مهاجر احتاج كل الألوان

أحتاج كل الألوان
وكل المجاذف
وكل القوارب
أحتاج لحظة صمت تسكن العود
وعينا تنظر نفسها خلف المرايا
أحتاج ما تحتاج الفراشات من أجنحة تحلق بها
وبسمة تعانق شفاها تنطق بين لواحظ اللمى

أحتاج أكتب أبيات وسطورا
أجتاز على مراكبهن البحر إليك

أحتاج رسما يتراءى بكل الوان القزح
ويضم طرفة الغيم في جوانح السماء
أبدي من القول ما تجود به اللحظات
وما يجود به الفكر
لأجتاز منك كل اهداء تطمئن به النفس

أيتها الأيقون
لك السلام
ولك الصباح
ولك من الليل غمسة حلم ودثار

أحتاج ما يطبب الجوى
ويطوف بي بين المدائن
ومدينتي
أيتها الحرف الهادل على كل المسميات
فيك القصيد يهلل
وفيك السجى مع الليل يطمئن

شادية الصباح

هل أكتبك في شغف القصيد
وأسكنك لهفة المقال؟
يا شادية الصباح تحرسك الفراشات وطرفة عينها العذرية
هل اكتبك وحرفي خجول لا يقوى على مجاراة النبض في دفقات الاحساس؟
ألوذ بذات قواميس تسعفني بذات حرف يشفي سجية الورد والأعناب
هل اكتب عن كأس يثمل  الغيمات والأبعاد؟
أيتها الأفق المتسعة في عين صباحي
هل اكتبك مع كأس نرشف؟
هل اكتبك كما كنت
وكما انت؟
هل أكتبك طيفا يتلون بقزحه في ظلال السماء؟
ايتها الحرف السرمدي
والكلمة الشاملة
والعبارة التي تثري همهمة الأقلام
سأكتبك حرفا للشڤاء أدونه في شراييني

نبكي
وعلى من نبكي
نبكي على أرض
على وطن
على طفولتنا
على أم كانت في رحمها تحضننا
نبكي
وفي دمعتنا ملوحة بحر
وفي دفقها سيال الفرات ينهمر
نبكي على نيل باتت روافده يتيمة
وعلى بردى بات بدماء الأحرار ملطخا
نبكي ويا ليت الأبعاد تجتمع ڤي أفق المدى
ولحن الناي يتردد مع خطوات تشق غبار الصدى
نبكي وما زالت أحلام الطفولة وطنا
وما زالت بلاد العرب تجمعنا
فيا ذات وطن
نزفنا من جرح لا يندمل
وجراح الأفق يتعمق صفحة الخرائط
فهل تكفكف دمعة السحابات الحبلى
فبات المخاض مؤلما
وغزة تنتظر ولادة حياة تبتهل
أيها الليل الصامت في مساء الهسهسة
تتنافى فيك المواضع والجنبات متخالفة
تقرضنا الحياة بعض آية
وآهات الطفل تكظم قيظا يتعمق
لا يجدي الأمل سكرة تحتضر
تحشرج الانفاس والحنجرة ولهت بذات الملثم
متى الأحرار تكشف عن وجهها فصبابة العين رؤيا الصبح والصباح

هل أقفل

هل أقفل حديثا يسعى بين السطور  
وفي لحنه ترتيل الخطاب؟

أيتها السمراء في بواكير الأماني
لك السنا تسكنه الصباحات والمساءات
يشدني لون القزح المترامي
وعلى الجبين سدول الوقار
هل أقفل ما بين ثغري الحروف؟
وزهو اللون صفرة تسكنها الأبعاد  في رفعة العنان
قرر
هل أقفل؟
بات صباحي ومسائي
فيهما الدجى  يبدد الجوى ولحظة النسيان
هل أقفل صفحات السجال
وأنهي من قواميس الفعل خطابي؟
هذا يخبر
وهذا مع النور يبدد الظلمات
ما بال السنين بتارة
بين مدها وجزرها للشوق أعتاب

