رفعة وكرامة

بنت البحر تسكنها شطآنه
كالطود فيه تمخر الركبانا


اجمل نساء الكون رسما تجلى
وخطوها بين الوريد يسعى

تلهمني والخطب أدنى مني
تلهمني
وأنا العذول المشرد

وطن السوسن

في ربوعك يا وطن السوسن سكن قلبي
واطمأنت نفسي
هواي رقية تزكيني
وصلاة أعدد بها للسلام مناسكي
مدينة جالت بها همهمات القصيد
والأنغام تحمل معازف الرهف
أيتها الحبيبة لي بك أرجوحة هوى
تعلو بي عروجا وعند عودة سكينتها تتعمق الصدر
تلهو بي ذات أتوددها في غمرة
تساهر عيني وتوصد الخمائل في وجه الترخي
تقابلني
وأنا المتعفف
تقابلني
وعيناي تتمرد في سرد بعدها الثالث
تسديني في ربوع وطني أديرة
ومساجد
أقيم أحجبات على منافذ الكتب
تقيه ببردها حين التمني
صلاة في ظلال وفتق بريقه نسير به دروبا بلا ملامة

وهب الله السلوى
والمن لقلبي والغفران

ما دامت الغيمات قدرا لحب
وما دامت الرسالات تدوين في السماك

سأحافظ على عهد يجتازني خاطرا
فهل تكونين عنوانا

لأنني منك
أمدد يدي
أتوسل دربا معانقا خطوا
لأنني منه
أحبه
ألبي نداءه وأطوف حول جمال في عينيه
من زمهرير أروي حلمي بحسن
وما زالت الطرفات تحيط النظرة


لأنني منك
غرست أبعادي في أبعادك
أستجمع قواي بعد انصهار
وعين الله مهادا تحرس
أهمس لخلوتي مع النفس
وهب الله السلوى
والمن لقلبي والغفران

ما دامت الغيمات قدرا لحب
وما دامت الرسالات تدوين في السماك

سأحافظ على عهد يجتازني خاطرا
فهل تكونين عنوانا

يا مستبدة كيف تطلبين مني ابتسامتي
يا مستبدة
لك من الابتسامات عزف ناي وسيمفونية عذاب
حملتني وأنا المقيد في خدر الأحباب
ابتسامة عذرية كانت بطهرها عبقا تغدق الأنفاس
ابتسامة عذرية كانت وما زالت
استبدت بي ووخزتني بسهم نال من الحشى واللباب
هل أصحو؟؟؟

وغفوتي تطوف سماءها
بين نجم وأقمار
هل أصحو؟؟؟
ما بال البسمات تهجرني؟؟
ما بالها؟؟
استجديها وتبرحني
هي المستبدة جاءت بي طوعا
ونبضي يرتجف
تسمو بي وأنا الخفق يتحنجل بين بصمة على الزند
وابتسامة نالت من وجنة الصبا

هل أكمل مسيرتي
ام أعدد مناقب الاسم؟؟

أراهن على الكلمة
وحسون يتقافز فوق أغصان ويتمرد
آه منك إن قلت مدينة تعز علي أركانها
وإن قلت حصنا
تسكنها جوارح الفتى
أأستفيق من حلمي وأقرع أجراس المدى؟؟
أأستفيق؟؟؟
لأعلن عشقي فوق أعلام الهدى
لست نبيا مصطفى
فأنا الضعيف عند رعشات المنى

أسعفيني أيتها القصيدة
أسعفي وله المرايا وجنوح الحلم
بات الليل صارخا
يتأهب لعناق السماك من النجم
يتلو زبر الحديث من كتاب نبي
ويمسح الدمعات عن طل وعن زهر
تتأرجح معانيه التي تستجدي قدرا يسعف الوجدان
بنت عيسى جاءت تبدد أحزان قلب ومن الطيف تعزز الألوان
في حيرة لفتوق الزنبق من ثغر الجوى
تكلل جبينها بزهو وأسرار
بتول في محراب قلب
من فيضها طفحت مكاييل الورود
نجمة هي من أعال تفتر في عذب الفرات
لي في حاراتك مقاما
ومهد طفولتي يسكنه طرفة الأنداد
أحيطها بساعدين وطوق نجاتي من ثغر الندى رشف الطلاوة
أسلمت نفسي
وكلي
بلوغا لذات قرار
من لوع تسقي أقحوان الشرود أنغامه
حتى يفيق الربيع المتورد على الوجنات
تسكن خليلها
وتطوف بعمان ودمشق وبغداد
لتلقي بالأحمال رجز المنايا
تهوى جبالا في أعال
وكنانتها قاهرة الغزاة

