مهاجر موال شوق

موال

آخر الليل موال
أحاكي الذات فيه
فتسكنني الأخيلة طيفا منيرا وأحلاما
أضمها حرفا تلو حرف لصدري
فتسمو في السما عين الشغاف
ملكني الهوى فيها وأنا في اللفظ
أتبرم بكلمات لها هسهسة الجنان
تحملني على جناح الهدى
فأطير محلقا في فضاءات الصلات
أسميتها نجودا فتزينت بها دروب
تمتد بين شفاه الرسم
واللمى من فيضها حسن انثيال
من أي البلاد لها الكرامات تدنو؟؟
من بلد فيه روح الشهيد إلى سماء تسومقت
أم من بلد سكنها الفؤاد وأسكنته فيحاء الخوابي؟؟؟
كانت الأم للعرب قاطبة وما زالت الذخر للأوطان والحسب
تباهت بها الروح في ملكوت القداسة
تسجد فيه تقربا
ونظرة العين تخفق تحت ظلال المقام
همت بكل الجوارح وهمت بها
من أخمص داست عليه أزمان إلى ناصية تباهي الزمان والمكان
همت بكل الجوارح حتى جنحت لي البيارق
وسكنني الطيف في سجية يتبارى الورد في رحابها
وينصهر في التويج عبق نرجس وريحان
أتطيب به مع النسمات
والتبرج سمات الدر يتلألأ إن لامس خلج الحسان
أتحسسه بلين
والرفق من رهاف يلتمس من على الصدر ثدي الجنان

مجازفة

واعدتني
فكانت لهوا احتواه مسام الورق
واعدت نفسي على الصبر
فنازعتني المرايا على وهن يسكن أضلعي
شاخت العيون فلم تبصر سوى زيف رسم على تويجات الورد
سيدتي
غلبتني شقاوتك وعشقك الفريد يلهمني
تذكرين حبك الماثل أمام الأبواب
وخبرا معلقا على غصن الصولجان
أقرأه بعينين وفكر السجية يلاحقني
نظرة على الكلمات المتقاطعة
ونظرة تلتمس من فنجانك شغفا ملهما للشقاوة
وأنت أنت
أخذتك الثمالة مني
وأخذك البعاد عني
أقترب خطوة والشوك يتعمق أخمصي
أنزعه ...
فيباغتني ألم بكل إتجاه يطوقني
أرتشف القهوة
فتلازمني المطببة لجرحي
أنعتها بالأميرة فتتربع على صدري الأنات
وتنعتني بفاصلة بين مبتدأ وخبر
يجترني الحنين وأنا أبرهن على صدقي
أعاتب
فأجد نفسي غارقة في سيال انفعال
تتجهمني نبرة عبوس وتلمظني نواجذ تغترس
في شبق يسكنه هديل التمني

الأصايل

هن عنوان لهفتي وشريان الأصيل في نبضي
أغدو بهن كالطير سابحا يردد اللحن الجميل في ملكوت ربهن
سبحان ربي يوم خلقني جنينا ويوم أردد الذكر مع همس الدعاء في جنانهن

تحلق بي النظرات إلى شواهد
تشرق مع أطباقها وتعتلي إلى علياء
راقص الأزمان وزاحم ليل ثرياه تتدلى قطوفا من بين العناقيد على صدرهن

الهوى يسكن خدره وموجات تأرجحت
بين ندف لاذ بفتون عين تغازل السحاب فوق ذرى شموخهن

هن الأصايل أم
أخت
ابنة كانت أو حبيبة
أصهلت عند شروق قدرها وحساب يؤجج في الذاكرة فكر الأنا
أنت أنا
وأنا نفسي وهبتها لتكون درع الأنا
سيدتي في حومة الصهيل تردد حداءها
تقطف سنابلها من صفحات الشموع
وما زالت الأنواء جنينا يستجدي من المعازف عزفا يرتجي ترتيلهن


.......حومة..يحوم حوله....

