منتدى الأقصى للابداع و التميز
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم

نسعد بتسجيلك معنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الأقصى للابداع و التميز
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم

نسعد بتسجيلك معنا
منتدى الأقصى للابداع و التميز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بين الضمير والنفس بقلم الكاتب صخر العزة

اذهب الى الأسفل

بين الضمير والنفس بقلم الكاتب صخر العزة Empty بين الضمير والنفس بقلم الكاتب صخر العزة

مُساهمة من طرف محمود قباجة الأحد أبريل 21, 2024 3:33 pm

بــيــن الــضــمــيــر والــنــفــس
في داخل الذات البشرية صفتان أو ميزتان تحكمان تصرفاته وتوجهاته ، فإما توجهانهُ إلى الخير والصلاح ، وأما أن تأخذانه إلى عالم الضلال والشرور ، وهاتان الصفتان تحكمان توجهاته ، حسبُ ما فُطر وتربى عليه منذ نشأته الأولى ، وبهما يكون صلاحه وصلاح مجتمعه أو عكس ذلك المعصية والشرور والدمار والخراب له ولمجتمعه الذي يعيشُ فيه.
هاتان الصفتان هما الضمير والنفس ، فهما اللتان تحددان مصير حياة البشر ومصير المجتمعات التي يعيشون بها ، وما هي الصفة الأكثر تأثيراً على الإنسان وتصرفاته ؟ وما العوامل التي تجعل هذه الصفات إما للخير أو للشر ؟ ولنبدأ جولتنا بدايةً مع الضمير ، وكيف له أن يقود الإنسان إلى الفضيلة والخير ، وإما إلى الرذيلة واقتراف الشر والذنوب والمعاصي ؟! فما هو الضمير ؟!!
الضمير هو القوة الروحانية التي تحكم مواقف الإنسان وتفكيره ، وهو منحة وهبها الله للإنسان يدله به على الخير والشرف ، وكيف للمرء أن يكسب الرضا والراحة النفسية ؟!!! ويتحدد مصير الإنسان بضميره بما تربى عليه من أخلاقٍ وقيم حميدة ، ومدى ارتباطه بقيمه الدينية ، هي التي تهذب النفس وتوجهها إلى اختيار الأفضل من خير وصلاح ، وعكس ذلك الإنزلاق في المعاصي والآثام ، قال تعالى في سورة الإنسان – الآية 3 : {إِنَّا هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًا } والضمير الحي هو مجموعة القيم النبيلة والأخلاق السامية التي تنطوي عليها قلوبنا وعقولنا منذ النشأة الأولى والموجودة فينا بالفطرة السوية السليمة وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها ، وأعلى مكانة بين البشر من يصل به صفاء النفس وسمو الروح إلى درجة عاليةٍ رفيعة وهم الرُسل صلوات الله وسلامهُ عليهم ، الذين هم حملة الرسالات السموية ، لإيقاظ الضمير الإنساني من سباته وتوجيهه إلى الخير والهدى والصلاح وتنزيه النفس البشرية عن كل الموبقات ، قال تعالى في سورة الروم – الآية30 : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } فالإنسان يقترب إلى الكمال كلما كان ضميره حياً ويقظاً ، ويوجه النفس للإبتعاد عن كل أدران الحياة ، عن ابن حنبل في مسنده - قول رسول الله صلى الله عليه وسلم مُخاطباً وابصة: (يا وابصة أخبرك أو تسألني، قلت: لا بل أخبرني ، فقال: جئت تسألني عن البر والإثم ، فقال: نعم فجمع أنامله فجعل ينكت بهن في صدري ويقول: يا وابصة استفت قلبك واستفت نفسك ، ثلاث مرات ، البر ما اطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك) فالضمير الحي هو العاصم من كل الشوائب والأدران ، وهو المتحكم في الإنسان ومصيره كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في القلب ، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ ألا وإن في الجسد مُضغة إذا صلحُت صلُح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كُله ، ألا وهي القلب ) فصلاح الإنسان بعمله مُرتبطٌ بصلاح قلبه ، قال الله تعالى في سورة الحج – الآية 46 : { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } ففي هذه الآية الكريمة بين الله عزَّ وجلْ أن القلب هو مركز الأوامر التي تمُر على الدماغ فيرتبها ويجهزها ويرسلها إلى القلب ، فهنا يبين الله عزَّ وجلْ أن العمى ليس عمى البصر ، وإنما عمى البصيرة المرتبطة بالقلب ، فإذا النفسُ فقدت بصيرتها ، فقدت القوة والخير ، والمقصود بالقلب هنا ليس بالمعنى المعنوي لجهاز القلب الذي يضخ الدم ويغذي جسد الإنسان ، بل هو لطيفةٌ ربانية تتحكم بتصرفات الإنسان وانقياد النفس لها بخيرها أو شرها ، وكما قال الدكتور عبدالكريم دهينة : ( بإن حقيقة الإنسان في إدراكه وعلمه ومعارفه ، وبها خوطب من الله ، وكُلِف بسببها جوزي خيراً أو شراً ، أنه النور الداخلي المُدرك للحقائق ) .
ولكن يجبُ علينا مما ورد وذكرته أن الضمير ليس وحده هم المتحكم ، بل أنه يرتبطُ إرتباطاً وثيقاً بالنفس الإنسانية ، فالقلب والنفس هما المكونان للضمير الإنساني ، والنفس البشرية لها ثلاثةُ أوجه ، وهي كما يلي :
