مهاجر كيف أبدأ

كيف أبدأ

سحابات عشقي أنت
وبحري الهادر أنت
وكنفي وأكنافي أنت
تختزلي أبعاد الشمس فيك
في بياراتك
في كرومك
في حدائقك المترامية والحواكير الغناء
أنت منارة السماء وقبلة عشقي
فمن تكونين؟؟
أأسميك؟؟؟؟
ما بال العالم يحسدني في صلاتي
في نسكي
في سعيي
في هرولتي وترحالي!!؟؟
هل أعلن براءتي من كل الهاربين والمساومين والمشعوذين؟؟
هل أصلي على رفات الموتى والدمعات الخجلى؟؟؟؟
لا يضيمني ظلم وأنا
أنتشي الأعباق من روحك
ومن أنفاس الحرية
هيامي نشوة تعمقت لوعة المداعبة لصدرك

يا من تسكنين أوصال كوني وإلهامي
متى نغدو كطائرين يسموان رفعة بين الفراقد
ثرياك أنوار
وهديك قربى
ألتمظ من بين ثناياك برشامي وشفائي
تعلو بي المقادير وأنت أنت
مرآة السكون والشجون
ألهو مع صبابتي
وأنتحب مع شذرات تكدست بين أجفان العيون

كيف أبدأ رحلتي معك
مع الحروف
أم مع النجوم الصافات في سماء رؤياك؟؟
كيف أبدأ
مع هواجس تسكن حلم الليل
أم مع حاد في صباحه يردد غنوة الشوق؟؟؟

يا صباح التهليل والترويد
يا صلاة تعمقتني في سجدة الخلود
ألملم بقاياي من خلجات الزمن
خلية خلية
أتابع نفسي لعلي أعوم بين نواجذ بحرك اللجاج

*** لجاج...واسع وعظيم****

تصدقني ذات التوهج

انصهر الزمان مع زماني
وعمري رهين أنا به بين الأحجيات
مغازلتي تفرش ضياءها للقمر
وتنفث أنفاس الصباح في ذات تراقصت على وتر التأرجح
هل أستقيم في رشفي قهوتها
أم أبادل النسمات ارتعاشة ليل في هسيس غفت أجفانه
يا ليل الصب متى الورد يتفتح بين أمصار ووهاد
بات السهاد يجفى الجفن المخضب بحمرته
والعين يباغتها عوار التجهم

أستميح الصدر عذرا أن يتبرج لرؤية طفل بات رهين المواجع
يشكو تارة وتارة على نفسه يترحم
يسامر الذات الولهى بحب ينبت بين خلجات التودد
فهل أشفى ان تعمقت بطهر البتول
وسعيت بين صفا النفس ومروى المقام

لست بالقداسة لأحتمل
ولست بنبي يرى في المنام أنجما له تسجد
أنا الطيف يراود صبر الحدود ومجاز التمني
ألتحم نغما مع ترويدة العمر
أناغي عنوة جروحا تعمقت السطور
وأشهد النفس لتكتبني بين الفواصل قصيدة عذرية
أذكر مناقب الحسن موالا
ومزاياه لا أبتذل

حروفك من زهرات الورد لها اشتقاق
أكاملها حين صباح
وصياح الديك يتردد بين مآذن الطهر
أرفع كفي بالمقام مناجيا
أتهجد
واستخارتي متى يوم اللقاء؟؟

سيدتي الوطن المحاصر
وطن السندريلا في ذات السنابل
تقاوم التوجس في ذات خمرة
تجفو الثمالة في العرق
ويرهقها القد المترنح
تستميلني في ذات للسمر
أتقدم مع الرقصات
وتصدقني نبوءة الناسك كنف الزهرات

إلى وطن رسالتي
من دمي أكتب نبرات حروفها
أحملها في جعبتي
من مكان يهجرني إلى مكان نفسي تهجره
أحملها بيدي وعنواني رحيل إلى حيث اقتراب