هل اعترف؟؟

هل اعترف عن حب بالأصفاد مكبلا؟
نازعته الفتون إليك
ومن ورد التقاة يترع
هل أعترف عن شيب تلونت به ذوائب الفتى؟
يرتحل تارة وخطاه إليك تعود
وطن يسكنه الخلج
وتجفو العينان من دونه ألف موطن

هل اعترف لخنساء قارعت الخطوب عني
قارعت الصمت
وصهيل الخيل يتجاوز عدو المدى
بألف حرف كتبت اعترافا بين مد البحر وجزر انفعال
تسومني من كيد وأنا أعلنت الاعتراف
أنتظر ربيعا تلو ربيع ومن عين الشمس أقتبس النظر
ماثل كالسحاب فجرها المخصب بحبات النوى
يتساقط ندفا
وما زالت القسمات ترتسم على شفير اللمى كأقحوانة تفتحت وأعباقها تجاوزت بي أسفار الفلاة

في الأحلام تسكنني
وتعلمني دروسا كيف يكون الوفا؟
تجسدت حروف مدائنها الممتدة بين الذرى والذرى وتعتلي صرخات موج عاتية

في الأبعاد تعتقت سيرتها على أبوابها العتيقة
تنحني لشم نسيمها
وتخبر الوفا أن العهد عقده يطوق للشمس جيدا

شفير...طرف..ناحية

قارئة الأفكار

أيتها النجمة
لك السطوة تناغم أشعاري
أهمس للذات من أعماقي
وأنت القارئة لأفكاري
إن كنت صادقا فهذا الوعد وعدي
وإن كنت كاذبا فبراءة الله من أقوالي

سيدتي
لست للجفاء عنوانا
متى حللت بحيكم
سأروي ذات الغيم من النفس محبة؟
لا تقولي متى؟؟؟
فوعد الله يأتي
وعساه يتجلى الواقع ويلازم الخيال

تلهمني الغفوات
وسجية الموروث تعبق أنفاسي
تجاوزت بي النظرة بحارا ومحيطات
وفي أرضك رست مجاذيفي
انتظر محرابا يجمع الظلين
ونسجد الشكر فيض طاعة وحسبان

هل أجفوك؟
وكيف بي أجفو من كانت تسعف وتصوب قاموس البيان؟
أستجدي الصبر
وفي رياضك النبت يظلل الكيان

يا هذه
أنت البحر وأنت المداد
تلهمي الفؤاد ليكتبك
وأنا أرتوي نشوة تملأ كونها والأبعاد
أنتظر المسافات تقربنا
ويجمعنا البيت في ركن الصلات

فرحتكم حلت بوجداني
وسعدك أسعد كياني
بلاد العرب أسميتها أوطاني
وعلمي أنكم أخوة وخلان
فاقت السجية مدارك الرؤى
أصطفي التويجات لتكون منارا
يغلف شبق النرجس والريحان
شغوف أنا
ووطني قامات تضيء الظلام
فيه إلهام
والخيار تربع على صدر الهيام
في غربتي لهف
وفي عودتي لهف
وأينما كانت الوجهات فذاك اللهف عنواني

أدين للأحرار من كل طيف
وأدين للزهرات بزهو الجنان
غبطتي بأهلها تلهمني مناجاة الروح عند توهج الأحلام
أتجسد الأيل في استخارة
وصلاتي في الأسحار وصل اللقاء
دقت الساعة
وأعلنت القوافل الترحال
فإن كنت طفلة
فأنا ما زلت الجنين أتنفس من حبل الوصال

وهل من يشتري؟

وهل من يشتري؟
يبتاع الهوى قلبي
ونبضي بين الجوانح رهين الفيصل
أعلنت تمردا مرارا
وفي مقام الزهد وهبت صلاة بر للسائل

وهبت للصبر قلبي
وغفلتي يبددها السيل من على وجنات
الزهو المكللة بحمرة النزف

هل من يشتري ألمي ويبتاع الحياة بصواع
يهب البر لتدوسه أطباق الرحى؟؟
جاءوا من أقصى المدينة شيعا وأنصارا
بأياديهم السنان ونصل المدى قاسي
يتعمق الآلام في صدري ويلقي بالإفك على أحرار الزمان

هل من يشتري وطنا من جراح الفدا يئن؟؟
نهشت أطرافه شواهين البغي من أغراب ومن عرب
يلبسونه القتامة من غيهم
ويفترون عليه البغي والطغيان
من نسل آوى يأتي الكيد
وعين الحذر غافية

