بين الشعر والنثر

بين الشعر والنثر وما بينهما

الأدب عبارة عن حرف يتأصل مفاصل الكلمة ويتعمق الفكر روحا ويسدل على العقل درجات من الاحساس
يصنف الأدب إلى محطات يجتازها نور البيان تارة ويجتازها النكاف تارات أخرى.
تصنيفات الأدب حملت بعض الكتاب للتشدد والتطرف في الرأي خاصة فئتين منهما
الأولى كتبت الشعر العمودي الذي يعتمد في بنائه على البحر الشعري وتفعيلاته وكان للقفلة أو القافية أهمية كبيرة وسطوة ذات نغم يجذب القارئ بموسيقاه الخارجية التي تنصهر معها ترددات غشاء طبلة الأذن
هذا الجمال البنائي جعل جملة من الشعراء يتعصب للقصيدة العمودية ويتطرف في انتمائه لها. فكانت النتيجة أنه تجهم في وجه الأصناف الأدبية الأخرى ويصفها بالسخف تارة وتارة ينسبها لثقافة غير ثقافتنا وجرم من يتخذها سبيلا للالهام والتصور والكتابة
فحصر نفسه في قالب محدد.
بين هذا وذاك انحصرت منابت الفكر لتجحف بنفسها.
التطرف يولد منه التطرف
والتعصب يولد منه الانكساء
كما تطرف مناصري العمودية تطرف مناصري قصيدة النثر الذين بدورهم قفزوا عن تفعيلات البحر وسخروا من القفلات والقافية واتخذوا من انفسهم مردة على التقليد بكل مساوئه. اعتمدوا على المجاز اللغوي والصور الشعرية فأحدثوا ما لم يكن في الحسبان

بين الشعر والنثر وما بينهما غايات تدرك وغايات لا تدرك يتعصب البعض ويتطرف
وقرارات تجحف بمن يريد تجديد نفسه