مهاجر وطن في القلب

وطن في مسماه

وطن في مسماه
في دلالاته
في نفحات لاذت بها سجية الأعناب

وطن يسكنه البحر
يسكنه المقام
والتاريخ
تسكنه القلوب والنبضات الحيارى

وطن أهوى عروشه
أهوى أسواره
أهوى الحاكورة فيه
والتينة
والزيتونة
أهوى السواقي وشمس الدروب
أهوى نغمة طير وشدو الشرود


وطن أسميه بكل اسم يخطر ببال القيثارات
أسميه في صباخ وفي مساء
أسميه الحاضنة والدفء
أسميه بحر تكمن فيه الأسرار


وطن سلم لذات روح
سلم لذات عين أجهضت من دمع التناهي
سلم لذات تردفه بحنين المواسم
سلم لذات تبني جدارا للندبة حين صلاة في ركنها والمقام

عروبة الوجدان


سيدتي
اشعاري عقيمة لا تنجب
ووطني من يباس لا تزهر معانيه
يعلنون بيعه ويتباكون على الأعتاب
يفتيهم البغي بمحاسنهم والوئام
وطن يئن وجراح الفتى من الطعان تنزف
شاخت المفاتن والدوري هجر الأغصان
فبأي حديث يوقنون
بالسباب
بالشتائم
باللوم
بالنواح على ضحايا الانفعال
يا لائمة الأمم
امتزج الفرات بسبخة الأكدار في علن
تجف المحابر والقصائد عقيمة
أفرمت ضائقة الاغتصاب فلا يجدي المرهم لها نفعا
أفرمت المرايا فلا تعكس سوى وجوها شاحبة
ما زلت هائما في وجد السنابل
أجمع خيوطها من كل لون ومن كل فج والقزح ما زال يتوهج بفيروز المعاني
يا شام
يا قدس
يا عروبة الوجدان في عدن
متى تستفيق الجوارح التي تطارد التيه في سفه وضباب العين يغمض على الأكدار
أنا ابن الجبل ساءت بي الأوزار
أتوب
ولكن الغي يفسد المقدار
ألوح بأعلام الورى من ساريات عساه الروح تتجسد الأوراد
أصلي في وطن وعين الشخوص في مدار مع الحسن تطبب الأنفاس
أهيم
وهيام الوطن في العروق يبدد الأشجان

مكارم الأوطان

عزة في انتظاري وطول انتظاري
في صبحي وعسعسة ليلي
يمتد الزمان في عروقي
في عروق الأمكنة في وريدي
مناجاة تحملني وللصدى عزف يتردد على وتر اليقين
من هنا يعبرون
من هناك
غاية وغايات
يرتلون على المسمع آيات من كتاب الحكمة
من فرقان وبيان
يرتلون السجية وعين الخصب في ربوع غربت شمسها وعين الفتنة تباغت الشروق في فجر وليد
أيتها النور والأنوار وسنا الضياء في عنان السماء
متى تلتحم المجرات في درب تبانة تخط طريقها المتعرجة بين الصخور؟؟

ما زالت زهرة المدائن تحتضن قيامتها
وما زالت بيت لحم تحتضن مهد الرضيع
في كل مدينة مقام
وخليل للرحمن تحفظ الاسم وتقيم الصلاة في خدر البتول
أيها الوطن الجريح باتت الغربة اغتراب وبات النورس يحاكي البحر والشطآن
تصهل خيول المرابي
واليمام يبني للعزة مكارما فوق الصدوح

هناك ينتظرون
هناك!!
على حافة القدر ينتظرون
يرسمون بأيديهم خطوطا متعرجة لذات شوكة ودار
أيها العابرون من أمام نافذتي أين السلام؟؟
أين الانتصار في باحة العظماء؟؟
قالوا أشعارهم في ذات وطن
قتلوه
صلبوا أحلام أطفاله الوردية
قطعوا الجوريات عن الأغصان الشوكية
بأي أفعالهم يأتمرون وتلهم الأقلام سنابله الذهبية؟؟
قصيدة عطشى تقترب من زمان يدثره زمهرير ريح البنفسج العاتية
مفتون يا قرار نفسي المتين
يسكنك السداد وتباريح الفتون

أيتها الأفعال وصفوك بالشريرة وأنت ما زلت في خدرك على الوسيد ممددة
يجترك الهوى وسنان الليث طاغية
بأي كتاب أفتي نفسي؟؟
أنتظر على دروب الرحيل وكنه الليل للأقمار دليل