أولاً : النفس المطمئنة وهي التي تتعارض مع الشهوات ، وترضى بما قسمهُ الله ، وقد صدَّقت وعد ربها ووعيده ، فايقنت به وعملت به ، وقد ذكرها الله عزَّ وجل في القرآن الكريم بقوله تعالى : في سورة الفجر – الآية 27 : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }
ثانياً : النفس اللوامة :هي النفس التي تترنح بين الخير والشر، تغالب شهواتها تارة وتسقط في حمأة المعصية تارة، وصاحبها تتأرجح بين اللوم لنفسه، ثم يتوب ويؤوب ، قال تعالى في سورة القيامة– الآية 2 : { وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ } وهذه النفس طيبة لأن الضمير يؤنبها ويرجعها إلى الحق
ثالثاً :النفس الأمارة بالسوء : وهي النفس التي تدعو إلى المعصية وارتكاب الموبقات ، وتدفع صاحبها إلى ارتكاب المعاصي وتزيين الشهوات ، والإيقاع به في المُهلكات ، قال تعالى في سورة يوسف – الآية 53 : { إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي }.
وختاماً بعد كل ذلك نقول أن سلوك الإنسان تتحكم فيه ما انفطرت عليه نفسه من أخلاقٍ وتربيةٍ دينية ، ومن بيئةٍ تتحكم فيه وفي ممارساته العقلية والنفسية ، وكل ذلك يكون بتوافق الضمير مع النفس .
إن ما يحدث في عالمنا من حروب وشرور ودمار مرجعه إلى فقدان الضمير ، الذي بغيابه ، تُصبح النفوس البشرية ، لا تمت بصلة إلى فطرتها التي فطرها الله عليها ، فما يحدث في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص من الص هاينة الم جرمين ، الذين لا ينتمون لمعنى الإنسانية بشيء هم وأعوانهم من دول الغرب الذين يفتقدون للإخلاق ولا يعطون اعتباراً للأديان ، فضمائرهم ميتة ، فلن تردعهم نفوسهم التي فُطرت على الإجرام من ارتكاب المجازر والقتل والدمار ، فهم فاقدون للضمير الإنساني القادر على التمييز بين الخطأ والصواب ، وبين الحق والباطل ، ولا يوجد نفوس طيبة تلومهم على ما يقترفون وتلتزم بتعاليم الله لتردعهم عن الباطل ، لأن النفس اللوامة هي التي تردع الإنسان وتكون رقيباً على أعماله وتصرفاته وسلوكياته الخاطئة ، وكل ذلك ينسحب على المجتمعات ككل ، لأن الفرد هو المكون لهذا المجتمع ، فالقوانين لن تكون هي الرادعة ، إذا كان ينقصها من يردعها عن الفساد ، وستكون النفس الأمارة بالسوء هي المسيطرة لأنها متعلقة بأمور الدنيا وبمصالحها ، ولهذا فإن الضمير بحاجة إلى مرجعية تحكمه لتهذب النفس وتوجهها إلى التمييز بين الخير والشر ، وهذه المرجعية هي الأخلاق والدين ، والضمير الحي هو الذي يمنع النفس من ارتكاب السوء ، ويردعها عن ارتكاب المعاصي والشرور ويدعو النفس إلى الإستقامة والنزاهة ، فالنفس المؤمنة تحكمها قاعدة الشرع ، والأخلاق الحميدة ، وأما النفس الكافرة فتحكمها المصالح والأهواء ، قال تعالى في سورة البقرة – الآية 286 : { لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } وهنا يُحدد الله الوجهة الإنسانية حسب أعمالها وسلوكياتها فلها ما كسبت أي من توجهٍ للخير ، وعليها ما اكتسبت إن كان اتجاهها للشر ، وهذا يعني أن كل نفسٍ مرهونة بما تعمل من سلوكيات في حياتها إن كان شراً أو خيراً ، وهذا ما انفطرت عليه نفوس الص هاينة وأعوانهم الم جرمين من دول الغرب ، الذين ماتت ضمائرهم وتحجرت في نفوسهم المشاعر الإنسانية ، وتبعهم المت خاذلون من أمة العروبة والإسلام وذلك لضعف دينهم وإيمانهم ، ولكن الله العزيز القدير ، سيُحاسب كل قوى الشر والمت خاذلين معهم على أعمالهم ، وما اقترفوه بحق شعب مظلوم وأعزل ، قال تعالى في سورة المدثر – الآية 38 : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }
وفي النهاية أقول إن الله يُمهل ولا يُهمل ، ونحن نُريد أمراً ونستعجله ، ولكن الله يريدُ أمراً آخر ، لتتهيأ الظروف والأحوال ليقع أمر الله ويُنزل عقابهُ على من طغوا وبغوا ، ولا شيء على الله ببعيد ، قال تعالى في سورة يوسف – الاية 21 : { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } ولا ندري بأي لحظة يأتي أمر الله ليُحق الحق ، وينصف المظلوم ، قال تعالى في سورة الطلاق – الاية 1 : { لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا }

صخر محمد حسين العزة
عمان – الأردن
20/4/2024
محمود قباجة
محمود قباجة
مديـــــــر عـــــــــــام
مديـــــــر عـــــــــــام

عدد المساهمات : 2329
نقاط : 8476
الاصوات : 29
تاريخ التسجيل : 17/06/2014
العمر : 54
الموقع : فلسطين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى