مهاجر .. حركات من شجن

حركات من شجن

على جبين الشمس ندون حروفا من ألم
حكاية العمر تتقاذفها سنان وشهب
تلقي إلى الصدر سهما موجوعا وتئد في لثم الفواصل حركات من شجن
هذه الديار في بواديها الأمل
فيها اخضرار والصلابة في قوام السند
كيف أجازف ببحرها اللجاج أمام طوفان ينهمر
أسكن القدر وفي ليلي سهاد يغفو في عين من شرر
يأتي في ليل الزاهد أنباء من خبر
قالوا شهيدا يجاري الليل ويسكن قيامة على رسم الشجر
جنان الروح تلوذ به في رفعة تجاوزت العلياء في القمم

ما  زلت  ونون الحرف وصال

كيف  بي  لا  أبوح  بتوبتي  ورجائي؟
فذات  النسك  دعاء يسري  في  صلاتي
وعين  خافقي  ترنو  إلى  محراب  المكرمات

لا  أخفيك  البوح  وإن  أخفيت  هاجسي
ينطق  بي  لهف  الجوى  مسرة  فيشدو  مع  الطير  حسباني
فيا  ذات  الورد  من  مياسمك  يفوح  العطر  ومن  شفاك  اللمى  يطوع  سجيتي
هذا  قدر  فيه  الجمع  خاصتي
أبدو  كحيل  العين  من  مدد  فرات
متى  يا  عشتار  تطببي  زمنا  غابرا  وتحيي  رميما  نخرته  العطاب
قصيدي  من  لهفتي  تأتي  هرولة  وفي  الصباح  للنايات مع  الحناجر  زغردات
ما  زلت  أحيا  على  العهد  وأبقى
عربيا  
ما  زلت  ونون  الحرف  وصال  تبرهنه  همهمة  الليل  في  أوج  السجال
لا  أدري  كيف  أخبر  الأخبار  عن  حال
تدغدغها الذكرى  رحيلا  وإقبالا
أعلو  موجها  تارة  وتارة  تهبط  بي  وهد  السؤال
أمازح  نبضها  فتصهلل  النون  في  قاموس  انفعال
تستدرجني
وأنا  ما  زلت  بين  زحف  وخطو في  مهد  الشعاب
يا  نادلي  هونا
فالنون   تجاوزت  وقع  السهام
بها  قفلة  لمسمى  بلادي
فلسطين  
إن  أخبرت  بها  تنكشف  أسراري

هل من يكتب اسمك؟

هل من يكتب اسمك الشفاف يا وطني
أنت العروبة وفي واديك غنوة الورد
هل من يكتب اسمك الشفاف في عروق
يتجذر بها ذات الود من صخب
أجاري فيك يا أبهى الأسماء من نضر
أجمع خيوطه ومن توهج الشمس أغزل الحلل
هذا قرار للكوفيات تعلنه
وتثني على أزيز الحب في فيحائه العدن
جنات يجري نهرها عذب
يسيل بذات النور من بقع .. فيها المداد من لجينها غدق
تراودني المنايا على حدود الصدى الصدح
فأحيا.. وما بي غير غرامها بد
ويح العذال يكيدون لسارية
فيها الحمرة بالخضاب تجلجل
رايات نقرؤها في الموروث في وجل
تدنو بنا وذات الجبين منه الشذى يتصبب
يأجوج بئس القوم ينغمروا ظل جدر
ومأجوج مأسور في ترحال يبدد السرر
أبني وما الحياة سوى لهو
تضل بي عنوة وفي أركانها بيعة الشادي ترتهن
اكشفي عن ستار الذات لذي فضل
تسكنه المنايا ولا عتب
هذا رهان القدس نبرمه
يفتق منه من الجنى فلذها الكبد