من خيفة

أتوجس
ارتعد
يتصبب عرق الجبين
ومن خيفة تمطر السماء ودقا وترتعد
تكفهر الربوع في صحرائها وهسيس الليل يفتق من ظلماء البدود
أتوجس من دائرة تدور بي
تأتي أو لا تأتي
سيان مولاتي البهرج الفتان وسيفك القاتل
سيان مودة الخائن وتعجل العجول
خيفة تلازم والدهر بات يجهر بالعذاب
ترتعد العروبة في أواصرها
في عروق الورد
في تدفق الأوراد
ترتعد على حبال عود يطربه الشجون
مولاتي
بأي حال تعودين والعمر يهرول خلف شيبة الوقار
خمسون عام نالت من جراحات النوى
وأنا أنا أتوجس من خيفة تراهن على الصبر
الأوراق خريفية
تتساقط لفائفا وتغمر صفحات الذهول
يجترني فيك الصمت ونائحتي تذرف الأجاج
فهل تبحرين معي فوق غمام التراكمات؟؟
المقامات تستوحي غاية من غايات وطن تعرج منه للروح ألف روح
إليك يا مدينة السلام
يا قداسة الأمكنة
يا مهد رسالة عيسى
يا بشرى الروح في ملكوت السلام
أكتب قصيد انفعال في جوقة يطربها شجون الألم
فهل تعودين ذكرى كما أنت في كؤوس الياسمين أم ما زلت تتجسدين الحرف على صفحة الخرائط بزخارف المثول

سمراء قلبي

إلى سمراء قلبي
وجليلة الخطوب
إلى التي لا تهن من الجزوع
ولا تهدأ عند قرع الطبول
ذات تميل كغصن بان
وغرة تفترق على رسم الجبين
ألهمت الصبر في جوارح الورد وأغدقت من عطر الياسمين بارفانها العتيق
خمرة من كأسها أثملت الأوردة في عروقي
أهيم وللشوق ترنحات العود عند هزات الشرود
سيدتي سمراء عين ولحظ النور يتوهج بين موازين الثريا وفي زيت القناديل
مشموسة في بنائها الضوئي
وشهد الطيب من رشف مغموس بالطيب في سمرة ليل الصهيل
هل أسميك سيدتي وحبات الندى تجري أنهارها عند اشتداد اللظى بين نهدين يطوقهما رسم شفاه الدخيل
لا عتاب
فقد علت همهمات المرايا أسحارها
وتردد الصدى بين الوهاد عند صحوة في جنح الأصيل

ريحانة وطن

هل أكتب حرفين من لهف؟ وقلبي تهذيه سجية الطفل في مهد شغوف
تجمعني في بوتقتها خيوط من شمس
وعشق القلب ألوان الفتون
كيف أكتب عنونات المقاصد؟
ونور الحرف يسري أوصال الوريد

من العطايا تهب وجنتي خديها لتنتشي العطر من زعفران الخدود
أكتب يومي
نهاري
ليلي
شتائي
ربيعي
كل الفصول أكتبها
وأرسم غيمات تروي فتونا تشفي عليلي
حكاية أنت
والأيقونات على أزرار قميص قد من قبل وبين خفايا الصدود
أكتب قصيدتي من شمعات الحرائر
من لحائف غصن يجف من اللهيب
أباهي النفس بزمردة العنقود
وأعلن أن الوحي مكمن التمكين

بلاد العرب استوطنت شمائل الخصب في لهفتي
ألوان
وغفوة الحلم يستوطنها الغفران حين يشتد العود في خفض السفوح

أعلو مكانة بك وأنا أكتب
عنوان خاطرتي
ريحانة العمر في وطن تربو في جنان الفصول

وطني حبيبي

وطني يا نبضا يسري في وصال زيتون وتين
أسعى فيك من مولد ونهاية القدر فيك مولد
يباغتني اللوع في رباك وفي وهادك يسكن هاجسي
لي فيك الجنان باذخات والسنديان يعانق رفعة الحبور
قالوا فيك الشعر
وكلمات القوس ردود لأفعال
يبرهنني الشوق والديكارت يسطرني خطوطا هادلات كموج أهدى للشمس عنوانا
لك على جبين الأرض رسم أحرف
فيها الفاء نقش رفعة للمقام
سلامي في صباح الورد أرسله أطواقا
وبصم النياشين على صدر الملاح
هذا العمر غرسناه
وسكناي فيك عز وفخار
نحيا فيك ما حيينا
لا يجف الدمع في وريد ولا شريان
الحبل السري موصول الحياة في أعناقك
لا يجهضه زلزلة في ارتعاد الجنان
أحيا وما زالت للعيون أشواق
تسافر فيك في غياهب الأسحار
تجمعني من خلاياك فراقد
تضيء العتمة في خواصر الظلام