إلى وطن كتبت عنفوانا من أجاج بحره يرتوي
دمعات تجلجل
وترسم أخدودا على الوجنات ينتحب
تلقن العائمين دروسا من سواقي الصمت ضجرا تنزف

إلى وطن همست النايات بحة صوت
والشجون يتعمق الصدى بين ذهاب الغيم والإياب
تبرهن اللحظات على من تكون
والأنفاس غضة في ذات تنهمر
ألوذ وسكينتي تبلسمني
عند قرار الوغد والوعد

إلى وطن شددت الرحال
وأنا منه أقترب
أرتحل فتجذبني الدقات
والخفقات
وتجذبني سويعات جالستها وجالستني
أتعبق الرياحين والأقحوان من بياض السريرة يبتهج
أستميح السيارة عذرا أن يخبروني
كيف الرحيل وحبلي السري ما زال وريد الوصل منه يلتهب؟

إلى وطن باتت أمنياتي وأحجياتي
تتساقط التداعيات في خريفها
ويوم ربيع تهدي فيروزها لصباحات فيها البحر بأكاليل غار يتكلل
تجالسني
تلتحفني
وأنا من قهوتها عتق الزمان أرتشف

هل أمضي مع الأعوام وخفقي بداخلي يغرق ويغرق؟؟
أغوتني تفاصيل الزمن ونهود العمر على جدائل الشموس ترتسم
بأي الإتجاهات أقتدي في صلاتي
ما عاد في جعبتي غير منديل أتلحفه فيضم جنوحي



.**غض...طري**

مجازفة

واعدتني
فكانت لهوا احتواه مسام الورق
واعدت نفسي على الصبر
فنازعتني المرايا على وهن يسكن أضلعي
شاخت العيون فلم تبصر سوى زيف رسم على تويجات الورد
سيدتي
غلبتني شقاوتك وعشقك الفريد يلهمني
تذكرين حبك الماثل أمام الأبواب
وخبرا معلقا على غصن الصولجان
أقرأه بعينين وفكر السجية يلاحقني
نظرة على الكلمات المتقاطعة
ونظرة تلتمس من فنجانك شغفا ملهما للشقاوة
وأنت أنت
أخذتك الثمالة مني
وأخذك البعاد عني
أقترب خطوة والشوك يتعمق أخمصي
أنزعه ...
فيباغتني ألم بكل إتجاه يطوقني
أرتشف القهوة
فتلازمني المطببة لجرحي
أنعتها بالأميرة فتتربع على صدري الأنات
وتنعتني بفاصلة بين مبتدأ وخبر
يجترني الحنين وأنا أبرهن على صدقي
أعاتب
فأجد نفسي غارقة في سيال انفعال
تتجهمني نبرة عبوس وتلمظني نواجذ تغترس
في شبق يسكنه هديل التمني

اورفيوس يقرع أجراس الألم

في زمن الحب عزف
وفي الهيام رؤيا الحور
يتساءلون عني من أكون ؟؟
تجمعني خيوط الحكاية من زمن فيه تشريع النهود
القلب أعلن التمرد واستحضر النيات في ميقات وقنوت
في المقام صلاة
وفي الركن صلاة
وفي الرؤى صلاة
أورفيوس هل تقرع الأجراس وتعزف اللحن الجميل؟؟
متى تستنهض روحا لتعود إلى حاظرة
يحيي الإله فيها جسدا لحورية أحبت العزف
والتحقت بركب الفتون؟؟

أورفيوس هل تنظر العين لبارئها وتتمرد على وعد وكتاب؟
لم يعد اللوع يحتمل فراقا والبحر تجاوز الزبد مداه
أقرع الأجراس وكنهوت الليل يعشش في الأذهان
أصلي وقبلة العين رحاب تسكنه مناك

أوريديس عودي لذاك المحب واغمسي كفيك بذات تتوهج على الصفحات وحناء
القدر رهين المواجع
وأنا وأنت رهينان في موطن الشوق
نرفع الأكف عساه الورد يتفتح
وعساه الوطن للمحب يعود
هل يعفو الإله عن هفوة وتنظر العين إلى رجائها؟؟
إن جنحت المنية فلي مع الترحال موطن ومآل