لا مساومة

لا مساومة لا خيار
لاءات تترا من معين اللهفة والاختيار مقفى بين سادلات الشوق
تراودني وما أنا سوى ملهوف في ذاتها
يساورني بها ومعها وتين النبض
فمن يا ترى تكون؟
لا أساوم عليها ولا بها
تغتال منا اللهفة حينا بعد حين
وما زالت المناصب تجفو لها
فهل أكمم فاها ينطق عني أم أسترسل بذكر الشمائل في أوج الجموح؟؟
فيا ذاتا للصباح أودعتك الشمس ضياءها
فهل تكون منصفا لها في جوقة المناصب؟
تكرارات تعيد للزمن دورته وتقضم من الوتر طرفة تغمض في لحظها المفتون
لا خيار مع الصمت
لا خيار مع الوطن
لا خيار مع المنصب
لا خيار مع من يبيعون ويشترون
لا خيار سوى الخيار
نبقى على عهدنا
مع الأحرار
مع أشبال لهم من الطفولة براءتها ولهم من المجد تطلعا
هذا قرار لا مساومة
نبني صروحا تجمعنا بوصلتها وللشوق إطار وفاء
أغمض ويجفوني هدأة النوم
فأبقى أعيد فصول جدارية كتبتها
أعيدها مع التذييل والتشريف
أجازف ببحرها
فيحملني ذات موج إلى الضفاف رافعا راياتها
تغتالني الغربان وما زلت مع عزف الناي في ليلها أحيا

كوني  بردا
متى  يا  نار  تكونين بردا
لتطفئي  هبات  شوق   مستتر؟
حشرجات  النفس  تكبل   أورد  الهوى  وأنا  قاب  قوسين  منها  أو  أدني
في  كل  حي  آهة  وبيت  آلت  أركانه  لتخبر  عني
فهل  ألوم  ذاك  الجفا  أم  أتوسل  إلى  ذاك  الطريد المتغطرس؟
نقضوا  ميثاق  عهدي  واستبدلوا  المن والسلوى  بخبث  المأكل
نعتوني  لغير  قوم  وهم  قلوبهم  لذات  النهدين من  الله  اقرب
نعتوني  بالجهالة  وهم  مازالوا  لهبل  ينحرون  القربان وكتابهم  من  المعاني  أصم  وأبكم
كيف  أفضي  لذي  لباب  وخفقي  بات  في  هوى  الأوطان  أسيرا؟؟
مدينتي  القدس  ترثي  حظها  وهي  للفوارس  كانت  مجدها
ترثي  عريسا  وهب  للفداء  نفسا  وأسكن  الذات  للخلد  منازلا

ما  الخطب  وأنا   ابن  عمان  والقاهرة؟
ما  الخطب  ودمشق  وبغداد  لي  حاضنة؟
كل  المدائن  لي  رياض
تونس  وبيروت  والجزائر  لذات  عزم  مؤاتية
قالوا  مجوسا  دنسوا  حاضرا  
قالوا  لا  بل  روما  أو  عجما
لست  أدري
هل  ألوم  أمريكا  أم  صهيون  وكيد  الأعراب  كاد  يكون  أعظما؟؟؟
بأي  حال  تخبرني  عن  شهيد  بأنه  باع  فينا  واشترى
هل كان  غاضبا،  غرته  ذات  حسن  فطغى؟
بأي  حال  تخبرني  ومناقبه  للسلام  تعانق  العنان؟؟؟
لست  محابيا  لذي  سيادة  يبدل  الحق  وباطلا  يستبدلا
يخاطب  قومه  زورا  ويظلم فينا عند  ظلام  الرؤى
يقول  أنا  الأمين
أنا  الراعي
ولبيت  الله  مؤتمنا

لست  أحابي  من  تكشفه  أفعال  الشياطين  
ومن  حوله  زمر  تفسد

ها أنا وإياك

ها أنا!!
أكتبك قصيدة تلاحق نظرتي
وأرسمك بسمة بين كراس وسطر
بأي لون أضيء بك فضائي
بلون ياسمينة تسلقت جدرانها أم بلون أقحوانة تجذرت في ربوة الصدر؟؟
في مدارك القمر يطفح بكيل الهوى وفي الذات شوق إليك يتمرمر
هذي رسالتي لمن ترسمها العيون قبلة
تسكن الغفوات في حلم ينهض بي مع صحوة الصباح
فيا أيتها النفس المطمئنة
متى لي لقاء بفردوس من نهرها أحيا؟؟