جداريات الغروب

في طريقي تراودني
وعلى العتبات
وفي أزقتها تراودني
مجنون بها والروح متيمة في فؤاد الورد
يخطفها الصبر وتخطفه القصيدة بكل فواصلها تراودني عند البوابات
عند النوافذ
وعلى الجدران والسطوح
في كل باحاتها تراودني
تراودني في رقصة تحت الظلال
وفي مناغاة السحر من ذات ليل
تخطفني بمشكاة النور
تجتاحني في كل اللحظات والطرفات
تجتاح الباطن
تجتاح الظاهر
تجتاح ما بين الخلايا ونبض الخواطر
هنا
أو في كل الأمكنة
عيد أستهل به الموالد والنوارس محلقة بين رمش عين والجفون
هذا القدر للأوطان أرصده
مع الزيتون
مع التين والأعناب
هذا القدر للورد
ياسمينه
أقحوانه
كل الورود اطواق لعمر يتغنى به الفتون

أيا نورسة البحر ومدادا أخط به زرقة هادلة على جبين الموج
يلوح الهوى بمنديل الصبابة
والطيف من قزح ينتظر إضاءة تمتد في أواصر الروح
أقضي الساعات وبعضا من دقائقها ودقات القلب يتخطفها ذاك المارد الماثل خلف صفحة السنين
يحمل صخرته على أكتافه ملفوفا بدثار غربة يتخطفه لهف ينزف من وريد الهيف
هل يعود مع ركب عشتار؟
ويلقي سهم الحب الذي أصابه في الجنان
هذه الدنيا سجال العابرين على الصفحات
تقذفهم بهمهمات أجهضت السنابل
وما زالت الإرهاصات أخبارا تدونها على جداريات الغروب

كيف أقاوم؟

كيف أقاوم حبي للقصيد؟
للكتابة؟
حبي لأم من ثديها ترضع للوليد نبضاتها

كيف أقاوم جدارية من حروف تأتي طواعية
وأعواما يكتبها التاريخ في الشريان سلاما لسلامها؟؟
قالوا عنها: رواية للمجد
قلت: ولها من الأزمان للوقار فخرا تهادى
ترسمها الأقلام على الصفحات عنونة لا أقاومها
تحملني وعلى بساطها أعلام خافقة
تحملنا للجمال سطوة
ونور الفكر يقين في أسرارها

كيف أقاوم من يبني للمجد صروحا على مقامها
ويعلو إلى ذراه مع أسراب الطيور السابحة؟؟
يحمل التاريخ مبجلا
ورسم الخريطة على صفحات مسمرة
هذه هي العنونات كيف أقاوم؟
وكيف لذراتها أعلن بيعها؟

كيف أقاوم الأوطان وإن عزت على الفراق أوداجها؟؟
تجوس بي مروجا على صدرها ووهادي تخفق من دوس للبصمات على أعقابها

كيف وكيف؟؟
وذات ليلى تأبى من الأحرار خرقها
عهود تبرمها النسمات مع أنفاسها
تسامر الليل معها
وصياح الفجر يوقظ الهبات مع أنسامها

كيف أقاوم؟؟
كانت وما زال الوعد حقا
رسول يصلي مع الثوار على أترابها
يرمي السنان ونصل السيف يبتر أطرافا لخذلانها
لا أقاوم حنينا يعانق المجد!!
وملهمة يأتي مع الأسحار خطابها!!!