...اورفيوس .... ابن اله الموسيقى
اوريديس....حورية

بلادي

تصلي فيك الرايات حسنا
وأنا أردد في كنائسي صلاة وترانيما
أقرع أجراسها ونظرتي بين مد يطال المآذن وجزر يحتضن الحنين

يا ذات قلب بين جوانحه نابضا
ترجلت مني جوارح الفتى
وركني مقام فيه تجليات الرؤى
سآوي إلى ذات حسن
أسميتها وطنا من نيلها يرتوي فراتا

يعربي ذاك المد في عروقي
أبلغ به عنان السماء
وأجاهر به تفاخرا في فض الخصام

كيف أصف الهواجس
وأنفاسي تجوس أبعاد الجوى؟؟
تلمظ لوعتها
ولهفة الشوق قاب قوسين أو أدنى
أحاكي ليلي والصباح ينتشر سعيا بين أهداب المنى


بلادي لها حدود الشمس
ومن جبينها تفرعت خصلات الفتون
ألقت على المحبين أثقالا
وأسفاري بين غربة واغتراب
سآوي إلى ركن حيث أنت
ولي مع الصبر انتظار
أسلمت نفسي
وبايعت الله على الرضا
فلا حدود تباعد البلاد عن أقمارها
والكوكب الدري يضاء فتيله من زيتونها
فهل أجازف ان اعلنت مودة
وقلت
آيات الكتاب تهذب نفسي وأقلامها

ما بال أهل الأرض يقطعون أصابعهم ان ذكرت اسمك
وان تجلى على مسامعهم ذكر زهرة للمدائن

لا أخشى في هواك لائمة
ما دام التشريع برهانا لذاته وقافية

آخر ملاذ

آخر ملاذ وبداية البدايات
أوطان للسكون وهدأة الأنفاس
تجمعني قسمة قسمة
ونبضة نبضة
تفتنني بهمس ينصهر مع الحنين
أعدو فيها خلف فراشات مزركشة
هذا لون يجذبني
وهذا لون يسكنني
أقطف روح اللون من جبل ومن مرج لأرسمه عنوانا لأشعاري

متى أشرب من كؤوس الهوى؟
عساه يحضرني طيف تلو طيف
تبددني تنهيدة وتعيدني النغمات لحنا يعزفه قيثار وعود
ما زالت الدنيا تعيد نفسها تكرارا مرارا
بين النهايات بداية
نون للنسوة وتاء للتأنيث
لهما في الخلج صرح فيه تخفقان
تهزانني كغصن التوت ليتساقط حبات حبات
في كل حبة شهد يذوب مع رشف المسامات
ميادين تتعقبني خطوة خطوة
تجوسني بين امتحان العمر وبرهنة الأزمان
سيدتي
أعلنت ولائي للقديسات
أصلي لهن وأمتهن الزهد في الغرام
هل لي مقام فيه للعين نظرة؟؟
هل لي بيعات وولاء؟؟
وهل لي عوم في بحر اللجاج؟؟
كيف ألقاك في فضاء النجم
نظرة العين تهوي مع الفؤاد؟؟
تتكلل الحواس ببياض السريرة وتبتسم مع الرجاء
آخر الدنيا أم نبض البدايات أنت؟؟
الخيار أنت في الصباح والمساء
أغمض عيني تعففا ليسكنها حلم البدايات
رقصة غجرية تلهمني
وأنا سندباد الأسفار
أهوى الحسن في عين وشفاه
طوافتان بين الكرمات
قطوف تدنو والثريات في سمائها معلقة
تضيء باحات شوقي وفي قرارها تسكنني الهمسات