جفتني المراضع إلاك يا عنونة الخطاب
جفتني في ولادة وفيك المهد قيام وسلام
لا ألوم الكواسر إن بدت مخالبها
فجرحي في الخواصر يتمدد
يلومني الزمن العقور في تمرد
يسبح في هواك وأنت البتول في صرح
الفؤاد
أقيم بين جوانح ليلك وعلى أسوارك مشعل الهداية
دخلوك من أزمان الخوالي
روم وهكسوس وصقلاب
دخلوك من كل الممالك
ومملكتي تدور بين أفلاك البقاء
فهل ينصفني بك حبي وشوقي
هل ينصفني اسمي متبوع باسمك
ها أنا مقيم في ذراك
من ثراك أرتوي طهرا لصلاتي

أيها الصبر!!

ماذا أسميك أيها الصبر؟
ماذا أسميك وأنت في حوارة تسكن؟
طفل بنار الغدر يقتل
شهيد شهيد
والعيون للمجرم تحابي وترصد
ماذا بنا ؟
هانت دماؤنا
هانت الأسماء فينا
جواد
ظافر
هانت الأسماء كلها وما زال عمار في سمائه أيقون يجلجل

هجين فينا الوجع
يتعمقنا
يتعمق السحاب
يتعمق الثرى
هجين ينبت على السفوح وفي الذرى
نجاهر به وفي الأعماق غريزة السنا
نبتهل بالدعاء والعين لها مع الكسف شجون وعبر
فيا أيتها النفس فينا تعود مطمئنة بالرضا
الذات حبلى بالأشجان مجهدة
أعدد للزمن مناقبه
أرتلها آيات لتستقر نفس بين الجوانح والحشا
هول يطرحني في ذهول القسوة
يأخذ مني دمعة
تقشعر عند ذكر بات مع الحساب حسبانا
على موعد التقينا
نخط قصائدا وندون الأسماء على صفحة المنى
أبادر مع الليل غنوتي
تعزفني الناي في غربة
وصهللات المدى خطى تتعمد

كلهم فيك يدعون

كلهم فيك يدعون
وأما أنا فيك غريب
تجترني الأنياب في نهارها وفي ليلها تقضمني سادية الفتون
كلهم فيك يذكرون أما أنا فيك أتصبب بالزهد عشقا
يباغتني سهم فينوس فيصيب الخافق ويتلذذ بي في صهللة الرعود
تمطرني ذات الغيم
وأبيت مع السقيا أرتعد تحت عباءة الندوب
كلهم قالوا :
ويقولون: ما كان سيكون
يبيت تحت الظلال خوافيها
وفي الصمت عمق يتجدد لهيبا يكاشفه بحبل الوصل الحنين
هذا بيان الدار يخبر عن ذاته لهف السنين
والتوت مقامه فوق السدرة مرفوع
أهدي السلام للقريب بيارقا من نور ولا أهادن من كانوا فيك يدعون
أيا ليت ما كان في التمني ينفثه التنور
ليتردد ما بين محاور الصدى للعبور
حكايتي فيها ثبوت وقمر فيه مع الاستهلال استبشار الشهور
نصوم ومع صيامنا الصبر يدثره الفخار
وطن نحمله جنينا وعلى الأكتاف نزفه نشيدا للشهود
لا تلوموا فينا الصبر
ها قد صاغته الأم للأجيال دليلا
نبني
نفدي
وفي الذات موعظة تدونها الأقلام بين السطور آيات فيها البراءة
وآيات بالأنفال تطمئن القلوب
يأتي مع الخطو وقعه ويرتقي ذكره معالي الخطوب
كلهم فيك وها أنا فيك أردد نغم الموج على صفحة الهدول