إلى  الوطن  يعود

إلى الوطن  يعود
مع  المجد يعود
تصحبه  شعل  وتكبيرات
في  يومه  جموع  
زغرودة  تنطلق
والدمعات تحترق  بجمر  الوعيد
يعود  والكفوف  محجلة  بخضاب  
من  نزف  حنون

أيها  الليل  ويا  خطب  العابدين  في  قيامة المحبة  ومقام  يطوف به الناسكون
في  وطني  الزيتونة  تذرف  والنخلة  تنحني  من  زلزلة يتردد   مع  موجها  الصدى   في  صدر  الفتون
توالت  الوخزات  وذات  اللهفة  ثكلى  تلبس  دثار  الحداد لتخفي  بين  أضلعها  الزمن  الشهيد

أم  تخيط  رايات  مجد  ومن  وردها  أكاليل  غار
تهدي  سلامها  للأرض  الحبلى  ولموجة  بحر  تحمل  في  طيتها حكاية  صليب  يتجسده  نبي
ومفتاح تحمله  عجوز  تعبر  مخاض  العمر  بين  حشى  ممزقة وحدود  تقزمت على  مرمى  الصهيل
 سلام  في  ذات  عبرة
سلام  في  ذات  طفل  قفيت  يداه
سلام  تهديه  الأرض  لخيل  تندب  فرسانها
تعود  سواعد الأرض  مثقلة  
هذا  شهيد  يطوقه  أطيار  خضر  في  رياض  وجنان
وهذه  أم  طال  بها  الانتظار
فلسطين  إياك  أهوى
وإياك  على  الصبر  نستعين
تجرفنا  المنايا  زمرا
وعلى  عهد  الوفا  بك  دائمين
أمدد  الكف  طواعية  
فهذا  قسم
وهذا  للحر  وعد
وهذا  مع  الصدق  قولا  يبرهنه  اليقين

شعب يبحث عن وطن..

هناك تركوه
يتيما
تموء من تحت أقدامه الجبال
تغلفت الوجوه بالخطايا
و يحهم!!!!!
هل يعود كريما إلى وطن؟؟

الهم واحد
فلسطيني عربي
من أنت؟؟؟
من تكون؟؟؟
أنت أنا و أنا أنت
كثرت التساؤلات
من نحن؟
وأين نكون؟
و لكن!!
أين الإجابة؟؟
المرتزقة في واد متخمة ضمائرهم
و شعب هابيل يبحث عن وطن
القدس حول معصمها أغلال
فضت بكارتها
ندبتها
وا ..وطناه...
وا ..كرامتاه.
وا .. على أمة من مشرقها إلى مغربها
تنزف الجراح

تتغنى بالنصر في زمن الهزائم
الصدق لا يروق
هل هي الوراثة تحملها الجينات ؟؟؟
أم تغليف بأطياف وتخيلات ؟؟؟؟؟؟؟

تراودنا الأرض و ننأى بعيدا
نصبوا و تصبو
وتكللنا الذكريات
كثير من الأحلام في أحضان السراب
القطاف جفاء
تذرف العين على هجر اللحظات
قضيتنا أصبحت تكفير وتجهيل

هل يعود ربيعنا؟؟
حنظلة مقفى
له عينان تذرفان و شفتان مكممتان

هل تنطق الروح؟؟
ونئد الصمت في باحة الظلام
هل نكفكف دمعات الغربة
و يعود الحسون إلى عش الفؤاد

ماذا نكتب لك يا غزة العزة
ماذا نكتب لذاتك السامية ونبضاتك التي تعمقت في صدورنا
ماذا نكتب والمداد من بحرك يستلهم الكلمات ومن مجاهديك يتعلم الصبر ومعاني الكفاح
ماذا نكتب لغزة ذات القوة الرادعة
وذات العنفوان الذي يعرج إلى العلياء إلى ذراك
ماذا أكتب فالأقلام تعجز عن التعبير والصدور في مخاض يفجر صباحه مع الأمل نورا وضياء
ماذا نكتب لك أيتها الغالية علينا وعلى الأحرار من معمورة الحب والسلام
تحنو إليك الروح وذات تسكنني
تحنو إليك المدائن وذات الصخرة تدعو بالنصر المبين
فلسطين تصدح مع المجد آيات
واليقين تجذر حسنا على جباه الطيور المحجلة
ماذا اكتب لك وأنت الحب يرتسم وشما في حويصلات السنونو وعلى زهرات الياسمين
بحبك أفتي يا ذات هالة غرست سمات فخار على جباه المصلين

باقية فينا

باقية فينا الجراح
وغزة باقية فينا
وذاك الشيخ باق فينا
وذات العجوز
وذات الطفل
باقون وباقيات
باقية فينا السنابل وحنجلات الشنار والدوري والقبرات
بين رحيل ورحيل
بين رحيل ورحيل
للأمكنة مقام
وللزمن عقارب تجاوزت البندول حين يدنو من لحظ اغتراب