أحاذر من تكهنات ليل في غياهب
يسكنها غرابيب عشعشت بين الخوابي
تجتاز أبعاد المرايا وحنجلات الصباح ترتقب الخطى
لهفي على من باع أكناف قداسته
وتعرى من وريقات الستر ومحاسن الخصال
يا وطن الفضائل
هبني ملاذا بين العواسج والكروم
يجمعني بروض فيه روح الجنان سارحة
فتون تتعمقني
وأنا الشرود عند العزف على وتر الفنن

كوني بردا
متى يا نار تكوني بردا
لتطفئي هبات شوق مستتر؟
حشرجات النفس تكبل أورد الهوى وأنا قاب قوسين منها أو أدني
في كل حي آهة وبيت آلت أركانه لتخبر عني
فهل ألوم ذاك الجفى أم أتوسل إلى ذاك الطريد المتغطرس؟
نقضوا ميثاق عهدي واستبدلوا المن والسلوى بخبث المأكل
نعتوني لغير قوم وهم قلوبهم لذات النهدين من الله اقرب
نعتوني بالجهالة وهم مازالوا لهبل ينحروا القربان وكتابهم من المعاني أصم وأبكم
كيف أفضي لذي لباب وخفقي بات في هوى الأوطان أسيرا؟؟
مدينتي القدس ترثي حظها وهي للفوارس كانت مجدها
ترثي عريسا وهب للفدا نفسا وأسكن الذات للخلد منازلا

ما الخطب وأنا ابن عمان والقاهرة؟
ما الخطب ودمشق وبغداد لي حاضنة؟
كل المدائن لي رياض
تونس وبيروت والجزائر لذات عزم مؤاتية
قالوا مجوسا دنسوا حاضرا
قالوا لا بل روما أو عجما
لست أدري
هل ألوم أمريكا أم صهيون وكيد الأعراب كاد يكون أعظما؟؟؟
بأي حال تخبرني عن شهيد بأنه باع فينا واشترى
كان غاضبا
راسبا
غرته ذات حسن فطغى؟
بأي حال تخبرني ومناقبه للسلام تعانق العنان؟؟؟
لست محابيا لذي سيادة يبدل الحق وباطلا يستبدلا
يخاطب قومه زورا ويظلم فينا عند ظلام الرؤى
يقول أنا الأمين
أنا الراعي
ولبيت الله مؤتمنا

لست أحابي من تكشفه أفعال الشياطين
ومن حوله زمر تفسد

بلادي

تصلي فيك الرايات حسنا
وأنا أردد في كنائسي صلاة وترانيما
أقرع أجراسها ونظرتي بين مد يطال المآذن وجزر يحتضن الحنين

يا ذات قلب بين جوانحه نابضا
ترجلت مني جوارح الفتى
وركني مقام فيه تجليات الرؤى
سآوي إلى ذات حسن
أسميتها وطنا من نيلها يرتوي

يعربي ذاك المد في عروقي
أبلغ به عنان السماء
وأجاهر به تفاخرا في فض الخصام

كيف أصف الهواجس
وأنفاسي تجوس أبعاد الجوى؟؟
تلمظ لوعتها
ولهفة الشوق قاب قوسين أو أدنى
أحاكي ليلي والصباح ينتشر سعيا بين أهداب المنى


بلادي لها حدود الشمس
ومن جبينها تفرعت خصلات الفتون
ألقت على المحبين أثقالا
وأسفاري بين غربة واغتراب
سآوي إلى ركن حيث أنت
ولي مع الصبر انتظار
أسلمت نفسي
وبايعت الله على الرضا
فلا حدود تباعد البلاد عن أقمارها
والكوكب الدري يضاء من زيتها
فهل أجازف ان اعلنت مودة
وقلت
آيات الكتاب تهذب نفسي والقلم

ما بال أهل الأرض يقطعون أصابعهم ان ذكرت اسمك
وان تجلى على مسامعهم ذكر المدائن
لا أخشى في هواك لائمة
ما دام التشريع برهانا وقافية

أحبيني

أحبيني وأنت الزهر في القلب مناميه
أحبيني فأنا الطفل ما زلت أنهم معانيه
أحبيني
أيا زهرتي أليس الحب لنا عيدا