أودعت السر حضنا
من وصاله نهل الحسن ألوان وفاق
بين أصفرها غرست الشموس توهجا
وبات الأنا يستخير ليلا وأبكارا

على همسك فاقت الجوارح

تغفو العين في هسيس ليلها وهي ما تزال تحتضن طيف الثواني
من أقمار لها البدر اكتمال
عيون ساحرة في لحائف حلم
والنبضات تتسارع في مدى الجوارح
فيك ابحار
فيك وحي من الهام الأقاحي
غاصت الأنفاس بأوصال وشريان
وتربعت على صدر الهيام

كيف أعيش؟؟
كيف التنفس من دفق شرياني؟؟
أيقونة أنت
معلقة
بين سماء وسماء
تضمني بسطوة ياسمين
يتمدد بين جيد وأغصان
عنقاء نالت من عروبتها مجدا
وأفضت على الجراح تبلسم

لا الترحال يجدي بين أمصارها
وطيبة النفس مكنونة في بحر الخوافي
لا تجدي رعشات داهمت الخواصر
ولا يجدي العوم بين حنايا التأمل
ملاك دنت من عرش مملكة
تجمع من خيوط شمسها سنابلا
أهذي في رسم المواجع لها
ودواوين شعري تقزمت أمام سطوة التوهح

أحيا في ربيع الورد متفكرا في سيرورة البسمة
والنظرة
والقسمة

أحيا وقلبي شاهد
وعيناي شاهدتان
وهذي روحي من كؤوسك يرشف ثمالة الصبر
امنحيني نظرة مساء
امنحيني نظرة صباح
امنحيني نظرة تسبرني طيفا قزحيا
رؤياك بدر يتعبد
رؤياك نور يسطع
رؤياك جنة تتورد
رؤياك حياة في وصل تتفتح

اسمعيني آية
اسمعيني حرفا من كل اسم
اسمعيني العزف على ردف النايات
اسمعيني الموال على الوتر العذاب

إلى من أحب قلبي

إلى زيزفونتها
إلى ظلال الكرمة
قلبي سلم لقلبها
وعيني سلم لساكن الجفن
واعدت نفسي على الرحيل فكانت الإتجاهات تذعن لبوصلتها
بين مد النظرة وبين ساعدي امتداد لطيف الشموس
امتداد لأحلام تسكن فردوسها
هي الجنة لقلبي وهي الجنان تسكنها الروح
أسميها وطن النوارس
أسميها البحر والشطآن
تغمرني موجاتها فأغرق بين دفق ودفق
أستجدي الصابرين على أرضها
أستجدي كنيستها ومسجدها
في صباح أدق أجراسها فتنحني الجوارح في صلاة وقيام
تسمو بها صلاتي
تسمو بها عين الشموس
وارتوائي من ورود أحلامها
ترصدني حلما بين أكناف تربعت فيها
فتكشفني ببراءة الروح وأنا الناسك تحت عباءة وطن
أندمج معها وبها كي تصهل الحناجر بهمس من وحيها
تعيرني بالطفولة التي جفتني
وأنا أعلن طفولتي أمام من يسكنها الرحيل لقلب هي ساكنته

هل أنا مولود جديد
والحبل السري موصول بي؟؟؟
هل أنا مولود
والقلب يتقافز بداخلي؟؟؟
هل أنا مولود انشق عن صدره الحنين؟؟؟
فارقتني النايات الحزينة
وتكللت ببياض الياسمين
أهذي والآهة تعمقت صدري
تدغدغني وأنا لصمت رهين
هل يعلنون ولادتي والمخاضات عسيرة؟؟
هل يعلنون ولادتي وأنا في ثوب البراءة ما زلت؟؟؟
هل يعلنون
لأعتلي الغيمات المسافرة
وأتجسد بحرها وأضواء النجوم؟؟؟
متى اتنفس من حياة
وانتشي من الحياة حياة؟؟؟
يجترني الصبر وأنا
بحبلها السري معلق
أعلن الطاعات وعلى صدر أتهجد
يا هذه انطقيني
فكلماتي عقيم مجازها

بحثت عنك بين الموجات
وبين ضلوع الجوى
أحضنك مسيرا والأنفاس تتغلغل أعماق الفتى
تأخذني القبلات بدفء اللمى
شذرة تنصهر بي وشذرة مرصعة على مرايا الأنا
تطول البصمات في يدي وتتعمق أنهار السحر وأخدود الرجاء
ضميني أكثر
فولادتي اليوم
وتاريخ ميلادي وشم طبعته على حبات النوى