على مرج وعيون باقون
نستلهم من العزيمة اصرارا
ونستلهم من الزعتر عبقا يطيب للسنين أنفاسا
في ذات العمر لحظة بقاء
وفي ذات الجسد نفحة من صمود
باقون كما جبال العز ترسوا في قلب مدائنها وحول الجيد طوق تتزين به المدائن عند شروق فجرها وزغردة الحسون
في ذات اللهفة نبضة باقية

تستدرجني دمعة بين حدقات اللظى باقية
تدعو الغيمات لتجلي الأكدار الرابية
مباغت ليل هواي
وأنا لحب غزة نزفي لا يندمل له الجراح
مفاخر بها
وما زلت بها رافع راية الشيخ للأمجاد
في كل مقام حديث
وفي كل رصاصة هزة تعيد الروح لأم يسكنها عودة وافراح

لـك مـنـي عـبـق التحية…ورحـيـق الـوفـاء…وازدهاء الـثـنـاء..
يـكـلـلـه اعـتـرافي بـفـضـلـك الـذي ..أدهش مـخـيـلـتـي..
فـي وجـود مـن يـحـمـلـون إلى جـانـب الـمـودة والإخـاء…
بـصـوت يملأ الـدنـيـا ..وفـاءً..
كل عام وانت الى الله اقرب

في الوجدان
في الوجدان قدسنا
في الوجدان زهرة للقدس تتفتح على الأسوار
آيات تترا وعلى صفحة اليقين تجلت الأنوار
في الوجدان عروس الشمس تزهو وتاج الجبين يكلله ياسمين وغار
حكايتها إلياذة تجسدت إلهاما في ذاكرة البحر
يعلوه الطود الراسي بين وريد وشريان
تقرع أجراسها الأيادي
وطهر المقام فيه البتول بالترتيل تتعبد
هذه صلاتي
ولي من اللهفة ما يسكنها حنين يتمرمر
أباركها
وتبارك اللحظات للعمر سويعات أطوف بها
وخافق القلب يتهجد

أهجو من أجلها من باع التراب بحفنة من دولار وأمام مرآها تجهم
أهجو من جفا أهلها وأغمض العين عن رؤى المدى
هذه إلياذتي
الزهرات عنوانها
في الوجدان ترسو والمعنى في قرار
يزهو بفكر أعلام تسطع في مجالها

تواعدني

تواعدني ذات العين ونظرة
تواعدني ويسكن الحلم قطرة تهدل
أجفو وما الجفاء بطبع يضمر ويتمدد
هذا وطن يواعدني
وهذه مدينة تواعد أجراس كنائسها وتواعدني
تنادي لصلاة فيها الصلات في ليلها وتحبب
تواعدني كموجة تعلو أقدار زمانها وتجذب

العادون من ههنا عبروا وعلى جذوة الحرقات صبروا
زمان بات ينهشه الضالون من أعرابها ومستعربة
يتلذذون بسادية العذاب أمام ناظرة
وأياد للظلم مع السباب تشتم
هذه الأقدار تكبل موعدا
وخلف قضبانها في أسرها المروءات تحجب
أستجمع مع النيات لهف موعد
تواعدني فيه الزهرات وسوار القدس للبيارق مع الجموع يعصم
لا غربة للذاكرة تمحو
ولا التهليل بالأسماء عن الأوطان يغني

تعدني الأيام بقرب
يمحو بصمات الحزن عن عينها ومن كأس الفرات لذة يرتوي
أكابر أمام الزحف عنوة
تصهل بي خيلها الجموح
وعلى ركاب الغيم ندبة للأوطان تصدح

إلى أين

إلى أين ترحلون؟
إلى مقام حيث الأسفار منها ينسلون
إلى أين؟
كل الأبعاد تجادلني
هذا بعد عن الشمس يجفو
وهذا بعد للمكان يباغتني
كل الآيات تخبر عنك يا وطن المباهج
عنك يا رسول تهب الروح طوعا فداء لقدس المعارج
كلمة بها الأحرار تغنت
ترثي غربة لذاك البحر المهاجر
ترثي نوارسه التي بالقيد تكابد