ماذا يكون جوابي

ماذا يكون جوابي
وماذا تكون أحجيتي
أنام ليلي وأصحو مع همس الكلمات
أجاري الجمال الآتي من هنا أو من هناك
قالوا : طفلة في ثوب القصيد
قالوا: وطنا يحابي نظم الكلمات
وقولي ما زال في الروض رياحينا وما زال الياسمين يتسلق الجدران
طفلة في ثوب البراءة والقصيد نبض في عروقي والهيام

سيدة الحروف
ها أنا مكبل بين يدي الغرام
ألقي نظرتي عسى أن تلقف من فجها العميق شواهدا لرسالتي
أفتح عيني في صباح وطني
في صباح الأقحوان والدحنون
أفتح عيني
فتخبرني النوارس عن عشق يافا وحيفا
تخبرني
وشطآن بحري باتت رسما على الوجنات
هالة أنت للضياء تسبرين كل عمق
وتسملين الطيف جدائلا للمعلقات
هذي قصيدي وأنت لوطني قصيد
أغازلك في غدو الفجر ومع صحو العبرات
أحجيتي في كتاب
في قاموس
في لحن الكلمات

إلى أين؟

إلى أين تأخذني ؟؟
إلى أين تحملني الأجنحة والبطون مترهلة؟؟
إلى أين الوجود يسير وشمسي في الأفق تلوح بمنديلها المزركش
إلى أين ذاك المقر وإلى أين المفر؟
بات القلب خفاقا بين جوانحه وشريان الدرب طويل
استجمع أطيافا من طيف اللازورد
من طيف القزح في سماء النور
أتهجى الكلمات والحروف تتهجى المعاني في صمت بحره يناغم التجذيف
بلا اتجاه تسير المراكب وشجون العين تندف أكدار الظنون
أخاطر الذات في صبابة المواويل وأجتاز صحراءنا بين صفحات طي وتقويم
صعلكة الزمان أبواق تجوب فلاتها
تراود الصدى العذول
وتختصر بنود القيثارات المترددة في عزف السلام

من هنا أم من هناك يأتي بالرايات؟
الخطب يردد اللوعة في وصل الخطاب
استجدي الفاتحين من بني الانسان
استجدي الأقلام
أستجدي من يرسم المجد أبلجا على الصفحات في وضح النهار
الوطن في العروق يجاري الذبذبات المنصهرة في كل خلية وديار

أيتها الليالي في خضم العمر تهويل
يستطرد فينا وحدود المكان قداسة وتمجيد
أميل لذات تصهل مع شمس الصباح والنفس لقدسها تميل
أستطيب ماءها الفرات
و أستطيب هواءها المخصب بنفحات عروس الجنان
ذكريات تمخر عباب الرجاحة
أصلي يوم نشور والقيامة روح وانبعاث
تدق الأسماع بنسك للصلاة والعين يتوهج بها الهلال
أبيت بين ركني الموالاة ومقامي خدر فيه مهد البداية
تراتيل الزمان آيات
أيوب يعلن الصبر على المواجع
والنار بردا للسلام
ثكلتنا الجوارح والجراح تعمقت زيتونا وأعنابا
مخاض عسير يدغدغ الحواشي
والولادة أنوار بعد عصر وانجاب

........
الابلج واسع الجبين

جراح

للمساء اطلالة
وللجراح اطلالة مع الأنوار
تأتي مع غدوة الشرود بأخبار حسون وجلنار
تأتي وتنثر مع الرياحين أعباقا
ذكرى مع الأيام تجوس جولات حسن وصولات
سنان السهام حين يصيب الجراح قاتل
يسبي الدمعات وفي المرامي يعدو ويتحنجل

درويش!!
أودعت المنايا حبرا يخطه قلمي
كلمات من عمري وكلمات من تباريح وأشواق
الزمن دوار
لا عجلات توقفه بين الزحام
يتجاوز الشفق خطبي
حرز يتلحف العباءات وأنا مازلت جاهدا نفسي على العتاب
ترنيمة في مقام النسك أرددها
صلاة تلو صلاة وأنا حائر
أردد آيات زهد وألقي حجرا من فيه الهياتم