أيها الليل المسافر بنا
لك من الأخبار  منازلها
تأتي وفي الخوافي أسرار البيان
تأتي باللحظات ما ذكر منها ولحظتي الآمال فيض النبوءات
هل أقفل رسالة خطها المداد المتراخي؟
هذا يقين عهد
مع الصبر يزجي السحاب

نخط بعضا منا ونخفي بعضا منا
وما بينهما الأطيار تحلق
فيا ايتها السحابات امطري صبرنا
واغدقي الفراشات نور الوهج

عنفوان وصمود
وحبر بلون الدم يفور
حبر وصمود
ومداد البحر بين جفاف وشجون
بأي الصلات اذكر عروبة من خذلوا؟
وبأي فرات أروي حبات الرمل العطشى؟
موال الوطن بالله يعتصم
سبعون عام يتردد مع الاغتراب صداه
حكاية تسردها الأطيار حين تعول وحين تعود
تذكر الطيف الهادل فوق الأغصان
فيا ذات النوح
أي الأكباد أبكي
وأي الأوطان أعود؟
باتت غزة مخاضا عسيرا في يوم موعود
تنتظر الصيحة أن تأتي من قريب صبحها بالبشرى
يا موطن الأحرار !
في محرابك صلب ألف مسيح
متى القيام أيها الشهيد؟
متى القيام لمن صلب على شرفات المدائن؟
ننتظر أن تعرج قامات الصبر بذات النور
لحظاتنا تطول بين اقبال ونفور
عنفوان ينصهر في بواتق الصمود
غزة تخبر جنينها لنا في الميقات سعي ونشور
برهنات في القواميس بين حروفها مد يطول
فهل تجزرنا الجاذبية وينحصر البحر المتدفق في الوريد؟
يا غزة لا تلومي من فقئت عيناه وسمعه ضاقت به الحدود
تصهل خيول العزة من شمال وجنوب
وخانيونس آيات الصمود
يعتصرني الأمل وطيري في بواتق القاذفات يرمي حجارة السجيل

يغتالني حرف القصيد
ويغتالني الوتر وعود
فيا ذات ليل فيك الأنوار تحتضر وفيك نجم العين في ذبول
هذه الآمال على الأوتار نعزفها
تجمع الألحان في قيثارة والصدى في مداها يتردد
فهل أبوح بذات ألم بين الجوانح ويسكن الصدور؟
سأتلوا من الكتاب آية للنور تضيء صدر جنين من حبله السري ينتشي حبا وسرورا
يا ذات هجر!
تهجرني المواليد في شروق وغروب
طال انتظاري في ليل تسهد عينه البتول
عذراء تجتابني إلهاما حين صباح الشموس
فهل وطن الاغتراب يعود؟
الصرح عال يمرج النظرات الطوال
أكتب
وفيك كتابتي عزة لن تبور
أكتب
وما بين صمت وصمت تنطق الحروف
فهل يجدي البيان؟
فيا غزة الموروث
يستجديك العمر أن تبقين قبلة على وجنة وعهود
أفتي نفسي بك حبا والشوق يمتد بين شريان ووريد
تلهمني الصيحات أن أكتب وفي سجيتي الصباح ما زال مولود

ساعديني أصمت

ساعديني أصمت
حتى لا أظل في الهجر عنادا
ساعديني في لحظتي
في أزمان النشور
وفي كل مقام
ساعديني
الصمت بلسم رهين أسفار يطوف بها خيالي
يتردد مع همس حنجرتي ويطوق القول برعمة لساني
في مقام التقى تبحر نظرة
وفي مقام الزهد تجلي الصلاة
أيا لغة للنور تلهم سجية الأفكار
ساعديني كي ابقى مع القلب يقينا
ومع النبض روحا تسعى بين وريد وشريان
تغدو بي الصيحة حين شروق قاربه الغد يروض بحر الهيام
تجوب الذكريات أعماق المدى
ولحظ الدار يردد موال الصبا

أيا أيقونة مرصعة في وهج السنا
علميني كل حروف الصمت
فنطفة العمر بين هلالين ترسو
تحلق الأيام في مدى الليل ما بين أقدار تصيب وتندب
هذا بيان الدعوات يردد
متى يا دار تعودين حدود الحمى في كل الصباحات؟

عنوان

اي عنوان أختار لعنفوان
وحدود؟
أي عنوان للزمن أختار والدقائق تعانق لهفة بين الجفون؟

في الظلال رسوم القزح يثمل العنفوان
يخمر مع رنيم الحناجر وتصبو المعازف إليه في جوقة السرور
للشمس صورة الأوطان
أكتبها عنوانا فيه الوفاء يحمل للجنين العنفوان

يعتصر في داخلي العنب فراتا على وتر الملاذ
آهة مع القدر ترتحل
تغيب سنوات الصبر والفصول تجترها الأقلام
يمتد بي ذات اليقين
فيا ذات النور
الحروف بين السطور تبتهل

الشين شراع يستتر
والفاء فيروز منه البحر دفق ينهمر
أعنون الموال في صفاء السلسبيل
هل يثمل المدى
ويطرق الهمس للرجاء أعتابه؟
ما دمت العنفوان
فيكفي الغيمات من كأسها الندى العطر يرتوي

مرة واحدة

مرة واحدة في تجسد الهيام
هنا ملهم أو هناك
تجاوز النهر ضفافه
هناك برهان وذكرى
يقين يتجذر واعلان
مرة واحدة في ذكراك سيال ومن المداد يتدفق الشغف
يكتب سيرة هلالية ويكتب مقاما عذريا
مرة واحدة نتجاوز البحر وكل الأبعاد تراءت
خطوطها والانعكاسات
بأي التفاصيل أذكر نفسا تعكس في المرايا وهج نفسي؟
تعزف وطنا
تعزف أبعادا سرمدية
وفي ذات الناي نهم ليل وسمر
يا ذاتا تجسدت اديم السماء
تروي الشغف فراتا من فرات
صبابتي تزداد حين ترقب
وأنا ما زلت طفلا حبلي السري
يعيد لليل سروجا
وللأزهار يعيد ألوان القزح
عذراء تهب الطهر لعطرها الملطخ بثغرات الندى
تمطر المسافات عبقا وتهب الزهرة فتونها
يسكنني هسيس الليل وتسكنني وشوشة الأقلام
أكتب ولي مع الحبر لحظة
ورمش منتصب
وعنق وجسد
تتفتح الورود على الوجنات بكل لون ترتسم

من بين الشفاه نور
ونطق فيه الفاء فوز البداية

فهل ألوذ بحروف للأبجد تمتد بين ثمالة السنين والطرب

مرة واحدة على عتبات العمر ألمس عنان المسمى
أتهجى نفسي في مقامه
وعلى الأوتار تعزف الخصلات ألف موال

عابرون

يقين مع البدء
وانا أكتب رسالة النفس مع نفسي
أستجدي المساءات
كل المساءات ليتجلى الغيم في أعاليه
أصمت مع دعاء يسبق العاصفة
في العزف شغف
وفي ترديد الهمس صهيل وانفعال
أتساءل:
هل تعود المآلات من حيث يبدأ المشوار؟
عابرة تسعى بين وهاد وذرى تعلو وترتفع
فهل يترجل الفارس؟
شهريار رفقا بذات ورد يتنفس ويزهر
رفقا بالأقلام في لهفة الملاحم
هذي يميني تستل ريشتها وتناغي بصمات النسائم
مع الصمت أجدد عهدي
فيا صباح قزح يربو بين صفحات العمائم
لا تلومي اليقين المسافر
لا تلومي خطوطا تستلقي فوق عباب ينهمر

بعد الغياب شروق وشمس تملأ الكون ضياء
ما بعد الغفوة شقشقة النور خلف النوافذ
انشراح ڤي صدر الغيم يحمل الجنين على جناحين في كبد الهواجس
يا ذات مساء وذات صباح
ما بين العبور
وطن في ذاته يتمدد في لجج البوادر

واحة الربيع

يا من تسكنين كل الحروف
وكل حدود الشمس في واحة الربيع
فيك الحروف مكتوبة بالوهج في الظلال بين السطور

التاريخ يحده الإدراك حين مبرة لذات تكني نفسها عابرة إلى ندب الصدور
تمنيني الأيام والسحابة تحملها النسمات فوق العناوين على مر العصور
لا تلمني أيها القلم حين مغازلة الأوطان ذات شمال وذات يمين
الزمان غاية في النجوى
ترتوي من حبله السري أجنة لا يرهقها توالي السنين
أيتها الماثلة أمام المرايا!!
في ثناياك الدر يرتوي عزة من عبق الفتون
هناك تسكن سجية الأمل
حيث يقيم المجد بين أجفان الحنين
أيها الوطن المعنا في عين الشمس
نهديك اليقين
سلامي يكفيني في لهف عابر يأتي وصالا يجتاز الوتين

قولي سلاما

قولي لنورسة تطوف حول العنان
القلب بين ضلوعه يتمدد
والسلام رسول نذر للحب الهيام
بأي الألوان أدثر الحواس ؟
الشغف يرسم القزح درجات على جبين العمر ويمني الفيروز بالرهاف

أهمس خاطرتي لصمت يدنو من خافقي
وأكتب حرفي جوهر المداد
السلام لا يبرح جسد السندباد في ذهاب وإياب
نعتصر أنفسنا بين كفي الرحى
تدور بنا
والمشعل كوكب دري
يتردد بين مد عجول وانحصار خافت الضياء
هاك يدي أيتها العابرة حدود الربيع
المسافات تحتضن خطو الثبات في عين الشمس
الوطن يلوح أمامنا
من جبين البحر إلى الوجنات
هل أذكر تفاصيل الليل الساهر خلف الستار؟
ما بال السلام يأتي صلات الجهر
في الصباحات
وفي كل اللحظات
الصهيل من حنجرة الخيل يسكن الأوراد
يتردد بي وأنا الساكن فوق هودج الحلم
ساكن جباله والعرين ينتشي بالشوق زعترة
ومن عنب الكأس يختمر الفؤاد
المدى أفق رحب يرتحل فيه صوت الناي
ويلقي على الذرى نغمة الأفنان
أيها الوطن
وأيتها العنقاء
تتشابك الرؤى في توارد الأفكار
نلتقي على صفحة العزة ويتجذر السلام في خوافي الأسطر والكلمات

لست إلا أنا
وما أتمناه أن تكوني مرآة الصباح
لست إلا أنا
وما بعد الأماني يسود الرجا
الحروف تجتر المداد
والأقلام تجترها الرحى
وما بين وبين
سطوات تقضم نظيراتها
والأتون يفني اعواد توت ورمان
بين ذا وذاك
أبيت مع الغفوة
وبين حرف يأتي وآخر ننساه
ينبض القلب
ويسكن في سكون الآه
يتجافى الليل مع النهار
يمتزجان
ينصهران
وما بين إقبال وإقبال
تفجر شمس ألوان تحاكي ربيعها
ويبقى للغربة لون بلا ألوان
أيها المساء رفقا بحال تختمر فيها الرؤى
تسكنني بوادر الأمل وأنا مازلت قائما
لي في محراب العابرين تهجد وصلاة
يا هذه المساءات
تصطف النجوم فوق السحاب
وتدنو من فيحاء ورياض
هذه يدي للسلام
أفتدي العينين
والطفل في مهد الحشا
يردد لست إلا أنا

هل من يسعف؟

القلب في شغف
في ليله
في صباحه
وفي كل اللحظات يسعفه الفتون
لحظة أهيم
ولحظة أعلن الصيام
هل من يسعف
ويدعو لي جهرا في الوصال؟
البحر يجتاز بي براءة تعتقها السنين
فيروز!!
يا أديم البحر تجلت معك الأسماء
تنشدين الأمل حين لقاء
هل نلتقي؟
هل ينطق الصبر ويسعف حدود لهفتنا؟
تتكدس النظرات
وتتلاطم الموجات
فيا أيتها البيارق على صدر الزمن
يكفيك توهجا
فعين الشموس تشرق
والصباح يسعف فجاجة الصدور

فارسة الأحلام

بكل ألوانها تجلت
وبكل الحلل في السماء وما بين الغيمات تراءت كنجمة بغارها تكللت
تهوى الخيل في الترحال بين رواقات الفؤاد
وتعتلي الذرى في صحوة البدر حين يكتمل

مع الأوطان اتخذت الشروق مقاما
ومع القلوب اتخذت للجنان عمادا
أسميها .. فينطق الشوق اسما يبلسم الجراح من ترياق ريقها
ندية الوجنات وذات المزن يرسم التفاصيل على غيمها
تأتي والحياء شرعة تناغي أبجديات للصمت بقميص يواري الخفايا
فارسة الأحلام والشدو يعلو في سماها
تردد الألحان في طرب ويطفو الموج على صفحات بحرها
يذكرها الليل
يذكرها الصباح
وجفن العين يأوي عمق السواقي
فارسة بكل الألوان
بيضاء الملامح
محجلة العيون
مذيلة القوافي
تهدل مع القيثار وشهد الثغر عطر من أقحوان
أسميها
فتأتي الأنباء تردد اسمها
ايتها الياسمين
على ربوة الصدر تنامت أفنان وأزهار
تنثرين الطيب من أنفاسك
زفرة زفرة
وتحلقين مع الأطيار مرج البطاح
ألبي حين يدعوني الأمل
وتحت ملاية الزمن رعشة الشريان
بأي الأوصاف أجاري الوله في الأصفاد؟
وبأي الأوصاف أجاري فتون الليل في الأسحار؟
أستفيق مع الجوارح حين الليل يقضم للعود أوتاره
ليلة وألف ليلة
وما زال الصياح ينتظر الصباح
غايتي أبني للعزة مقاما يأوي مقلة الأجفان
يأويني مع النسمات وحين اللقاء يرصد الانغام
يا هذه
يبقى اسمك البراءة والنوال
ويبقى عمري رهين الصحوة والمنار
فهل نلهو مع رشفة الترياق حين يشفي وتينا حافظ الأسرار؟

إليك أيتها البحر

إليك أيتها البحر
أرى نفسي فيك
وأرى في عينيك البحر يتسع
إليك يا غاية تسكن نفسي
ويا غاية تأوي شجون الليل في العيون
فيك أنا مسافر
ومعك اسعى بين انجم وأقمار
إليك يا حاضنة الدفء بين الضلوع
يا نبضا يسري في أوردتي والشرايين
أحبك في صباحاتك
وفي مساءاتك
أحبك كنورس يأوي إلى بحره الممتد بين العيون والرموش
يا جنة فيها العيون
كنت احيا
وعلى نهم الحياة أحييتني طفلا
وها
أنا ما زلت فيك أرتجي للحب ندفة أمل
يا كل الأبعاد
ومرآة نفسي
يا عنوانا لكل العناوين
هاك يدي
وهاك القلب وصلا لكل وصال

الظل والظلال
وجحافل العابرين
وأطياف المارة تلقي نظرتها السلام

الظل وأنت
زهرات على وجناتهما تتفتح
تناغي النسيم تارة
وتارة يقطفها العبث
ويبقى الليل مدرسة فيها حقائب الزمن
يبقى يقينا بين الخطوات
ههنا باقون
نردد مع الزعتر حكايات
ونستدعي الأم تلقي النظرة على وطن يحتضر
باهت قزح الليل خلف ستار تتجهم المآلات في عينه
فهل يغزل خيوط الشمس لترسم دمعة طفل
في مهد المغارة؟

حفنة من تراب
ورمق يحجبه الأفق
تحيينا القطرة والندفة من كبرياء
أحيا في وطن السلام
وموطن فيه الهالة بين أحضانها قيامة وصلاة
هل أستجدي أن تبقى للنسك عنوانا على مدى النظرات؟
تعدو الأماني
وذات الخيل تحملنا من وهاد إلى وهاد
تعلو بنا مع الموج والشوق يسكن الأوراد
فهل تمطرنا الليالي؟
وهل تسمعنا القيثارة الأنغام
ما زلت مع النايات
يجترها سهاد الليل وتفتي غربتها عسعسة المدار

رسائل في الذاكرة

أستحضرك امام مرآة العين
وأكشف ما بين الصفحات من أسرار
يرمقني في صباح الشمس
خصلات شعرك الذهبية
ومراسم العيون العسلية
في كل حي
في كل مدينة
للورد عاشقة وللملامح فتون
يستهويك رشفة خمر يونانية
تكشف عن ملامحها الفتية
من يونان إلى سودان
جورجيت
يجحف ما كان عند ولاية السلطان
يهجر الاهل وانت مع الذكرى يتجسدك المكان
أختصر مضامين الخطاب
عن ذات حب يفارق المكان
ما بين السؤال والجواب
في الأثر لوعة الفؤاد تستعر
لحظات انتظار لرسائله المحنطة
فهل تأتي مع النسيم المعلق؟

تطوف القلوب في شوارعها العتيقة
وتغزل عباءة الطهر لنظرة في أرجائها ألف صلاة مستقبلية
كالغيمات رشاقتها
ونحالة  الخصر أعواد وريحان
في كل رهاف تقيم وتتجول
وعلى مرمى النظرة تنتظر الخطاب
تنتظر الجاني على قلبها
سويعات يتبعها سنوات الهيام
أخاطبها بكل لغات الصمت
هل اصبحت عربية؟
وهل عشق اليونان فريد؟
هل أصبحت في الحكايات  الهاما للقلم
وحكايتك موصولة بحبلها السري
ترتوي من نيلها والفرات
ولدت لتحيا معها الحكايات
جورجيت
هل تهبين المعذبين بعض من خصلاتك الذهبية؟
هل تهبين الغيمات هدب عينك العسلية؟

جورجيت
ما بال القهر
يساوي بين الجاني والضحية
هل يجفوك مع القهر هجران؟
ها انا مع المعذبين
أقيم نسكا
وامدد يدي للسلام
اخطو للقرب قارعا اجراس المنية
وأمنيتي فيك حياة وابتهال

حروفي

سأكتب من يمين حروف لغتنا
وأتهجى المعاني من الاسماء
فيا ذات عمر
هل تستطع معي تحملا؟
برز الأفق أمام ناظرة وازداد اتساعه في عين شمس تغيب وتشرق
أمدد يدي للجوري  وأتنفس النسيم بين زهرة وأفنان
سأكتب ذات العهد إلى أوطان الشمس
وإلى عابرة تجتاز بالخطى فيح الأقحوان
سأكتب ما حييت شغف الحروف تحت عباءة في نهرها  طرفة الأوطان تتعمد
عمقي في بحرك يتجسد موطئا تحت ستاره ينحني ويتهجد
يا همس الليل ها أنا في سهاد
أغمض تارة وأستنهض
أجاري غفلة قلب ساهرة
تقسم البعد والذرى تغادر
تكتبني الأيام على جذع زيتونة
موعدا فيه اللقاء يبين
ه‍ل ما زلت تستطيعين الصبر
والترحال يدمي أقدام الصبا؟
الطفل فينا يحبو وعلى الدعامة يتوكؤ
يلقي التحايا للصباح ومشرق
فيه الوقار على الجبين يرصع
للكتاب آيات
وعمري على الصفحات ما زال يكتب
لي برهان في لوعة
يرسو مع الآمال ويطفح
فيه العزم يطاوعني لأثبته
مع اليقين هالة الحقب

