لاحت من وراء أفق

لاحت
لا أدري من تكون
ولا أدري من أي زمن فتون نظرتها
لاحت كمتاع الزهرة اليافعة
ممتلئة برحيقها المسكر
وتويجاتها المنمقة
تحمل الزمن بين كفيها وعلى كاهلها الأمكنة ذات الأسوار الممتدة
تسافر بين الأمصار ومصري أنا
طيبة وانبعاث
تتسابق الأشواق وهي وطن عجول
يمتهن الصعب ويقاوم
يمتهن الحسن ويتدثر بعباءات الربيع المزركش
أعيد نفسي وانتحل الصبر
انتحل نبوخذنصر وقصة من حكايات السرمد
هل تعودين ضريح الماضي
وجسدي المخضب
هل تعودين
الموج هادر وسيرة المغول بطولات مقزمة
أنهكها سيف عنترة ورمح وحشي الذي نال من كبد الطاهرين
اجتثت أروقة المدائن المهاجرة
جسر ينقلني هناك
إلى شام تخضبت جدائلها
إلى يمن تنعى عنبها ورمانها
إلى ليبيا التي رضعت حليب الفطام المبكر لصغارها
إلى حيث الشقاء أنتقل
كي أكون وطنا لكل وطن
وما زلنا نبحث عنهن
عن الطفولة
وعن ... وعن

هل نسابق زمن الخلود الذي يبدأ ولا ينتهي
في كل ركن من وطني قضية
وزيتونتي وبرتقالتي تحملان في كل حبة ألف قضية