سيدتي
تجاوزتني السنون والأغنيات تتردد صدى بين قامتي والسحاب
فهل تعود ذكرى النجوم مع الأذكار؟؟
جراح العمر عميق في غاية النسيان

أضحى الفكر ضحلا
يجف عند الزلزلات
أراهن على البأس لا الغياب
أراهن على ذات سياق ومكسب الورد ألوان طيف تطوق الجياد

فهل أوفيت العهد
بين ركن وقيام؟؟
استميح عذرا للدلالات
فمجازي استعارة من قاموس الييان

....
هياتم......فرخ الصقر

طوق البحور

أكتب عن البحور قصة هوى بحروف ارسمها دثارا للمنى
رايات وأعلام
والطوق من أقحوان على جيد الغلا

باتت الرؤى تسكن أحلام الصباح
اعدد مناقب الزمان
وأحجيات البوادر من فرات ترتوي
أبوح بخاطري للشموس في فجر فتي
وفي ليل الناي أعزف لحن الشرود

يا هذه السماء اقتربي من زهرة المولد
اقتربي من خلود يعشش في الذات
أجمع خلايا زماني وألقي بها بحور شعر من تردد الصدى
قالوا ليلى في السيرات مكللة
والمظفر يحمي الجوانح من لفح يستعر
قالوا عبلة في مراسم الزهد تهوى عنترة
وبلقيس للنبي تقسم بالوفا
من يهبني قلبا أسكنه
ويسكنني في كل لحظة أمحو بها زفرة تؤلم

متى يا قلب تبوح بسر يخالج الأسرار في جنح يتكلم؟؟
تلهمني
وتفتح نوافذي شرعا
صبحي مازال بقيده مصفدا
صلاتي في تهجدي تتفتح مع النسمات كزهرة
هي وطن النور
تشعل قنديل الذات والعهد يبقى مبرما

أأسميك وأنت في أوصال القصيد تتمدد؟؟
أأسميك
وكل اسم للحسن بك كان ألبقا؟؟
أعود من غربتي ولحظ عيني
من الأوطان يرتوي صبابة القرب
تلهمي بشغف الكتابة وشعري شغوف ببحر يظل في عين الأبلج

مع النسيم أسدل على الجبين أورادا
ورد به ومنه للخصلات ارتواء
وورد يكلل الجبين بهبات السما
هاك سلام القلب
وهاك يميني تكفي الأحمال
نفك القيود سوية
ونبدد الصعاب في تورية الظلال

بين الكلمات

بين الكلمات رصدت دعائم القرار
أخفيها
أو لا أكاد أخفيها
أجتاز بها العباب بين تهجير وتهجير
يحل في الزمانات ألف تهجير
يأخذني لغربة الخيام والشوق في خلاياه لم يجف
باتت العروق مخرومة
تنزف قدرها اليتيم
ويتصبب من الخواصر هزال الجنوح

بين الكلمات عزيمة القرار
أتوسد سطورها مع دفء يلازم مصير غاية أدركها ما بين غوص وتجذيف
هلامي ذاك البحر
أغرف منه فلا أكاد ارتوي
أمنحه نبضات من عروقي
نبضة تجتاز المنارات الماثلة بصمت
ونبضة تعلن نسكها في جناح السكينة
أستجدي بها ما كان يلازم الغروب من توهج في توارد الشفق

يا هذه القصيدة
يا هذه التفاعيل
أستدرج نفسي بنفسي
أحوم وقواميس قصيدي كلمات تمخر كأس الورد
تمتد بين صفحات الأبجد
تغزلني خيطا تلو خيط في عباءة تدثر حقب الوهج
أعلن الصلاة في ميقات التقرب
أجراس الفؤاد تقرع
وطبول العزيمة تردد سجع الصدى

بين الكلمات نقاط ذات شجن
يعزفها الناي على شاطئ الفيروز
غربة يا بلدي
عن جبالك
عن سهلك
عن بحرك
عن طائر في سمائك يغازل النوار العبق