أحبيني لحظة رضا
فشرعة السماء تنزلت في أزمان الخوالي
زليخة باتت رهينة وبلقيس تذكرها الليالي
أجمع السيرات في ألف ليلة بين جوانح يسكنها النواهي
هل ألوم ذاك الحب وهو الساكن فينا؟؟
هل ألوم عصبة وعيني تجاوزت فيك مدى
الصخب؟؟


أحبيني
لست إلا أنا نذرت للسما شوقي
يطوف وجدي بين أعمدة ويرتجي وصلا لا مع الخذل
أحبيني لأكون لك طوع التناغي
أستجدي الحسن فيك وصالا
وأستجدي من الأغصان خصبا يجود بالرضاب

أحبيني
قد طال العمر وأنا مازلت في تهجد وأشواق
أجتاز البحر معك ومجذاف الصبر يجتاز عمقا في القرار

أحبيني يا عمري بلا تجزئة وبلا اختصار
فالزرع تجذر في صرح الهلام

أحبيني من شام إلى بغداد
إلى عمان إلى قدس عناوين السلام
استميح المدائن عذرا
فجمعي لا يفرق بين بيض الخدود وسمرة الوجنات
حواء قلبي نالت مني مدائنها
من مشرق حتى المغرب
وصلي بها صلات وصلاة
أتعمد في نهرها والأجراس مع هلال تدق وتردف

ذبذبات الرنيم

سافر قلبي مع الغيمات ويشدني عزف عود
وطن الفتون أنت وهمس الرنيم يصول بترتيل الوعود
هل أعود مع دقات قلبي؟؟
تتجاوزني الأزمن كلها في حين غرة
غفلة تجهرها الغفوات على وسادة الطين
هل أعود مع نورسة الحلم؟؟
في كل رمشة مجاذيف تبنى وأخرى تحلق
في سمائها لتعيد نفسها في ظلال زيتون وتين

تلهمني للإبحار معان في عمق هالة شمسها سنابل تحتضن صول الحنين
في كل واد تسري ذبذبات ورد
هذه تنصهر بي ومعي
وهذه مع الصدى ترحل وتعود

باتت المرايا تعكس وجه الخفايا
انعكاس لذات خلوة
يستميلني
وخفقي بين جوانح الصحوة يستكين

اهداء لكل قلب

اهداء منه الطيب أنهل
وشغفي لذات المحاسن يرهن
أنت الأميرة للقلب تطبب
تبارح بالخلجات كل معذب و من الأشواق لكل معذب تغدق
هات يمينك كي نباركه
وهات من الترويد حسن لفظ يجلجل
قالوا شامية
قالوا علوية
قالوا بنت الأكارم من عذوب بحرها ترشف
أستميح قلمي عذرا إن خذلته
وأستميح عذري لآل بيت في عرين الأسد تمرح
هذه حكايتي لا تغيب شمسها
نشورها صباحا وهمس الورى انشراحا يهسهس
هل أقول وأخبر عن محبتي وأعلن لآل البيت ولائي وطاعتي؟؟
لست بمن يجحد مودة ولست بمن يظاهر الظلم ويخذل
هذا شعاري بالفخار منتصبا
وهذه الدنيا بعتها والثمن ليوم الخلود يؤجل
أصاهر شوقي لشوقها وعزف الناي نغما يواتر
ابن فلسطين لشامه مواتيا
وأقصاه دفئا لسريرة الرواد يتضمن

الحب فينا آيات مرتلة
يجفى الأنا وحورية بسوط الغدر تقهر
له الصولات مع الفتوح مشهرة
أسياف للظى في الباحات تصدح
غنوة للعز والأوتار هواجسا تردد

سيدتي

عذرا سيدتي غاب عني يومك وجف في صدري المداد
عذرا ان نسيت وان جفوت فأيامي بدونك هباء
عذرا ان أقحلت في مروجي سنابل الوجد وجفت غمامات المزن
سيدتي كل يوم تتربعين على ناصية الزمن ومن الهبات تكثرين وتغدقين
بسمتك رسم وفي العين تعمقت هالات وأنوار

سيدتي اطلقي العنان للخيول وللقوافي حتى أجاري فيك ومعك النهر السلسبيل
في كل ركن آية للجمال وفي كل ناحية بصماتك ماثلة
قالوا أم
قالوا أخت
قالوا ابنة
قالوا بل حبيبة
أي وصف ليس فيه تجريم ما دمت وطنا لعنواني