إلى أين؟
بكارة الأزمان فضت وبكارة المكان من جراح المدى تنزف
آهة تعمقت جوانح الفتى
وظلال العين أصابها المخلب الثاقب
إلى أين؟
تهوي الأفئدة من صعقة
لاذت بأتون البواكر
تبيت الأحزان ليلا يسكنه المواجع
في السر
في العلن
تجاوزت النظرات المدى
للعذاب شقاوة الألوان
وطن يباغته نصال الغدر
وتستجدي الأحلام فيه ليلها المقامر
تكاشف عن ساق وفي عرينها بأفكارها تزأر

عودة يا وطن الورد

عودة يا وطن الورد
أصلي لأجلك في غفوة فيها الجفن يكاشف مكمن الأسرار
ألوان طيف تزهو على ربوة فيها القيثار يردد نغمة الأعواد
تعدو بنا ذات المحاسن إلى فيح يغازل نطفة الأعراق
كيف أنسى اليقين في صدري وفيك للمجد آيات من انثيال؟
الروح تسعى في الوصال بين فكي الرحى
أتوسد مكامنها وفي الأعماق لهفة وأشواق
يباغتني القول في ليلة بألف ليلة تكشف باللفظ عن ثغرها ستر اللثام
مرام الهوى تساجل سجيتي
وخاطري أكتبه عودة فيها للجرح التئام
وفاق يبزغ فجر نجمه صبحا نعود فيه صحبا وعلى نهم الوفا رفاق
هذا صحو تماثلت للنسور معانيه
أنتشي منه شذى للأحلام معطرا
وفي ربيعه البهجة تنطق مفاتن الألوان
هذه ياسمينة
وهذه جورية تسكنني أطيافها وتتجذر فوق صخور ورمال
لا أبالي في يوم عيد إن شممتها
فعودة للورد إلى وطن تنعش رعشة الأنسام

أنكر الخريف وينكرني
فغاية الفتح طمأنينة في ذراها لحائف الستر تتورد
عهد أبرمناه على صفحة
تنتفض روحنا فيها ولا تستسلم
زهرة للمدائن تزهو
وفردوسها عروس على بحرها تلقي أحمالا وتلهم
آمنت بأن العهد موثق
والصلاة في الأكناف أضعاف تضاعف

قيد وعزيمة

هناك للمجد عنوان
رسالة
عزيمة
اصرار
هناك الأسد رابضون
بعزيمة الأحرار ينهضون
يحملون للمجد منارا بين جوانحهم
ويرفعون رايات تحملها الأطيار

بأي كتاب أذكرهم ؟
أسير يحضنه المجد ويبلغه مع آيات الكتب رسالات للأجيال
بأي الآيات نذكر من جاهدوا أنفسهم
ورضوا الكرامة منازل السماء؟؟
ينحتون الجبال ليبنوا صرح أوطان
ويهزموا الغربان والأنذال
يعلمون الدرس تضحيات
ويخوضون المدى بتبر التراب

أيها العادون
الذكرى عناوين يسطرها الفجر الآت على صفحات النهار
الأوطان أودعت أكبادها جوانحا تتلظى خلف القضبان
وأودعت ملاذات الروح رفعة السماء
يرهبون بني صهيون في أوكار ذلتهم
وفي قراهم المحصنة وفي ملاجئهم وفي بروج يشيدها الظلام
يعلنون على الأشهاد كرامة يعزف لحنها أشبال أم تحمل مع القيد صخرتها على كتفي الرجاء

لا إكراه في الحب

قالوا سلاما
قالوا سلامتك يا وطن
قالوا وطنا ونسوا أفلاذا تجهض من رحم الوهن
جاهدوا فينا وليدا يتمتم أغنياته في ليل السمر
قالوا الحليب حرام
الماء حرام
الهواء حرام
وأباحوا النزف من جرح الفتن

رجموا حجارتهم في وجه الغيمات وألقوا في اليم ياسمين ورد وريحان
قالوا سلاما
وأجحفوا ظلما في جفن الوسن
ما بال الجبارون يذعنون للصيحات
والأحزان تطغى في العيون على مرمى نظر

لا إكراه في الحب
في الصدر تعددت المعشوقات ولم يبق ثغر يردد يحيا الوطن
لا إكراه في ذكر المحاسن
بانت بيننا العداوة وفي الوريد سقم تجذر
كيف بي أهب الحب..... والسلام في وطن سلبته الغربان روحه والهيام؟؟
كيف بي القول سلاما؟
هناك من يبطش بذات البحر من خلف سجن وهناك من يسكن ليله الحرمان
بئست المخابر والأيادي تصفق مع أزيز تنفثه زمجرة البنادق
لا سلام
لا حب
والهتاف يفنى عند صرخات الحرائر