قالوا الأهل أنت والوطن
قالوا للشمس أبعاد الديكارت
تتهجى خرير نهر يجاري العذب الفرات
يجاري لوعة السندباد
أميل لذات أجهشت في جوقة الطرب
بتول تعلن تمردا
وسنان الجوارح يصيب ويتلعثم

كل شيء تغير

كل شيء تغير
طعم قهوتك تغير
ومذاق الشهد في القطوف المدلاة تغير


الدعاء تغير
والصلاة يتيمة في زمن يجهل الوفاء ويتوعد

الأبعاد تغيرت
وأسوار العزلة بين المدائن رسمها تمحور

أصبح للشمس حدود
ورسوم الظلام في العينين تعمق

العجول فاغر فاه أمام فاتنة
والبحر يقذف الزبد من ثغر السنان ويتمرمر

القصص تغيرت عناصرها
والهايكو يأتي ببرهان يلوم شجون الناي ويتذمر

التاريخ بلا تقويم
والجغرافيا تمقت التجزئات في لجة بحر وخلجان المدى تتحوصل

الرياح تيه يحمل السحاب
وميقات النجم يئن يوم حج وفي الصلاة تقهقر

نصوم مع الحجر في ليل ونهار
والزكاة تردفها ذات بخصلة الجفاء وتتمنن


ننام مع السبات
فهل يصحوا الكرام ويعلقوا أجراسا للفداء لتترنم

عيون الشمس

تسحرني عيون الشمس وابتهالات
تدندن للفراشات لحنا يطرب الليالي
في غمرة صيف
في زهوة انفعال
للبحر موجات تعلو مراتبه
وللهدير انفعال يستحوذني
تجنح بي الخطوب
فتدركني ذات عين في لهف وشوق

أراك
فتخبرني سجية الورود عن مواطن
سكنتها في ريعان يطوقه نور المشاعل
تنهل مني
تنهل من قاموسي أشواق وتورد العزائم صبرا يبرح فجاج الغيظ
هلمي أيتها السنديانة
هلمي إلى مضجع يحفه الطيف
أباغت بك الأحمال ما عظمت
وأجثم على مسعى الرجاحة والخوف
ليلي سرمدي يحتضن بدره
والثريا ناصعة في حلكة التعفف

إياك أعني يا حورية البحر
يا زهرة بالنور وقارا تترصع
أنحني لذات تكللت بالتاج رفعة
ناصعة الجبين في دثار التفرد
هسيس الليل في جوقها صادح
ووتر العود لذوقها يردد الطرب

معراج الهوى

هل أسميك الروح
وأنت القلب مسكنه
زهرة للعين وفي كل الميادين
مرساك
ناجيت ليلي فكان للسريرة همس الرجاء
كالضياء قباب الروح في ساح وفي خلج النوى

تجافت الذكرى ونبض الحلم يسعى بين صفح الهدى والرؤى على مد النهى
صلاة في ميادين العشق وروية الفؤاد من نخب يستقي رحيق الشفاء
يا روح الروح
يا مدينة السلام
يا روح من صلى
أصلي فيك خمسا وقيامة النبيين من مصلاك
عروج ونبض القلب يرقاك
فيك زقاق وباب الأهلين من مغرب يرعاك
أيها العابرون وأيها الماكثون
مقامات تشهد والروابط عامرة
أهلون ماكثون وسمات العز وشم لا يبرح الصولات
أرضي للهوى نذر
وللفداء تضحيات من بذر الصبا
أستفتح بآيات الكتاب مباركا
لأم باركتها ذكريات الورى
تلهمني ذات السواري ونهود الكرامة ترضعني
يقينا وصبرا
على ذراعيها توسدت أحلامي وغفوتي تسكنها الأماني
هل أناديك وأنت للمهجة عنوان الوفاء
قالوا وما قولهم يجدي للفعال
هل تبغي وطنا أم كنزا من فيض الثراء
هل تبغي عزة أم غفوة مع النعام تحت شمس اللظى
سأجتاز حدود العمر ملوحا بهام يجفى مكانا في غربة الأوطان