الأسماء تختلط علينا
وتتمايز فيما بينها
نذكر اسما ويتبادر في أذهاننا اسما آخر
فنعيد ترتيب الأسماء حسب الأبجديات وحسب رفعة المقامات
وفي كل حالة تتقدم جنين وتصطحب معها غزة هاشم
هذه تفخر بقسامها
وهذه تفخر بجد الأنبياء
وما زلنا نفاخر بين مدائننا وزهراتنا
فهذه عروس وهذه في سماء ليلنا قمر
وهذه زهرة ينتشي من عبقها جيل وأجيال
فيا ذات عمري
أين نحن وهذا الزخم والعطاء
أم تجود بالفلذات
وتلك تزمجر زئيرا مع اللبؤات
نفاخر بهن خنساوات الماضي وخنساوات الزمان
فيا أما لها عشق يسكن الأكباد
موطني الشمس وفلسطين غرة الشواهد والآنام

على قوائم الانتظار سجلت رقمي
وسجلت اسم قصيدتي
سجلت ما كان في التوابيت وما بزغ هالا للصباح
سجلت ما تبقى من الرفات حرفا يصهل من حنجرات الرجا
فهل تكونين لي وطنا أنشده في سابر المدى؟؟
أيها التيه مهلا
جنح الليل يستتر بين النبض وخلج الجوى
على قوائم الانتظار تمتزج أرقام السرمد مع العسعسة تارة وتارة تقترب من النهايات
بأي لهف أذكر الغايات الوجلى؟؟
في الصدر طواعية الخفق حين مداهمة السر الخفاء
يداري سكرة الطرب وحنجلة الطير فوق أسوار تخضبت من نزف اللظى
فيا أيها الزيف في دارنا الأغراب توافدت
وخلت من معتمرين يطوفون بذات نخل الورى

على قائمة الانتظار حروف العمر تلعثمت
تزحف الأجساد وغيرتي ما زالت تبدد الحلم وترتعش لمحة الحناء

على قائمة الانتظار نسعى كطفلين غايتهما بلوغ النجم مطواعا
يركض هذا
ويزحف هذا
وبين ذا وتلك أحبال الوصل تشتد وترجف
على قائمة الانتظار سلام يبدد الغربة ويسري مع دفق لاذ مع البوح صدحا وفي المروج له السنبل يمازج الصدى

لا شيء مستحيلا
ما دامت الذكريات شهيدة
ولعبة الطفل على المشهد عليلة
لا شيء مستحيلا
يهدمون ونبني
يقتلون والأمهات تلد جيلا جديدا
مع الصبر عين تنزف
وأخرى تطبب الجرح وتأوي

لا شيء
كل شيء من حولي يطوقني
وفي نظرتك السمراء
موطن في كل شيء يسحرني
يسكنني برهانه ويأسر خاطري
لا شيء في ذاكرتي
سوى الطفولة اليتيمة
بترت مني الساق
وعلى إثرها مشعل النور من الصدر يهوي
تتصارع من حولي مقامات فيها الفكر يخبو ويعلو
هل أبوح للعيون الكسيرة
تنتظر كسرة الخبز
وتخمة المدى تردي البدين قتيلا
لا شيء مع النسيان يجدي
لا شيء لي سوى أنادي عفوا وتسمحي
تجاوزت الحراب صدر الفتى في ربيع
وخريف العمر أعجاز خاوية
فهل تلبي النداء؟
ندبتي حين الصلاة وفي الرجا
وا عرباه!
وهل غير السعيد يسعف ويجيب؟
مبارك مقام الزهد في يمن
له مع النايات أطيب النغم
لا شيء سوى المالك في البحر
يرسو شواطئه ويأسر جيوش الكفر والظلم
لا شيء من الكلام يسعفني
وهنت العروبة من حولي
وينعق بومها الخرف
لا شيء يشبهني
صمتي وقار في تلابيب العزم
أنا القتيل ويقين النصر يعزيني