مهاجر // ما كانت إلا قصيدة

ما كانت الا قصيدة

ما كانت إلا قصيدة كتبت بدمع الكرى
أمدد نظرتي لتصافح الحرف في أبعاد مترامية فتهمس الكلمة
يا ساكنا ذبذبات الموج والأجراس من حولنا تدق
أصلي وعيني تتهجد في أتون هواك

هاك يدي فعمديها في كل الأنهار وأسكنيها شريانا يخفق في الجنان
أسلمت أمري لذات اللون
وذات حب
وذات تمردت على صفحة الأشجان
هاتي ما أتاك الزمن من فرات يتوق لشفتين ترتعشان من لهفة القبلات

أيا الجميلة الممتدة بين الأواصر والأوطان
يغذيك النيل عذوبته والأطيار فيك تظلل عرائش الريحان
إن قلت وطنا يعريني قلبي ويكشفني اللسان
وإن قلت لحافا مطوية يفتحها البيان
لست أدري ما عساني فاعل في ترديد الألحان
تسايرني السرمديات دهشتها وتغنيني القواميس بالكلمات
لا أجفو ما دمت للوصال وصالا
وما دمت للطرب عازف وتر وقيثار

سلطانة في أثر الممالك
تغتال صبري من صهوة السماك
فأولد لأحيا طفلا ينهل من ثدي المراضع عاما تلو عام
تعري الخطوب الصولات وسيف الحق حرف وبيان
نشيدي للوطن غاية أن لا تكوني إلا قصيدة لأبقى للمشاعل شعلا تزهو بها الأعين بالنظرات
الأبواب مفتوحة لا تحتاج عساكرا
فيا ذاتي ادخليها بسلام في غفوة القصيد تحت عباءة الأفنان

هل تقبلي شطر قصيدتي

هل تقبلي شطر قصيدتي ونصف المسافة بين حدودك وحدودي
هل تقبلي للشمس مدارا نسلكه
السلام عهد تقضيه السنابل في ربيع المواسم
نيسان يخبر متى تحضر الأنفس المواعيد
تخاطبني ذات السلطنة أيا عمري
القطاف يدنو قاب قوسين بسهامه
السلام أيقونة
وللبحر حورية ذات سمرة تفتر بين موجات
تهب الشذى عطره

أميرة في مسميات نالت توهجا في قرار
في امتداده وطن يذكرني
تحملني اللهفة فوق جناح وتمخر بي العباب
بنت النيل تسرد في ذاتها التمرد
وفي ذات التصحر استبداد
هل تمطر الغيمات شغفا
ه‍هنا الليل ينصهر مع هسيس الناي
يجتر الأبعاد وعلى مرمى حجر يصلي

ساري في ليلي مع النجمات
هاتي يديك وقلدي الزمن تاج وقار رسمه على حبات الرمل

أيا أمي أيتها المنار يذكرني
يساهرني وقنديل الشوق يضيء مداري
أكتبك ٱيات شكر مغموسة بشذى المداد
صباحك الشمس وأبعادك القمر يعتمد رجائي
أيتها الأم لك سلام الطفل على سدرة الأحلام
تبني قصور الفخر وتزيني الأكاليل بالباقات
في كل الصفحات حروفك تضيء المدى في عين الرجاء
تسهرين ليلك
وصباحك السعي في الفلاة
هاتي يد الطهر أقبلها
وجبينك ارسم عليه بسمة للشفاه

أيتها المارد حين يخاطبني
لك القلب بستان اسكنه
في حدائقك الياسمين. والكنار يشدو فيك الموال
حملتي أعباء الحياة وفي سبيلي
تشتد الأهوال وأنت القائد وفي بحرنا الربان
يقتات منك الصبر
وانت الصبر للصبر عنوان

أيتها الحكاية في تراويد الهوى
لي بك لهف وعدول
قلبي لك يخفق
وعيني ترنو إلى دار السلام
لا تهجري الٱلام حين يصيبنا من الوجد أهوال

حنون جاء وصفك
وغاية الورد تشهد بالجنان
مولود منك أنا
والساعة تصقل لمسة الأوراد

هل يكفيك حبي

إن قلت أحبك
فهل يكفيك حبي؟
هل يكفي السحاب نظرة مني؟
ألقي بنفسي على أرضك وبين يديك أيا غيمة يجريها الصباح على العلن
فيك مع الصلاة هيام
ومع العشق فيك ثمالة الأوراد
أيتها الأميرة تحت عباءة الدفء القطوف من صدر مدلاة
أدلي بقولي للفخار منزلة وتينها في الحشا يشد الوصال
تدور عقارب الأمكنة بين بحار ترسم للشمس أطواق قزح قبل ولادة الأنوار
ها أنا بين الأبعاد لي نصب وتذكار
موسمي مع الحجيج تارة يعمده النهر
وتارة مواليا لنفسي حين تدعوني زهرة لبنفسج
تأسر الجوارح صبحا وتحضن في ليلها الأجساد

هذا قلبي
شطرات شطرات
ينبض
يخفق
يرتعد من زمهرير الوصل عند اقتراب

لا تعلني للصمت أنك سوى
الغانية لمعذب فيه من البعد غفوات وأنفاس
يستجدي الصليب
والهلال
يستجدي كل شعار حتى الشعار
يستجدي حصادا يثمر
يستجدي وطنا ينجب
يستجدي عينا تحمله مع الرمش لحظة الأسفار
فيك كلي يا كلا
تشرقين من أمل وتغربين في عين ترصدين

يا حبيبتي يا قدس يا مسرى السلام
يا حبيبتي فيك المسجد والقيام
يا قدس فيك أصلي للحب وأصلي للسلام
يا حبيبة القلب طيفك ساطع على جبين الأكوان
يا مدينتي الجميلة وژهرة في ربيع الوجدان
هواك يسكنني منذ كانت الطفولة للهيام
يا حبيبتي عانقيني. كما عانق المسيح رسل السلام
فيك الصليب
والهلال
والمنجل
فيك الاقتباس من كل ٱية يتوسد الحارات و الجدران
يا مدينة السلام لي قلب زاده الشوق فيك نبضا ووئام
عيني فيك مقامها
ويداي قاومت فيك العصيان
حبيبتي يا مدينة الصلاة والسلام

صباح الخير يا مدينتي
صباح الخير يا خليلي
ويا مدرستي
الصباح أهديه إليك مديرتي
وإليك يا معلمتي
جاء الصباح بيوم جديد
فيه القراءة مبدئنا والكتابة رسم على الكراس والدفتر
أكتب حروفك يا وطني مغموسة بحبر الوجدان
ارسم اسمك يا وطني يزهو بزهرات الأقمار
جاء الصباح مع الشوق بالبسمات
هذا طفل في المهد
يصلي مع النور في الأجفان
يخبرني كل حكاياته
فلسطين في القلب
تسمو مع الحب راياته

عساه يكون

عساه في صباحه يكون
وعند الغروب عساه يكون
في عتمة الليل
في النهار
في كل الأزمان عساه يكون
نردد مع الأمل ذكرى سطعت في سمائنا
لا نلوم
لا نلوم شمسا حجبت ضياءها
لا نلوم قمرا يطفئ السراج لحظ اغتراب
في كل لحظة ألوم
عساها تأتي باليقين من شغف السنين
تنصهر الذات مني في كلي
تنصهر مع الغايات في لهف الأشواق
فيا ذات الحنين تغمرني الأطياف العالية
يأسرني الجنين في صدري قبل انبعاث
فهل عساه يولد من رحم كنا مسكنه للفتون؟
ليسعى بين مدى العين وبعد اللحظات
يا نبضي في عزف النهايات
يحملني الصدى شجونا يلتطم ما بين قمم وقاع
فعل أعود حيث البدايات طفلا ؟
هل أعود؟
الرجاء يمتد بين أواصر الحب سلاما سلاما
يقبض بي ويمتد ما بين خافق وإحساس
أرتعد هنيهة تلوذ بي غرقا في بحر مده النظرة
وجزره يأبى الانحباس
هل أسميك؟
وكيف تلفظ الأسماء في قمة العنان؟
قالت والقول تلفظه لغة العين ويتعمق عبوره الأجساد
ما زلت في عساي أنهل من رجائي رشفة تعيد بلقيس الأميرة إلى الأزمان
تعيد من يفتق بريقها نورا من وجنات السبات
هذا يقيني مع عسى
عساه للحياة تكون
تبلغ عني رسالات مجازها للوعظ صلات