ماذا أكتب
ماذا أكتب والمداد يطمسه دمع عين وسيال؟
ماذا اكتب والحزن بين الضلوع وليد الأسى؟
نخر فينا الحزن وأوهن النبض لوع الجوى
ستة كانوا للمجد عنونة
وكانوا آيات من كتاب وانفال
كسروا القيد بعزيمة وكان الدرس نورا تهتدي به الأجيال
كسروا القيد بملعقة وكان الدرس صبرا لا تكسره أياد ظلم وجلاد

ماذا اكتب والكلمات يتيمة؟
لا يسعفني قاموس ولا يسعفني كتاب
أجتر ألمي مع آلام أم وهبت ابنها نورا للمداد
تجلدت مع الصبر سيرتها
فكانت روحها للوطن تهب الحياة ودفق النبض أزيز الرصاص

ماذا وماذا
بين السطور تلعثمت حروفي والحركات
لا سكون
فالتشديد يثقل بي والحروف تتساقط مع خرير الهمسات

سأكتب ببصيص نور خاطري
ليكون الحرف مني رسولا للكلمات
هذا العهد لا نخون ما دام فينا
أم تحمل طفلها و عزيمة أسير يعطي دروسا للأساتذة والحكام

في ذكراك

في ذكراك اوجس القلب شوقا
ولاحت في الافق بيارق وأعلام
في ذكراك ناحت الأرض وتردد في الأفق صدى الأنام
بأي القواميس أذكرك
وانت الذكرى في قلبي الوجوم؟
رمتك الغربان بسهام غدر وأدمت في الشوق مقل العيون
بأي الآيات اذكرك
وفي يقيني يافا
وحيفا
وبيسان
وعين جالوت؟
حملت بك الأرض غيظا وقيظا
ومفتاح الأم تعلقه على جيد الغصون
يبكيك الشيخ يا أم الرشراش وترثي الأم دحنون مرج وجبال
في ذكراك بات الأمل هجينا
وبات الأفق يضيق امام نظرة السهاد
في ذكراك عودة ارخت سدولها على زيتونة
والدالية عانقت لثم الفؤاد
متى؟ ..!
متى يا أرض تعودين لذات شبل وطفل المهد يحمل للسلام رايات مجد واصرار
أيتها الذكرى!!!
سأبقى رهين عشق يفرش المدى ورودا وياسمينا
وأنت يا ذات ام!!!!
سأبقى لعهدك أصون دمعة نازفة تروي ثراها
وتسقي الصبراعلى مر السنين

أنياب الخريف

يعدو بنا خريف
يلاحقنا
يكشر عن أنيابه بين غيمات يجهضها الفضول
سراب يجثو على هنيهات الزمن
تنطفئ الأنوار
لا وطن
لا حصون
لا أسوار
يعبدون حجارة وأصنام الورى ناطقة
حقيقة عارية خلف ستار مهدها
وما زالت أوطان الهوى يسكنها الذبول

أيتها السفينة ونبض السما في العلا همس يردد صداه أمنيات الرحيل
لا تهني أيتها النفس
لا تحزني
لي مع الموج سفر طويل
يجادلني
أجادله
أسعى بين واردات الصبا وصبوة العمر تجذرت في كتاب على صفحة الخرير
تترا آيات العزم وفي نغمها يتردد لحن الصمود
تلحظني
ترمقني وأرمقها
وها أنا بين السطور أضمد الجروح

حركات من شجن

على جبين الشمس ندون حروفا من ألم
حكاية العمر تتقاذفها سنان وشهب
تلقي إلى الصدر سهما موجوعا وتئد في لثم الفواصل حركات من شجن
هذه الديار في بواديها الأمل
فيها اخضرار والصلابة في قوام السند
كيف أجازف ببحرها اللجاج أمام طوفان ينهمر
أسكن القدر وفي ليلي سهاد يغفو في عين من شرر
يأتي في ليل الزاهد أنباء من خبر
قالوا شهيدا يجاري الليل ويسكن قيامة على رسم الشجر
جنان الروح تلوذ به في رفعة تجاوزت العلياء في القمم