سيدتي هات يديك وامنحي مبسمي قبلة
امنحي الخير زيتونا وعنبا
بالطيب وصفوك
جدائل تهدل والدثار من لفائف الورد

سيدتي ألوان الطيف خلقها الله لك وكحلة العين للمدى تصهر الأقدار

تجتازين الوتين ومعك يزداد خفقي للحياة
تبرهنين بي امتدادا لصبوة تمنحني اذنا للعبور

ردي إلي عمري
ردي إلي ذاك الزمن الطفولي
ردي إلي أنفاسا تغبطني وخطوات بها إليك أعود
ردي إلي منديلا وكوفية
ردي إلي لثاما باتت به الليالي مخبأة والأنفاس مكممة
ردي إلي عمرا وأنا من يوالي ذاك الصخر وذاك الحجر
ذاك العود يجف من اليباس في صدري
يميل لذات عزف وموالد
يميل لذات دنيا تهجره
تصيبه بلهفة وهو يردد لحنا من بين حنايا السرائر
ردي إلي معطفا يدثر كبريائي وكياني
أيتها السكينة بين جوانحي
تمردي على صهيل المواسم وغنوة الصباح
تمردي على ليلاك وظلمة المسير
أردد فيك قولا بين صفحات العمر يختمر
تذيله الأحاجي بحروف توارثت
ألف للبداية تمتد في عروقي
واللام تختتم بها سجية الليل بين السحاب
أخاطب العابرون
تريثوا في زمن يئن فيه العذاب
تمتد السياط فتحويني
تمتد بين الذرى والسفوح ولا تبقيني
لا تلتفتوا يمينا فتلفحكم شمس الصيف
ولا تلتفتوا يسارا فتسكنكم قرة الشتاء
أيها العابرون أودعتكم سرا للربيع في يوم تفتحت أزهاره وحبات اللوز من أفواه المحبين دانية
استجمع الغايات في غاية
وغاية الهلام تحملها مزن الركام
أتستقرين في وريدي؟؟
كوني موردا لذات تهيم وجمالا تغدق
أنا ابن البحر
أنا ابن البر والاحسان
أنتظر لحظاتي
أنتظر أن تردي إلي معطفا بهدب السلام موشحا
هذا أنا فردينا إلي لأكون الأنا فيك

صبوة أحلام

تزهو بروض والجنان للجمال عنوان
زهرة المدائن
اعلنت لها حبا لا يخالط السقام

مرهفة أشاحت عن الحسن لثاما
عربية
وسمرة العين تحاكي تاريخها والأزمان

ما الغرابة!؟
قلبي أودعته سرا
يبقى وفيا نابضا لزهرة الأكوان

هذا خاطري
والصباح في نشوة الخلان
طائر فيك يحوم
وجندل الشدو اخبار من وحي والهام

هل ألوم الصب في صباحه
ونبض الصبا في عروق يعزف الألحان
ترنيمة مهداة لذات عهد
تكتب المجاز من سطو البيان

من وحي غفوة تأتي أحلام
خضراء بثوب طهارة
تجلت على جبين وأحمال

براءتي

ملهمتي في سكون وقلبي يستعر فيه الحنين
أعادي الصباحات بدونها
وأستجدي بها الهالة والضياء
على استحياء تطرق نافذتي
توصدني بكل إتجاه وتمسك نواصي الفرقد
هي النجم في إطلالة ربيع
تتفتح زهرته في مروج العزة

للمدائن أعلنت صيحة فطافت حدودها
فيها صلاتي سكينة نظرة تجاري رسما على وجنتي المبسم
كالغزالة
قالوا في وصفها
تعدو صروحا لمجدها
والجنوح بات في ليل التهجد يتنسك

أفتح عيوني يا عيون القلب
أفتح للمدى ذراعين
وتعزيزي ركون المصعد
تعلو بي التيارات صعودا وعزمي شموخ في لهف المنجل
تطال مني العنان لوعة
تتخذ من زهراتها قرة المخمل