يا ذات ليل

يا ذات ليل فيك النجوم تسطع
فيك الثريا
وذات الحسن تسكن المهج
يا ذات ليل فيك أقحمت ذات العيون نفسي
عنوان أهدى لي من المكرمات اسمي
ووشح السنام بطوق لاح فيه للمدى أنوار الكرام
أستخير وفي التقى روية الزاهد
ناديت أما تحاكي هواجسا
تتجسد في الفتون قصيدها والقوافي تناغي مروجها والوهاد
أبلغتني من وحي الروح هداية
والسلام نور تردفه الخوافي
ساريات تعرجها للوطن الأماني
فيه اغتراب
وغربة الأفلاذ ملاذها عودة الأجران
أعوام تهادت والسنون تتجسد العنوان
أأعود إلى السبيل وأنت العهد والوفى؟؟
أأعود وغصن الزيتون داني
يا هذه الأرض
أحنو إلى ذات تعمقت جوانحي
أنا الفتى أهذي
وأنت الشذى في كؤوس امتنان
عنفوان أنت في الظلال تهجدت
ومسعى الفؤاد بين النجود يستجديه المقام
في كل لحظة ابتسامة
وعبوس الورى تصفده قواميس وحسبان
أستميحك عذرا أن تبقي لي وطنا
تشرق شمسه
والغروب فيه يعانق صفحة الوجنات
عروس بحر أهذي ليلي بإسمها
وزهرة الفردوس للجنان عزاء
أفتي عمري للشروق وقفا لها
والقيامات في مهد الغروب تحيي سنابلا وأفنانا
فيك الورود على الوجنات تفتحت
تبلسم الجراح في عمق ناي وعلى الدقات قلب العنود يخفق
هذي صحافي أسلمتها مناصفة
وأبقيت كلا بيننا في ذات ليله لا نفترق
تعزفني المواقيت
وما زلت فيك أصطبر

عروج الأسفار

أيا محتلا جادت بك الأماني والسطوة تجوس فواصل الهذيان
أستوحي من مجون النفس غاية فيها هداية والنبض يشجي كياني
أستوحي من الصبابات فكرا ونور العين يقين ذاتي
تعرجني ذات المحاسن وعقلي يتهجى الحروف من نطق الكلام
سيدتي
أنا العدول فيك لا أسلم لغير ربي
هداني
فكانت النجوى فداك
أجمع خيوط الشمس لباسا
فيه المحاسن تربو في جنان الفتون
أيقونة في بحر السلام زادت بها الكائنات توهجا
تلهم الصبر صبرا
وعروج أسفاري رؤى اليقين
أوطان غاية النساك من شروق المجد إلى غروبه
يسكنها الجوى بين الجوانح
وإرادة الحر من الجذوات لا تلين

هل تركت الشعر؟؟

هل تركت الشعر أم ماذا؟؟
هل تركت الروح وأنت عليها مؤتمن
غادرت القوافي قواميس الأزمنة والأمكنة وما زلت أنتظر منك ترويدة تطفئ لهيب الأشجان
حرقة ....
ألم ....
يجوسان أعماق الزهر في صدري
وتسألين
هل غادرت نهج القصيدة في بردى الأحلام
يا ذات النورس في عين البحر
أبيضك شابه سواد اللون
تحلق من فوق ذراك
وما زال البحر يستقطب الغريب والداني
من عام يقضي عمرا
من أعوام وليال توالي
أستخير في صلاتي تقربا
وأنت توقدي للتوهج مقادير الكلام
هل أسميك الملاك من سماء نزل في ليلة مباركة؟
أم ماذا أسمي ذات النجم حين يطوف بحسبان؟
يا ذات ليل بالمكرمات تغدق وتستر
فيك المرايا تعكس للصدى أعذب الألحان
يعاودني الصبر
وأنا بأصفر اللون تلوذ عيناي بعينيك
تسألني
وما زالت الأشعار تبلسم الوجدان