بارزتني

تكللت بك مدارك الرؤى
في فضاء فيه النجم فوق السطوع استوى
أستجدي الحسن منه كي يبقى مناره
في ربوع المجد ساطعا
أستجدي المقامات كي يرنو القلب إلى صفوة النهى
ناديت همسا في رحاب
أنت مليكته
أيا زهرة أغدقي من النفحات عتق الجوى

اكتب إليك ونزف الأقلام يجاري خفقتي
يرسم بحورا هي للورود من فكر تتغدق
هل أصمت
لتكون البلاغة نهج قوامتي؟؟؟
هل أصمت؟؟؟
فسنيني تراود نهم الدجى
ليل وأقمار
والشموس تخبر انشراحا للنهار
هل أصمت وأنا العجول؟؟؟
أخبر عن ثمالة تنزف شبقا وتورد
لهفي بات سليل شوق
فارقته الأماني للأماني واستقرتا

أنهل منك رضاب شوق
وأعلن مع الطاعات لك بيعتي
هل أكتب للطير على فنن
يبني أعشاشه
ويجمع الشرود مع فتون التعرق؟؟؟؟
يا هذه
سميتك مع شموخ الليل رفعته
سميتك سنبلة
من خير الله مثقلة
تنحني بحنينها
وانا للطيب من قبلاته شاكر
أرى منك ما أبدع ربي صنيعة
أرى عمري على حبال الشوق يتردد
ذبذبات تحملني
وأنا الطواف حين تبسم
تهكرني الحكايات وأنا الصديق المتقرب
اجمعيني من بعد شتات دثارا يواري السوءة
وألبسي العباءات التي من حرير يتبرم
خلت إليك ونفسي
رهينة أطواق
تكبل الجيد والمعصم

نازعتني إلى الخلد نفسي
مطواعا
أتلهف على أيقونة باتت
في سماء تراقص الأبحر
بارزتني جحافل الشوق
فغارت نبوءتي بين
ترددات العمر

معلقة على جدار الصمت

أسكنيني حيث أنت
فراشة
تعشق أزهارها
وتطوف حول حبات الكرز
أسكنيني بين خلاياك
بين دفق شريان وسيال
أسكنيني كذرة فيها طوفان من غدق وانثيال
أطوف كإلكترون من ذرات الكيمياء
يسقط في نواة وعند انبعاثه طيف يتألق
هديل الشوق يناغي محياي
أبحر في مومياء التمني
أبحر في نهر الأشواق
تجمعني الموجات أصدافا وأزلافا
لأكون عقدا يطوق أرضا
حبي لقدسها وهبته من قبل
ليافا
لحيفا
للد وعسقلان وهبته
أبايعك بنظرة عيني
أبايعك بلمسة يد للجنان
أبايعك لتكوني مجذافا يقود قاربي لأرض انبعاث
أعاهد النبضات أن أكون وفيا
أقدم روحي فداء
والجراح يصبر على جفاه والخذلان
يا هذه الأرض
يا أرضا تنبت فيها الجنان مباركة
لي بك مقام هجرته عنوة
ووصالي بات وافر الغرام
أجاري الغربة عنك واغترابي
يلوح بمنديل السلام
أبيض وصفه من قلب يتجرع صفوة الكلام
سأكتبك قصيدة عذرية
معلقة على جدار يفصل مهد العمر عن شيخوخة يكسوها وقار الهيام
أمد يدي عسى أن أنال من عطاء والتئام
فأغدو بك كالشاهين محلقا فوق رباك
لا أبالي أن هجرنني
نسوة
وقطعن أيديهن من خلاف
لا أبالي
هكذا قالت أمي
يا بني لا تقصص رؤيا النجوم في ليالي الظلام

لهفة شوق

انتظر في لهفة كانت للشوق عنوانا
تتعمق بين موجاتها المحدبة صعودا
وتقضم مفاتيح عودة واغتراب
سيدة ترقي زمانها وتتمتم بتنهيدة القواميس على جبين عرافتها في لجة التخمين

هل أذكرك على أعتاب وطن يحملني بين صفحاته جنينا؟؟؟
هواجس يتلحفني معها مصير الانتظار
أنضم إلى ركبها المسافر على متن البراهين
من ألف عام ناحت ترثي نايات غربة أجهشت عليها المعازف
تبالغ الأمكنة في ترحاب تقزم على مقصلة أحرقها وقود العدم

تسابقني لهفة الأقلام في رسم الأبحر
تقذف زبدها في عين خرمة
والطين لازب يشتعل
من كل قبضة يفتق بريق رسول
ووطني قنديل يضيء الرحب بالهدايات