مدائن الروح تمتد بين مشرق ومغرب
تجري لمستقر مع الشموس
ونور الذات بها لا ينطفئ
هل ألوم البعد ما بين السطر والسطر
لا يلتقيان رغم شوق الورد للعبق؟
هل ألوم الخطوط حين تتوازى
يتنافران
ويجفى الديكارت خط التقاطع؟

لا تجفا سلامي حين الليل يعسعس
ولا تجفا للسؤال جفن الموئل
بلاد هانت على المتزعم
صعاليك تعلو منابرها
وللزمان أجناد تحوقل

هذي قصيدي للصباح أهديته
مع الهالات والورد زهر يشبق
فتحت كتابي وكانت عنونتي
بين أردان وخنجر الوصل تتعمق
في ورود الحبيب الجوى
عذابات
وقهر الصمت في الخواصر يجلجل

أين الردود
وأنت معذبي
بانت الغفلة عن وهاد المحمل
أمدد يدي يوم براءتي
من شقاق ومن سباب

تغازلني

تغازلني عيناك وأنت في صباحك القمر
تغازلني في هدأة ليلها وحلكة يخالطها لون الصفاء
أيا قمرا ناديت فتجلت في ربوعه رياحين الورد
صبوة تسكنني وأنا ما زلت أبرهن على نظرية الديكارت
محاور تتعامد والنقطة من كوكب دري توقد وتتوهج
تغازلني وأنا في قنوت ليلي وصلاة
أرفع يدي عساني أبلغ للمجد علوا وارتقاء
فيا دنيتي ويا ملاذ السكون في عيني
هذه أنت وأنا في ذات الأنا
تغازلني أطيافك في حلم وتحت عباءة الزهد
كأيقونة انشق عن صدرها القمر
تتحنجل بين مرامي الهوى
وعشقي للياسمين في فيحاء العمر وروض الجنان بين جوانحه الزمن يرتل آيات من النغم

أحن إلى ذاك وإلى تلك
إلى الأعالي وإلى الوهاد
إلى غفوة في الأحضان وسجدة في الرحاب
أحن إلى الأعباق منتشرة من مياسم التين
من مياسم التوت
من مياسم الأعناب
أحن والعنونات تحملني على قارب نجاة وأوتار العودة تعزف لحن البقاء
سيدتي الأرض يا عشقا يسكنه الفؤاد
تدثرني صبوة الزهد في صباح وغدو الشوق يرتحل بي مع النفحات
يافا يا عروس البحر يا ستر النهود تروينا الفرات
عشقي أسكنته تراتيلا موشحة تهذي بيوم اللقاء
تهذي بسارية مرفوعة واسم رسمه على وجن الجنان
قالوا للحب أشعارا
وقالوا للفن ألف عنوان
قالوا وقالوا
وقولي فيك يا جنتي على الأرض يسكنك الأوطان
تغزوني في هدأتي سكينة
تسكنني طيفا تلو أطياف
طيف من وهج الهالات ينعتني
وطيف الشموس يأتي صباحا يدثره العتاب
غايتي جمع الشتات في قبلة الثنايا
جمع القزح في لون حمرة يسري قنديله أوصال الغرام
رهين دم الحر في عروقي
في عروق العز من فيض الوقار

عنوان يتجاوز الصمت
الطفولة عنوان
والبراءة عنوان
وللصبر الف عنوان
يرحلون وتبقى في الوصال تسري نبضات تلو نبضات
في الخدر نحيا
وفي الأحضان نحيا
وتحت الغيمات أرواحنا المسافرة تحيا
لنا في الكتاب تذكرة
ولنا على الحدود تأشيرة عبور
هنا أو هناك
ما زالت الأرض ينشق عن صدرها الأكدار وتعلن للملأ من حولنا
في أعماقي جذور للزيتون وعلى صدري نفحات من عبير
تعلن عن الزمن وعن الأمكنة
تعلن للراحلين شهادات
وما زالت تستحضر النيات لصلاة في جنح ليل وتهجد على وسادة الأحلام