أحاول ثم أحاول
أحاول وأنت أنت
أحاول ومن أمامي جدران أعلنت قانون الصمت
تداهمني المحابر والقانون ساري المفعول
الصمت الصمت
قانون له قوانين تهتف له
وألسنة تغني له
وما زال السلطان حريصا يغذيه بالفتحات
والضمات
وإذا انفعل يرحمه بكسوف الكسرات
قانون ما زال في كل الدساتير
حتى دستور غفوتي يردد عبارات الصمت
فما عساني في مربعات الديجور فاعلا
تهزني أبجديات اللغة وتقرعني أجراس المحاكم
القاضي يصدر حكما
لا هواء
لا ماء
يصدر حكما
الحركة تضر بالصحة
والانفعال جريمة بحق الأطفال
يصدر حكما
النوم أبقى واليقظة من الشيطان
فما عساني فاعلا
النفس تواقة لقانون جديد
يسعد من يصلي على الغائب
ومن يصلي على الحاضر
ويسعد من يصلي على النفس الغافية
فهل أدركوا للسماء المعاني
تهش بالعصا على عيون تسرب إليها الوسن
وتضرب سلاما للأبواق المستعرة في النوادي وفي الزحام

هل لنا غير حرفين

هل لنا غير حرفين
حرف نقتات
وحرف نتنفس
أداوي بهما جراحات الورد والنفس حين الهوى أطبب
أيتها الحروف في قصيدتي
لا تلومي انصهارات النجم في الحمم
يستعر الفؤاد وما يطبب اللهفة غير بلسمات الزهر
في كل واد تهيم قصيدتي وأنا أتلذذ في جوقة اللهفة
لم أسأل عن اسم يطاردني
ولم أجزع من زوال يداهم غفوتي
قدر في كل اللحظات
عين تصيب وعين تجذب
فهل أجنح لموال يتردد في ذائقة الطود
يرتفع بي وأنا مازلت أخشى الناي في الصبابات
هل لي ما منك يبدو؟
حرفان يتلوان غاية تجدي
أيتها الحاء نهرك في عمقه غوص وعلى الضفاف أعين تتوسل
يغنيني فيك فتيل يشتعل
يجتاز المدى وعمقا يتعمق

هل لي ؟
وغير الباء لا يسعفني
ترشدني الأشياء لتكون مفتاحا
لتكون للعيون طرفة على أعتابها
انتظر
أتصلب
أتسمر
وفيها من الرجاء بلاد بالنعماء تغدق
فهل لي غير حرفين؟
إن وصلتهما
نفس تنشرح وبلاد تفتح
هل لي؟
ما زلت أترنح بينهما
يأويني اليمن في مسماه
ولن أطلب غير الحب في مسعاه أتقرب

من قلب مجروح

من قلب مجروح صباح الخير
صباح الصباحات
من قلب مجروح بتولة لي كل الأمنيات
تعذبني نجمة في سمائها
عذرية تربو في مكارم الأوراد
صباح الخير من قلب مجروح
يا وطن
يا كل الأوطان
مترامية قصيدتي بين عين الصب وبين كل المرايا
من زيتونها تقطف الثمرات
قالت وفي عينها جرح من سهم أصاب
لست براميه يا هفوة اللسان
هل لي غير سماحة
أيا النجم في أعاليك السماء
لي من الورد قطوف
ولي من الأثواب تراث يحيا على صفحة الأمجاد
هذه رسالتي لمن يسمو فوق الجبين
ويبرئ الجرح في عين الصباح
أتعفو يا من لك الصباح
ولك السلام؟
أتعفو ليكون الصفح سيمة يتجسدها القصيد في صباح ومساء؟