صباحك شهد وسكر
ربيع يزهر وفي القلب تمرمر
صباحك مناجاة حسون
ويوم ميلاد الحور لبحرها عزف تردد
أنت العصفورة تتهجد لها مسامعي
تشرق مع شمسها الربوع
والفجر من بين الآهات آت وتورد
سأتلوك مع كل آية من كتاب العمر
وتعويذتي تحميك من شعر في جذبه شغافات من رحم الحسن تولد
في موسيقاه لذة وعين حرفي منه تترع
أناديك عمرا تبددت شجيته
من ألم في عمقه ذات جوى يتعمق
لنعبر حدود السيرات من مغول
ومن عجم
نعبر سيرة أدماها العابرون من غرابيب نالت من أضواء الحقيقة وسنان الليث في الأشلاء تتجسد
أيتها الليل في سكون تملكني
شهب تتقافز والشياطين مصفدة على مقصلة التهاوي تتردد
أميل للبحر في عينين
أرقيهما من شر حاسد
لا يذكر اسم ربه عند توارد الأذكار ويتوعد
النهر نهرك يرسو بين نجدي الحواشي
يلهمني التسبيح لبارئ
خلق التكوين في نهم حسن وأبدع
أصبو وصبابتي مغموسة بقاموس التراويد
أهذي بالمسميات واسمك الضياء في سماء السنا قنديله توهج
أعلام مرفوعة والنور شعلة تقتفي الأثر
رسول ومن خلفه عيون يغشاها الوسن وتتمرد
تبددت معاني اللاآت من لمظ برضاب ترطب
أغمس العمر في مشكاة صبري
وأنتظر هسيسا يحمله الطائر
من زمن بلقيس وداري للقربى أقرب

على جرحي السلام
وعلى وطن السنابل سلام
وعلى هبات النسائم سلام
وعلى يافا وبحرها ورمالها السلام
سأعلن للطيف محبة وشعاري نال من مراسم البهجة سلام
أقرئك عروس البحر ويا لذة العاشق من ياسمين المرج سلام
هائم بين ذكراك وتخليد النجوم أطياف من سلام
أستذكر معك حكاية أم لاحت بيارقها
وساكنها فلذة يعلن تمرده في وجه اللئام

الرحى تمزجني مع بر السنابل مع ذرات الوئام
تدور بي وتسكنني عزف الجنان
تلتحف سيرتها بلحائف تعمدها ذكرى ابتهال
نبي من خلجات الزمن
شاخت عيناه وقلبه لطيبة يهدي السلام
يتهجد بين جوانحها
ويسكنها صرحا كانت زليخته يجتازها للمحبة سلام

أنت أنا
في ليلاك مدينة تكللت بأقحوانة
غاصت نواجذها سجية البيان
الخطب خطبك سادت ملامحه
ونظرة العين من خيوط التوهج
تستوحي الهيام

شاخت الأزمنة وتشرين لهفي عليه
تساقطت عن الوجنات بوادره
يزهو قنديله والكرم يقطر شهدا من ذوائب الأعناب
أباهي الأمكنة بزخرفات أرصعها فخارا
على قداسة فيها مقام تخلده خليل ورحمن

نداء من سماء تحنجلت بين الحارات روافده
تحجبه النظرة عن النواهي
وساعي الفؤاد يتمتم نغما في الوصال
جادت بحبلها السري زهرة تروي من معينها حياة أسامر بها عينا واعتلي بها نهم الزمان

يا ذات لون

يا ذات لون أبيض والوجه يغلفه السولفان
تسكنين عين الشمس وخدرا فيه الروح تسجى
مالت الأفئدة في سجيتها ونال من نعيم الروض مسكن الجنان
أبيض يدثر ناصية من حسنها
تضيء قناديلا في رحاب وتتوهج
أيتها السجية في مكمن البحر
وفي دثار الورد
تملكني بك ومعك الصبر
مهاجرا حيث الحنجلات
ألوذ بموج الديار وفي الأفق الممتد تسارعت دروب وأوصال
ألوذ بسحابة عشق تندف زمانها والزقاق
تندف زيزفونتها ونخل الرطاب
تستنزف الموارد السقيمة لتترا من خلف الموائد أرتال تجمع قثاء الصبر من هدب الأجفان
حكاية تجمعها الأيقونة في سلام الروح
خطوات مسترسلة يرسمها المداد خلف أعتاب المرايا والأدراج
تعرج بي إلى حيث المقام في القلب صعودا صعودا
في كل طية انبعاث
وفي كل انثناء بصمة زمن من قدها المياس
تتوارى من خلف عين يشفها شيفون الرهام
في هواك ركن ومعبد
صلاة وقيام
في هواك إلياذة تعيد نفسها
تجرع من كأس الزهد تقى ومن الرضاب وله

