العربية د . سلطان الخضور

من طرف **محمود قباجة** الأحد يوليو 02, 2017 2:12 am

العربية
د . سلطان الخضور
ما يعحبني في العربية جمالها ومرونتها ودقتها ورقتها وقوتها ونعومتها .
عندما تقف أمامها ، تجد نفسك أمام لوحة جميلة أبتدعتها يد فنان بارع تريث حين نسج خيوطها ، أو طرزتها واحدة ممن أعطاهن الله الموهبة وطول النفس ودقة الاخراج .
عندما تتأمل تفاصيلها ، تجد نفسك أمام لوحة جميلة ، جاذبة تحتم عليك التوقف والتفكر والتدبر في تلك التفاصيل ، فتشعر أنها مطواعة تقدم وتأخر فيها حتى تضعها بالشكل المناسب الذي يليق بها مكانا ومكانة وموقعا ، والذي يحتم على الناظر التفكر في طريقة اخراجها فهي رغم صلابتها إلا أنها غير مقولبة مما يقلل من احتمالية جمودها ويجعلها لينة الجانب ومستجيبة لما تشعر انه قد يسهم في ايصال رسالتها .
والعربية أيضا ان أردتها ناعمة وطرية ستجدها كذلك ، وكان الله نسج أجزاءها من عجينة مرنة . ما تحتاجه فقط هو التعامل معها بحنكة ودراية ومراس ، وإلا انقلب السحر على الساحر ، نتيجة لعدم المعرفة بخفاياها وعدم التمكن من التعامل معها بالطريقة التي تمكنها من الوقوف في المكان المناسب.
والعربية فيها من الرقة والنعومة ما يعجز عنه الوصف ، فقد أسرت ألباب العاشقين ، وتعاملت مع أرقى قصص الحب والعشق والجمال . لما لها من قدرة عجيبة على استمالة القلوب وإشغال الألباب ، واستفزت اعتى اعمدة الشعر والأدب ، وصادقت أهل الفصاحة والحصافة ، فساهمت باقتدار في رسم صور جميلة مفعمة بالعواطف والمشاعر وحسن البيان وجمال البنيان.
والعربية فيها من القوة والمنعة حد السحر ، قوتها في بلاغتها وفصاحتها ، فان استثمرت البلاغة ، وقعت على النفس موقع المستثير ، فلديها القدرة على تجييش الجيوش والدعوة لمعارك كانت حاسمة في التاريخ ، سواء كانت نتائجها سلبية أو آيجابية . ولديها قدرة بالعة في رسم الابتسامة على الوجوه.
وتبرز قوتها أيضا في دقتها وقدرتها على التعبير ، فإن مدحت منحت الممدوح رفعة وسموا وأرتقت به منزلة تفوق التوقعات . وإن ذمت هوت بالمذموم مهوى يصعب الخروج منه ، وقد تهوي به مكانا قصيا .
لله درك أيتها العربية ما أجملك ، فقد أودع الله في قلبي عشقك ، وحملت من الله واحدة من رسائله إلى الأرض.