باحة الشوق

مع السكون أسكن
ومع دالة الصمت
في باحة الشوق أنتظر
فيا أيتها العابرة هونا
ويا أيتها الأوطان هونا
في سكناك الهون يسكن
في الصباح يدغدغني الأمل
وفي أثر المساء مناجاة تسمر
أقضي مع الزمن غربته
أقضي مع الخطوات تقربا
وفي عزم الصبر أقضي لحظات تعتصم
أيها اليقين في قلب الوطن
في قلب طفل يولد ليكون البطل
استجدي العمر أن يعود بي طفلا على خطاه يستبسل
ألهو بلعبة الحجارة وتسلق الشجر
ألهو مع نظرات في باحة شوق
يستخير لها زأرة منها الهجس ينبعث
العين نور
تروي أغصانا وتغازل الخوافي نواهيها
أعود مع عزف الناي ذاك الشجر
ذاك العماد في ركن الوطن
أبني المقام لصلاة
في ذكرها التسابيح تحضر وتخطر
يا للروعات في محاسنها
في شمس أبدد بها الغشاوة
وحرف الشوق ينطق ويسهب
كلمات تراود شغف الليل
وتهدي شغاف الغصن بواكير الندى
القلب هو قلبي
يتعمد فيه النبض
وذاتي رهينة تهمس للذات وتستوطن
في صمتك وطني جوى القيثار
يعزف اللحن ويتمتم
فهل تأتي أيها القدر
ملبيا شوقي للمدائن والحضر؟
فهل تأتي لحظات
تستوي على صفحتنا وحروفها تكتب؟

وطن النور

في كل العصور
في كل جمال أبحث عنك
پين الوريقات وبين أزهار اللوز أبحث عنك
يا وطن النور
يجمعني فيك ابعاد الشمس
وابعاد النجم في علياء الهبوب
يا ذات النور في البحر
في ذات العشق
في ذات التمرد
تطوف بنا وتحلق ما بين سماء وأرض
أيها المارد في الغوص تسكن بين درة العين وصفنة الجفن
أستفتيك في صلاة وقنوت
أستفتيك بكل كلمة تطبب النزف العميق
يستهويني النور الهادل من ازدحام على ثغر الفتون
فهل تطاوعني السجدة حين اللقاء؟
هل يطاوعني اليقين أن يصبح خبرا حين يتصبب عرق الجبين؟
أيتها الطفلة في مهد الدلال
بين يديك صفحات كتبت بالتبر وتعبقت بالرياحين
امدد يدي
والسؤال لحظة تعزفها النايات في صباح يقترب
تشدني قيثارة الأفنان
والورد في الاشتهاء يرتوي عنبا وشرابا
يا سائلي من أكون؟
أخبرني عن جواب بين السواقي
أبحث عنه
بين غربة واغتراب
أخبرني عن وطن النور
وعن أبعاد عين طرفها يحتضن أسفار النور

لك عهدي

سأكتب لك عهدي
مع باقات الود أهدي
سأكتب وطنا في العروق
نبضه في خلجتي يجري
قالوا لي عن كل اسم
فقلت
اسمك مع. نور الضياء يسري
ترسمين على الأوراق بهجة
وفي الأسماع همس ليل
ها أنا منه أتكحل

سأكتب الكلمات
وطوقي في مدى العين
يغانج الأسمر
سأكتب
أنني مع عهدك عهد
وأنني للباقات ما زلت أعشق
تذكرني ليلة أراقب نجمها
بين السحاب يتهجد ويتودد
قلت يا ليلى
فكان الرد :
يا قيس هذا الكأس بين شفاه الحب يتمرمر
فهل أسلوك يا ليلتي؟
تغلفي الأبعاد بلهفة في عمقها الشوق آيات
إلهامها غيث يتقطر
لا تهجري الزمان
يدور بي ثمة إليك يتقرب
هاتي يدك مبسوطة
وهاتي المداد منه
استهدي هدب العين
واسجد لله وأتأهب

يا قلبي
يا دستور صفحتي وكياني
يأتيني ذكرك
يأتيني طيفك
غادة في ربيع العمر
في يدها الورد باقات باقات
تسمي نفسها والشوق نبراس يضيء
بأي آيات الشكر أذكر وطني في وطنها
وبأي الآيات أجهر بإسمها
تنادي غيماتها لتمطر
وياتي السحاب نديا ما بين ثغرها والغاب
سيدة الحب
عذرية الهوى
تبلغ هسيس الليل في الاعماق
وتبلغ الصهللات في سباق وعتاق
متى يا عمر يكلل الورد قوس قزح
وينشق الصدر بالأعباق
مدينتي الفاضلة انت
مدينة الوارد والمورود
فهل أرث من معين الصبر آية؟
وأجدد الوعد حين الرؤيا
مع صبرنا تتوارث الأفعال