عين الشهباء

مترامية الحدود أيتها النجمات
مع الصبر فيك اطلالة الأنوار
مترامية ما بين عيون الغيم
وما بين رسم على الوجنات
أيتها اليقين في تذكير وتأنيث
ضاع مني وصف اللون وضاعت المسميات
تحضرني المدائن الصغرى مثل مدينتي
ومدينتك المترامية وطنا تجاوز مداه العين في رحاب السماك
شهباء أيا مدينة من وجهها الجمال أطياف
أسميك بكل اسم يخطر ببال لهفتي
أسميك وفي ناظري بزوغ يتجسد في معزوفته الطرب على وتر وقيثار
سألت عن صبغة اللون
قالت: شهباء تمتد بين زهرات الجوري تارة
وزهرة لوز وجلنار
كل الألوان تختمر على خاصرتك
كل الأبعاد يجزيها المقام

ذات يتلحفها خفوق وفي الحوزة رشاقة الأوراد
أسأل يوما:
هل أكون في عداد الناسكين في محراب للسلام؟
يجترني ما تلقي سهامك
بتول الطهر أيا آية العذراوات
هل أبوح بقصيدة مترامية الأطراف؟
أم ألقي بنفسي في أتون اللهيب والأوراد؟
أيتها النجوم اقتربي من مدارات الأرض
اقتربي من قمر يزال يطوف ليله والنهار
أقيم للترجي على ضفافك مسرحا فيه القصائد تعوم في مفتن المهج والسنام
يطربني قصيد فيه ثمالة مترامية بين حس الرهافة والشغاف
أسكر من رشفة الشهد من كأس المآل
أيتها الشهباء من مدنك الصبر ينبعث متجسدا قزحه بين لون وأقدار

هذا قصيدي هل بالغت فيه تجربتي
أجدد العهد ورؤيا شمس تسكن الأنظار
تعكسني المرايا في ابتسامة
وفي كهانة المدى شهباء المدن ترتسم.

عين الشفاء

يحضرني عين المساء وعين الصباح
تحضرني العيون ههنا
أبجدي حرف هالتي عند اصباح على صفحته النسيم

أجازف بصمتي علني أثب على يقين بات يبدد لوعتي
ماكثون يا ليلي نعدد المناقب
واحد يجزي فتواي في تحمل الصبر
قلت ملاكا تلطف بالذكر أوتار حنجرتي
قلت ما قيل على لسان الحشى حين ما بي يتمدد
أين أقيم وأين أمكث
قالت في بيت الأحلام إنه يفيض ويتسع
أطلب الشفاء من علتي
قالت لي طبيب ما دمت قيسا
فكيف المجون منذ أزمان يطبب؟
قلت وقالت وعلى الأسماع تضاربت أقاويل
يبيت القصيد في شغف
ويسعى في صبح المدى حين يستفيق
هذا ما كانت في الكتاب ترتل
اخلاص
وحجيج الناس تأوي وتعتمر.

انتظر الرضا يأتي

انتظر الصباح أن يأتي
أنتظر الرضا
في ذاتنا بتول تبلسم زهرات ياسمين
تتجسد أبعاد الشمس حين صباح تراقصه على جبين الوطن
استجدي فيك كل عذراء تنحني خصلاتها مع هبات الأمل
يقيني مناجاة
ندبة وآمال
أيتها الصباح
هلم إلى جوقة تحضن موالا تجذبه بهجة الألوان
عروبة في قواميس الشفاء
وموطن يسكن الأسحار
فهل تسكنين الليل لحظة
أم تسكنين الحلم الناصع على صفحات البيان
أيتها الشروق حين يبدد الظلمات أغصانه يلاعب
غنوة في العرين يعزفها الأمل
هذا بياني أرسم معالمه
حسناء يشف أبعادها أيقونة تترامى
يشف الخوافي في ذاتها السهر
بحر
سهل
تلال
هضاب
هذا موطني انت فيه غاية في لهف ينهمر
بلقيس عذرا فصرحك في لحظه الوطن يجتاز ويستتر

عذرا إن ذكرت اسمك
أو حرفا من اسمك
عذرا إن ذكرت أبعادك وصلبت في محرابك
أقيم شفعي ووتري
أقيم استخارة بين كفيك
ليرضى الوطن
لترضى عشتار
لترضى الوهاد والمهاد عني
عذرا
في يقيني السهول تمتد
والجبال رفعة تتمرد
تلهمني وخزات تصيب جفن القدر
هذه رسالتي
هل اذكر اسمك معنونا
أم أبقي نفسي متربصا في قوائم فيها العناوين تجسدت