لا تغادري فكري

لا تغادري فكري وتفكيري
لا تغادري وأنت من القربى أقرب
أعلنت توحيدي يوم ولادة من ثغرها الحرف يباهي توهج البدر
رسالة تحفها المشاعل في روض الجنان
واللمى عنوان ارتوى من لمظ الندى
عنوان تلو عنوان يتورد في ربيع على أبوابه تراتيل من قواميس الغنا
يتهادى نديا والفواصل تتعظم
أستميحك عذرا في خدر القوافي وأنا الخجول
تباهيني أغنياتك العذرية والخصلات المدلاة على سنام النهى
في المقام صلاة ثكلى
وعلى الوسادة صلاة ثكلى
وبين أغصان الزيتونة تسبيحة ثكلى
تذكرني بالعهود والمواعيد
واللحن العذري يتجسد قصيدة
أرسمها بمداد البحر اللجي
عنونة لعينيك على صفحه الحروف تجاري طرفة اللظى
أنسب لنفسي القصيد
وأنت لنفسك تنسب انتصارات المدى

متى أرفع رايتي
شغوف بكل الألوان
بلون العناب
بلون الفيروز المرسوم على وجنة البحر
شغوف بالرايات من حولي
راية تغانج نزفي
وراية تهتز عند العزف على وتر النهد
شغوف بوله القبيلة
وفتاة يتوهج قنديل زيتها على مضرب الكف
متى أرفع رايتي منتصرا
ألقن قسمي للعابرين
وهتافي يخالج الصهلات عند هسهسة السعف
متى أرفع رايتي البيضاء معبقة
بأقحوانة من شذاها يتنفس زنبق الورد
متى أرفع الرايات مزركشة
خجلى تقيتي
تعذني من أغراب تسومت
وليل غربتي على الأطلال نار من سعيرها تشعل فتيل الخيط

من أين أبدأ؟

من أين أبدأ؟
من عيون الشمس
أم من زهرة تداعب وجنة الدفلى في الشغاف ؟

من أين أبدأ؟
حدود الليل أطراف بين تذييل واشراق
في كل ركن صلاة
أجراس تدق ومآذن يعلوها الصراخ

من أين أبدا؟
السر يداهم صبوة الشاهين على أعتاب فصل يعرجه الصياح
يبدد هدأة الفيافي وينشر السراب

يا نبض القصيد!
صفحة التماهي أحلام موسومة بتبر من فرات
أستجدي نبض بسمتها للمحاسن على قسمة الوجنات
أخط حروف الاسم والزهرة ربيع الأنوار

كل البدايات تخبر عنك
تخبر عن فتون في وضح الصباح
أستجمع رؤياي في بوصلة
والوطن في غرغرة الإتجاه
يعزف الناي في عمق ليل يبدد أشجان الورى
يصاهر السحر ويرسم حدود الوله في عيون فاض الأجاج من أجفانها
تلملمني الحكاية من بين شظايا الصبر
فلا أكاد أبصر
أعاود نفسي لأجد للبداية موئلا وفتقا في شق الإنشراح
الصدر بات فيه السكون
وجفاه ذاك المصير
فهل تعاودني الذكريات لأنهل من الفرات شرابا
وأغرس البذرة في قرار مكين

اليوم التقت الأرواح واصطاف أسراب من الأطيار
تجتاز وله الغصون وتخبرني من تكون
فلذة من عزة لها القرار
تهدي السائلين والدرب يطول فيه الوهاد

في الجرح ندب يبرح الألم
يزمجر والآهة وعد يبرم
هل نصون العهد والقران بين وطن وثائر؟
بعد العسر تأتي البداية
عنوان يشرع نوافذه فتوحا
وخفق الرؤى بوادر الأنوار

أغدا أم بعد غد ألقاك
سألقاك وأنت المنى
وأنت الدر في طوق الجنان
ألقاك في كل الأزمنة وفي أي مكان
أذكرك وغايات القصد لهف في السنان
سيدتي
اجتمعت الأعراب والعرب تغني للوفا
لحنا من ذكراك
أم وفي الرحاب مدرسة
والسرير تهزه كف الحنان
أراهن فيك وعليك
وذات كسبي جنة تربو بين الكفين وتمخر عباب الوريد والشريان
قالوا فيك مغنم
وقولي للفن يبقى تاجا على مفاتن الزمان