كيف أقاوم

كيف أقاوم الحسن الحاني؟
كيف أقاوم؟
سكنت الروح أجسادا وجسدي سكنته عيون الحور
أستجمع قواي من نفحات تسري مع دندنات العذارى
كيف أقاوم عزف البوح؟
البعد سرمدي في لون الورد
في لون جلنار يربو في دثار وطن الروض
تستبيح حدودي أشواق تلو أشواق
أجاري في دنياي دنيتي التي تعتلي صهوة المجد وتفتق بريقا من بين شذرات العمر
سنابل تطرزها أنامل الخصب خصلات مذهبة في جدائل تطوق العنان
قالوا عربية
تحمل معولا تقاوم به وخز الأنين
في خضم العراك سنان تعمقت صدر الجبال
وصدري أرضه تستباح في حب اللقاح
فهل أقاوم تلك السكينة في عيني؟؟
بلا جفاء بلا رهان
ليلاي تضيء بأقمار من فلذات تطوف حول البيت
تلبي نداء خفيا من بين الجوانح يتردد صداه للشوق
حان موعد أستغيث به عاقبتي
أستغيث للمكارم وطن تسكنه القبرات في فصل الدوح

للصباح أغني

للصباح أغني
وعلى وتر العود أعزف ألحاني
أغنية تشدوني وطيف الحبيب يلازم الوجدان
من أكون وكيف تكون بك أحلامي
عروس البحر يا مدينتي
يا قنديل السلام
فيك الوطن قلبي يسكنه
ونبضي في العروق ملاذ خلاني
حياتي رهينة الأمجاد فيك
أغنية ونغمة الألحان تجديني
هل أذكرك لأطبب ما بي من سقام
هل أذكرك والشوق ينهل الخصب من بركان
سيدة الخطوب من عرب ومن عجم
سيدة نالت من الأوراد سقياك
عروبة استجدي بها أملا رغم ما بي من مخاوف الظلام
أمدد يدي للسلام مباركا لمن يحمل المنديل نقيا من الآثام
أبارك للأفراح في أهل يطعمون الشقي حتى الغراب
لا تأخذهم الدنيا غرارا
ولا تلههم عن الطاعات مفاتن الأزمان
هذي رسالة للأوطان أردفها حسنا ومن القول فعال

خلجات وطن

هل يصلب النبض على أعمدة الرجاء
أغوص في نهر الرجاحة لتعمدني أنوار الحقيقة
برهان تلو برهان
وصلاتي بين قرع أجراس وهمسات المآذن
أقيم في مهدي خافقا ذات البعد ومقزما تلك المسافات
فالوطن يرحل والذكرى تتهجد في جنح ليل تحت ظل تين وأعناب
أستفتي خلجات تحاصرني
هل أبقى كما السندباد أجتاز بحر هواك ولا أبرأ من السقام
أم أستكين لهدأة الجوارح حين المخلب يتعمق الجراح؟؟
ذات تمهلني وذات الغفوة تحتضن جفن حلمي
أنهض منتصبا
لا أقاوم
لا أبرح زمنا فيه أقيم

عنفوان العزة

عذرا سيدتي
عذرا أيتها القصيدة
عذرا أيتها النواهي
عذرا أيتها الحيارى وعذرا أيتها الموسومة بالشموخ
أجاري الصمت في عروقي فينطق القلم
فتنطق الخلايا ويخفق العلم
رايات المجد ترسو على ضفاف الميادين وشاطئ الأحلام يحتضن دفء الحنين
أستجمع أنفاسي من خلجات الضمير فيصهل المزمار لسان حالي

عذرا يا من ترصدين بزوغ فجر إلهامي
تجتازين مد بحري وتكفكفين دمع الشجون
في كل واد تراءت ديمة للقطوف دانية
تنثر الأعباق من ميسم وياسمين الحي يحدث أخباري
قالوا فيك للحق قولة
وقول الحق في حبك لا يبالي
فلسطين من بحرها لنهرها حدود لهفتي وعنفوان العز نخب الرجال

يا سيدة الأقلام
يا نبض قلب بين جوانح السكون
هدأتي أنت
ونجمتي للذكرى فتون
تلهو بي مع أيقونات الزمان

عذرا أيتها السطوع فوق قباب الأعالي
فيك الروح تسعى بين صولجان ومقام
مهد للقيام كان منتشيا
والصخرة الشماء تزهو بمفاتن الألوان
ديدن العشق آيات
وكتاب المجد فصل من خطاب