صباح المدى

يجمعني في ذاتي قصيد
وفي صباح المدى وطن يترقب
يجمعني ما كان يبدو
لذات الحسن يفتن ويلهم

كيف بي؟
في يقيني صبر
وفي أعاليك مجد يتردد
يا برتقالة الثائر
يا نبضا في عروق السنابل
لي قلب أسلمته في نبضة لا تساوم
يقين في يقين الرصاصة
يأتي أو لا يأتي اغتراب
الشموس تشرق فوق الربا وجذورها بين الخوافق
في سلام خصبنا فيك
لا تستسلمي ما دمت فيك الجريح مواطنا
بيدي عكازة تخط السطور على صفحة المواسم
ألقي السويعات بين يديك
ونظرتي تصاهر الصولجان والعوسج
طال انتظارك يا سيدة تجزي بالصبر نصرا
يا فرحا بك يضيء تزينه المباهج
لست إلا لذات تعوم في وطن يمازج صباح المدى
يا هذه أخبريني عن الشموس
عن النجمات
أخبريني عن العوم في نهر يتدفق وقسمات من عمرنا تتنفس
كيف أنقذ من كانت
من بحرها حبر مدادي؟

أرأيت؟

أرأيت ما الحب؟
أن انتظر الصمت في عيني
انتظر الطرفة أن تخبرني عن رمشة العين
أرأيت ما بي في غفوتي؟
أنين الصمت كأسا يتلوه كأسي
أرأيت عندما يأتي الصباح؟
انتفض من غفوتي وأستفتي حيرتي
يزاحمني طيف المدى وشمس في سمائها تنتصب
أرأيت ما أذكر وما زال يلتطم بين جدران الذات؟
أرأيت عندما تأتي لحظة تلهمني سكرة الفؤاد في صمت يجلجل؟
أرأيت ما بي من صلاة تستخير في كل فصولها؟ ترتجي الوصال
ترتجي الدوام
أرأيت بزوغ الهالات من مياسم الياسمين
وفي ذات الغصون وطن يتأرجح؟
ليتني الرؤيا وليتني الحرف في خواطر تعانق كل سطور الحكاية
يا هذا الملأ أفتوني في رؤياي
أفتوني في قلب يشدو مع عصفورة صباحية تناغي همهمة النسائم العطرية
أرأيت لولا؟
كيف تستقر في الأعماق وتلقي سهامها العذرية
أرأيت كيف بتول النبيين مريم تهز غصنها فيتساقط رطبا جنيا؟

أرأيت وعينك السابر أفق المدى؟
كل فيك انت
عشتار بابل
فينوس بردى
وأنا أسير طروادة حصاني الخشبي يجترني صبرا

اصمت في ذاتي صخب

أصمت وفي ذاتي صخب
أبدد من ذاتي ظلمة تحيط بي
لا هوادة في مسير فقد بوصلات العدم
يفتيني من كتاب من قديم الزمن
عروج إلى حيث قافية الموارد تطوف مع النجمة في خوافق القدر
تضيء سماءها
وفينا تتوهج
أيها الماكثون بين صفحاتي
أكتب ما يسكنني وأسكنه
ما يجانس غيماتي والسحب
أحتسب الصبر أن يواسي
ترهلت كلمات ألقصائد ولا تجدي
أيتها النجمة تمردي
ففي تمردك نظام يتجدد
أيها الطبيب متى لنا شفاء
تطببنا الأماني وهمس يتردد

هبوب وسلطان

شمس في حكمة الأمثال
تأتي في ولادة
لها السلطان يتجاوزني هبوبا وسلطانا

حرف من المداد يغازلني
وأنا
من بريق العيون أستلهم الضياء
غاية لها في الأعماق جذور
وفي المقام مفاتن تعتلي الصروح والأفنان
للمجد بطولات
تزهو بها خرائط الأوطان
لست أبيع صمتي
ولست مع الناي أبيع عزف الأشجان
في سجية العين ترتيل
أيا حارس الكون احرس الأحلام
لي بعد الخصام حكمة الأفعال
ها قد أسلمت بالدعاء أمري
لقدسنا الحب والإهداء
ترتلني المحبة بلسانها
عروس بحر لعزتها
زهرات تتفتح وتنثر عزيمتها على الأوصال

