امسية الشعراء الفلسطينيين في عمان الحب بقلم الأديبة هيام ضمرة

أمسية الشعراء الفلسطينيين في عمان الحب
هيام فؤاد ضمرة

تصوير : زياد الجيوسي

من فلسطين الحب حضروا، وفي جعبتهم أشعارهم المكتنزة بحكايا الوطن، وفي ثنايا احاسيسهم تمور تلك الرغبة العارمة لأن يكونوا في محضر الإبداع سفراء للسلام، يحملون لعمان مشاعر ودهم وصدق ارتباط مشاعرهم، ولتمنحهم عمان السلام والأمان فوق صدر حانٍ يشعرهم بجدوى الحياة في ظل الوطن الأم، ويضعون القدس أمام أعينهم دائمة الحضور، مأطرة بذلك الإطار الثمين غير القابل لأي تبديل أو تزوير، هي أم المدن جميعها وبؤرة مدى النظر.
في مساء الخميس الموافق 26/9/2019م وتحت ظلال الشجرة الهرمة دائمة الإخضرار، وهي ترخي أعذاقها بحنان بالغ فوق المكان في حديقة بيت الثقافة والفنون الريانة، أقامت جمعية سماء الثقافة مهرجانها الشعري للضيوف القادمين من غرب نهر الأردن، متفلتين عن مخالب الاحتلال، حيث يستأنسون أجواء عمان التي اعتادت أن تمنح زائريها كل أدوات راحتهم، فعمان الحضن الدافئ للعرب كل العرب، فما البال لأهل فلسطين الصامدين في وجه كل موجات العنف المستهدف كيانه وإنسانه.
ليجلجل بالمكان صوت مدير الأمسية المهرجان الشاعر رائد جبريل شاعر المخيم الذي تخيم عليه وطنيته وقوة انتمائه لوطن يأمل إليه أن يعود وسيعود، عازفا على أوتار الصوت الحماسي المتدفق بالمعاني الحماسية، رافعا شعار أمة الكفاح التي ترفض الاستسلام في الداخل والخارج على حد سواء، يمارسُ عصف القول في لغة ثائرة تتحرر من عبودية الاستسلام في أحضان أولئك الذين ضموا سواعدهم على صدورهم، فقد أينعت في نفسه لغة ثائرة معبرة بقدرة عجيبة عما يمور بالصدور من كثير أمور، فهو من أولئك الذين صافحهم الوجع لكنهم أضاءوا قنديل الرجاء في الأرجاء ومضوا غير آبهين بمن ألقوا عتادهم وناموا في أحضان نسائهم.
هكذا كانت كلماته تطرق العقول، لتهرول الأرواح باتجاه هدفها الصحيح والنجمات الثكلى تدمع أعينها عن بعد
فقدم رئيسة الجمعية الأديبة هيام فؤاد ضمرة لتلقي كلمتها.. فرحبت بالفرسان الضيوف الذين قطعوا النهر وفي داخلهم الأمل بتقديم إبداعهم والوقوف بين يدي الجمهور الأردني المحب والوفي لقضية فلسطين، كما رحبت بالحضور الذين تجشموا عناء الحضور من جهات بعيدة ومن المحافظات، وبينت أن سماء الثقافة هي فضاء شاسع يتسع لكل الأخوة العرب من المبدعين من كافة البلاد، وأن ما يربط أهل شرق النهر بأهل غرب النهر ما هو أكبر من كل شيء، فالرباط رباط قربى أبديّ لا يمكن فصمه بأي حال.
وبوشر بفعاليات الأمسية بفقرة زجلية تراثية خفيفة الظل من الشاعرة ترانيم فخرية التي تغنت أهازيج فلسطين بالعبارات الجميلة التي يتناولها عادة أهل فلسطين في مناسباتهم، وقرأ في أعقابها الشعراء الرائعين في مسكوبات شعرهم الجميل على تتابع منظم، كانوا ارتأوه كخطة محكمة ليظل الجمهور مشدودا إلى أجواء الشعر.. الشاعر الناثر الأستاذ محمود قباجا وقد تغنى للأردن وفلسطين وعزف على متن الحروف قي مجمل المعاني بين الوطنية والغزلية، وشاعر الوزن العروضي الأستاذ خليل عمرو والذي بدت الانسيابية واضحة في أشعاره تترابط فقرات القصيدة في نسيج مترابط.. والشاعر حسين جبارة الذي قرأ من شعره العامودي المتقن ما أبدع بأدائه وشد الجمهور.. وأثار الإعجاب شاعر الأغوار النبطي الأستاذ ابراهيم النجوم ليقدم شعرا نبطياً أصيلا، والشعر النبطي بات فنا أدبيا مطلوبا قريباً من ذائقة العامة.. تغنى الشعراء قصائدهم على فقرتين متتابعتين كان مدير الأمسية يتحف الجمهور بقصائده الجميلة بين الفقرات مما جعله شريكا مهما في هذه الاحتفالية الشعرية والتي تغيب عنها شاعرتين هما آمال قزل وانشراح حمدان لصعوبة الانتقال من قطاع غزة في ظروف خارجة عن إرادتهما
وتم تكريم المشاركين في الأمسية الجميلة التي أخذت طابعها الفلسطيني وأخذ الصور الجماعية والخاصة توثيقا للمناسبة
تبع الاحتفالية الشعرية احتفالية العشاء الذي أقامه على شرف الضيوف السيد المخرج محمد الجبور نائب رئيس جمعية سماء الثقافة مع كوكبة من الأدباء والفنانين ليجعلوا من المناسبة فرصة لعقد روابط الأخوة بين الجميع.