أعيديني

أعيديني..!
فالنوارس بين بحرها والأحضان تحلق وتطير
أعيديني كما بدأت بي الصباحات حرفا في كلمة تنهل من قواميس الفرات
تلهو بي سادية الجنان والغصن يتجاوز مدى الانحناء
يتقمص الشوق اسمي والدلالات من محابر الأزمان

أعيديني..!
وعين طفولتي لم تتجاوز مهدها
لم تتجاوز دمعة يصهرها جمر الأجفان
تعرج بي فوق ظلال الهدب
وتجمعني لفيفا من خيوط الأفنان

أرتب الذات على رفوفها
وأعيد للنبض عمقا في صحوة الأجفان
ذات الهوى تراودني
تلهمني
وذات السكينة تدثرها بالوقار

من أين أبدأ خطوتي
مع شمس تشرق أم قمر يكتمل فيه البدر على وجنة الأيام
هذه للمجد حكاية
أنتظرتها مع العلات
تجتازني هبات النسائم ما بين ذهاب وإياب
يا هذه الدورات المكتملة
متى تعرجين على سدرة الأحلام؟
متى تتلحفين وطن الشموس والأقمار؟
لاذت الروح بمحاسن الزيتون والزعتر وأقطاف مدلاة
الحنجلات في صباح القبرات وعند الهبوب من فج الأعماق

أعيديني مع اللهفات
أعيديني مع الحرف قصيدة ترتوي من اللمى حمرة الجلنار
سيدتي!!
من يهن عليه وطنا فكيف تحييه الأقدار؟
من يهن عليه حبيبا فهل يجدي في باحه الأشعار؟؟
أنت الوطن
أنت الحبيب
أنت البوصلة والإتجاه
تمحورت الركلات بين الغربلات
فهل نجفو من جفا ؟
هل نغمض العين حين يشرق شفير المدى؟؟
كفى يا عاذلي؟؟
لست نبيا مصطفى ولست للمحامل جملا صابرا
هذه يدي للعهد مخاطبا
وهذه الإرادة للمهمات إن كنت مواظبا
بلادي تجاوزت عيونها الشمس
ولوعي كل عمق للمآقي عند الوخز يتجاوز
تعيدني التراتيل شدوا حانيا
وعزف الناي على وتر الغناء يطرب الشجن

الوان في حقبة المنىقد وقد
قد تسبق المنى المنايا
وقد تسبق المنايا المنى
قد نلتقي
قد نشعل المشاعل ونكتب على ضيها القصائد
قد نسافر مع الأحلام ونركض من بين ومن حول الخيال والمرايا
في القاموس تفعيل وتمجيد وتذييل الحكايات بطوق من ألوان الأرض
ألوان البحر
ألوان السماء
يتيمة هي ناحت على الذكرى وعلى بقايا ألواح وصفائح متناثرة
سليمان لك من المقام ملك تخضع فيه الإنس والجن
يسبح فيه الطير ونور العين يتوارى خلف أسوار ومقام

متى البداية؟

متى البداية ؟
وليدة من قلب المخاض
من قلبها تتوالى الدفقات
خفق في سؤال الحقيقة
وذات المراودة تنفصل عن حبلها السري

صفحة يروسها القلم مكللا
يبرهن فرضية الخيال في سطورها
أين أنت يا طفلتي!!؟
يا بلسما يبرأ به جراح الورد
من خلف الستار جدارية أدون عليها بعضا من خطاب

متى تستكين الجمالات في عروق ما زالت تقاوم حملها؟
تحمله صبرا
وتخوض به معاركا وانتصارات
تعاود الرقصة في خضم النزف
مجازفة بكل لون للرماد
مجازفة بحرقة البحر الشارد خلف هلام الأمكنة
هذا زمان يتمدد فينا
متى البداية؟
يتخطفنا المارد ويلهو بنا على أعقاب المقاصل
هذه سيرتي كتبتها وأنا العاشق لسنبلتي الذهبية
التي خطفت توهجات شمسها
وألقت بنفسها في مرمى المناجل
تهب خيرها فينا ونغدو بها إلى عذراء روح
تعزف على وتر مئذنة يصدح من عليائها
ميلاد حب يأبى إلا وطنا فيه للشمس أطواق ورد
جاست بالأماني خطاك حدود صدري فأحيتني في بداية
وها أنا اليوم أبني للذكريات خيمات عشقي