في ذات اللون

في ذات اللون ألوان بين كفين تتأجج
مع الأمل تأتي مع ذكر السنابل
لا ألوم
لا أكابر
فيا رمش العيون الهادل
ويا جفنها النابض
الشمس تلقي قزحها عند الغروب الساحر
يمتد اللون السرمدي في الخواصر
قالت وفي القول القسمات باسمة
تجري على خدود وتشق أنهارها بين المفاتن
أيها المداد أخبر عني رسالات معبرة
لي من القوم قامات وفي الحاكورة زهرات الفنن
يبقيني ما في العين من حور
لذات البياض حول المقل
كيف أسمي الأقدار في وصل له الحب وطن يبتهج؟

تجاوزتي بي البحر

تجاوزتي بي وأنا انتظر
تجاوزتي ذات الصباح وذات المساء
وأنا انتظر
فيا هلام الليل الغيم في علياء يمطر

تجاوزتي بي السكينة بين الخوافي
وفي نبضها تستقرين
تخبريني عن الوهج حين يصبح رذاذا
حين يلتهم الذرات والنوى
تجاوزتي بي وأنا انتظر
أعواد تجتر الصمت في همسات الوتر
وتمني الأمنيات بأنغام تعبر قواميس البيان
كلمات أضيفها لتزداد الأذواق نهما
ويزداد التألق تألقا
أستجدي الرؤيا أن تهب الأنظار صفحة البحر
أن تهب الزرقة طيف فيروز يفتن
تجاوزتي بي البحر
وما زلت أراقص البوصلات حين تعانقها البوادر حيث تتعمد في نهر توبتها
وتجني من عذريتها صفحات تلهم القلم

الأبجدية ترصد المعاني حين خلوتها في جنح تحت الستار يستتر
تهرول حيث تتسمر الخطى
وتجاري على القسمات رهيف ذوق يرتسم

كيف أبدأ
والجمال نور من عينيها يتدفق؟
كيف ابدا
والكلمات تزاحمت عند نوافذها؟
هذه تغازل
وهذه تنحني في ليلتها البهية
كيف أبدأ
بكلمات تسكنني
أم بكلمات حب شهية؟
أيتها الصباح وكل اللحظات
فوق الشموخ بثوب من أطواق اللون ذهبية
قرأت سطورك
فكانت اليقين يتعمق
تسكنني الكلمات
وتسمو بي حدود الأمة العربية
خضراء الطيف والشفاء تبلسم جرح المنية
تسكنني لحظة تنجلي فيها ثمالة الأعناب
أيا عمري!
لقد تجاوزت بي حقولا
ينبت فيها الصدى
فهل أعود أدراج الخلف
لتخبرني فيروز البحر
ما زلت طفلا شقيا؟

أيا عمري
كنت زاهدا
فزادني زهدي تمردا تتجلى له العذرية

هل أنحني للولاء مباركا
لذات تعتلي الصروح
في يوم تجاوز الحد في محراب
تصلي تهجدا سجدات تقية؟

صفحة بيضاء

أريدك صفحة بيضاء
على سطورها أكتب العنوان
تعكس ضوء الشمس
وترصد الألوان
على سطورها يتدحرج الصفاء
من بداية إلى ركب البدايات
صفحة تكشف زيف الزمن في غيبة الآه
تلومني الألوان حين اختيار
وقولي الجمع مفتون البيان
هذا وطن تجاوز المدى ذكره في القيام
يبسط الذراع ويحتضن الأسف والآه
هلامية عين الغدر من خلف الستار
تحيد عن درب المارة حيث الهواه
أختار من بين الصفحات
صفحة تسكنني
بيضاء لا شية فيها
لا عيوب
تختال بين الصفحات
في يوم مقداره ألف يوم
تختال وما زالت دهاليز اللون في انحصار
بيضاء كعين الشمس أذكرها
أذكر الأرقام فرادى
وسنين العمر تمر جزافا
فهل أكتب الأسماء مع اسمي؟
فهل أبدأ
وعنوان حبري مداد البحر والسلام

هذه غزة
انصهرت فيها دماؤها مع كل الدماء

هذه غزة
جمعت نهم الأحرار ووحدت بوصلات الضمير
هذه غزة
تستقطب الامل لتصنع زهرات ومشاعلا تضيء بهن الدرب للصابرين
هذه غزة
لنا أما وسندا
صنعت النصر
صنعت المستقبل
صنعت تيجانا تزين بها الجبين
هذه غزة
التي تستدرج بدماء أبنائها اليوم الموعود
موعد ينطق فيه الحجر
موعد ينطق فيه الشجر
هذه غزة
تفصل بين الخير والشر
تفصل بين الحق والباطل
يا قادة العرب الهلاميين
عرفناكم
لا وجود لكم في قواميس الضمير
قد تسخرون من عقول بعضكم بعضا
ولكن
هيهات هيهات ان تسخروا من عقولنا
هذه غزة
بايعنا جنينها ليقودنا
فهل منكم يا زعامات العرب من يعود نطفة ليولد من جديد

كل الأبعاد

سأكتب عن عالم فيه كل الأبعاد
يعلو بي فوق سحابات تلتحف كل لون وأزهار
سأكتب عن ياسمين يلتحف بياضه
وفي ذاته العبق نسائم يتنفسها نبض المداد
سأكتبك سنبلة ذهبية لها رسم يطوق الوجنات
ألوذ بالجمال حيث الحروف
شين شادية فوق الأغصان
والألف منها الألفة تجمع الاوراد
فيا ذات الحروف
همزتك
أمن واستقراء
كل العناوين عنوانها الحب فيك والعطاء
لي من الصورة امل يلهم سجيتي
ولي من البحر زرقة فيروز يتعمق ذات بعد في مداه خفق الصدى
سأكتب حكايتي يوما
عشقا
حبا
سأكتب ما يحاكي لهفتي
زهرة تعرت تحت شلال القطرات
ندية ملامس شهد يسيل في عروق الأعناب
فيا ذات القصيد
أخبر عني أنني مازلت
يلهمني كل حرف يشفي من شفاه الرضاب ربيعا
يطوف بي مع السحاب
فهل اذكر مع حرفي لوعة تجترني
تجترني طفلا في قربها يترنم
تعزفني النايات
والقيثار يتغنى في جوقة السلام
سأكتب كل ما بي
فيا ذات المداد اسعفني

لا شيء

لا شيء يطفئ الجذوة والنيران في خفق الجوى تستعر
هذا هلام الليل
فيا دار الورى صبرنا مع الرجاء يكابد
أمدد يدي والكفان إلى السماء ترتفع
فيا أيها الدعاء قلبي نال منه الشوق في غاية الوصال
قلت: وقولي لعين في الصبا تنافسني
قلت: يا عين الوقار
الحب عذري في خافق في محرابه نظرة التأمل
إن قلت: صلاة
نازعتني إليك سجدة
وإن قلت: قربا
نازعتني قدماي في الخطو
أبرهن لمن يبلغه القصيد نزعة سحاباتها ترتعد
تخبرني لحظة القزح وما زالت الألوان تبدد في وهجها غفوة الهمم
هذا مقام للعزة فيه نقيم ونصلي
ترامت الأطراف ومدى العين ڤي الأفق يتسع

لن تسقط كلمة
ولن تسقط قضية
ولن تسقط بندقية
لن يسقط انسان على لسانه ألف كلمة
ولن يسقط أمل تحمل به الف قضية
ولن يسقط رصاص تطرب عند سماعه ألف بندقية

لن نسقط
ولن تسقط حياة في رحمها جنين يقسم أنه شهيد المنية
لن نبكي أحدا
ما دام ملح العين رهين النظم تبيعه في أسواق عربية
لن نبكي
فرحيل اليوم يخبر انه ما زال خلف الستار ينتظر يقظة وحرية
لن نبكي
الأسماء تخبرنا انها باقية وأن الأرض حضن في فصولها الأخيرة