عنونيني وانت عنوان العناوين
عنوني الذات وارسمي البحر أيقونة بحبر من سماء
في ذات المحابر آيات تترا
وفي ذات النجم ضياء يلامس فيح الفضاء
أبحر في سماءات وأنهل من خصب السنابل حبات من وفاء
يطعن بي السن
خمسون ويزيد ربي من التبريك أعواما خصابا
تلتحفني الفصول والشيب فيه الوقار
أبحر بين السواقي والأوراد
وأرتشف الكؤوس من أيدي الأشهاد
فهل تعودي يا أيتها الشمس الوجلى وتلتحقي بالركاب
خاضت الأسفار وريد الشوق في وصلي
أبرهن على صدق الديكارت وحدود موطني تمتد في شريان يجري فيه الفرات

بين الخفايا

من بين الخفايا
كان الانبعاث وكانت الحياة
كانت الطمأنينة وهدأة الروح في الأنفاس
تبحر بنا الأمواج واليم يمخر العباب
ونحن...
نستدرج الصبر وذات الزمهرير في صولجان التكوين
أيام تعصف يتبعها الهدوء وذات اليقين في صفحة المرايا
نلملم بقايا الزمن وبقايا دثار من خيوط الشمس
نعلن طواعية عن قدرنا المكبوت
وذات الليل الداكن يسدل الحلكة في عروق الظل
نستخير في الأسحار ونبرهن على صدق النبوءات
قلب العاشق دليل
ونور العين يقين في رؤياه

هو القريب البعيد

هو زائري وأنا فيه مهرول بين شروق فجر وغروب
زائري يأتي بكفين للعطايا يحملان الورود
أدخل أقفاصه
ويكبلني بقيد الحرير
ينعتني بالكبرياء وأنا الغريب
القريب منه والبعيد
الساعي كطفل بين مراميه
أجتر القيظ في الحشى ولهيبي من هوس السنين
قالوا عنه حكايات وألفية ولامية
وجدارية حياة معلقة على صفحات الجنون
جعلوه محفوظا وذكره في الكتاب تكتمه السنين
هو الفصيح حين يجاري الصبح ليل الساهرين
يطوق الغجريات بأطواق من در البحر
ويستلهم الناسك في بحر هجين
أتوب وليس لي عنه بتوبة
يغمرني بنعمائه ويظلل الجبين بنور اليقين
أفصح به
أفصح عن ما يجول بي من رؤيا حق في أحلامي بين تين وزيتون
لا أقسم به
والقسم بالحق ثبوت اليقين
هذا هو
نسميه كما سماه الراحلون وكما يسميه الحاضرون
هذا هو وليد لحظ عند ولادة الجنى من رحم الأرض في عزم ولين
هو الشوق
وأنا
وهي
عنونات تمتد بين قريب وبعيد

بلا عنوان

بلا عنوان وأنت الوطن
بلا عنوان يحوم الفينيق في ميادين السهر
بلا عنوان وجهة القدر في عيون تملكتني في سهادها
بلا عنوان أطياف النجوم تجوس مدارك الرؤى
بين القيامة والمقام
أسعى وتسعى بين مهدي الجفون نظرة الخلان
نقترب ونفترق بلا عنوان عند محطة الأكوان
بلا عنوان ترددات الصدى ترتحل بين الذرى والسفوح
هنا صوت ناي يغازلني
وهناك للعود ألحان تهمس للصهيل وتناغي هسهسة ليل الصرير
بلا عنوان تكتبني الأبعاد بلونها الزمردي على سطور الانفعال
نذرت نفسي كي أكون قربانا لذات المواجع
تخزني بأشواك الورد
كي أكون لها أو لا أكون
أجتر الصمت عندما تنشدني ذكرى الموالد
تنشدني وأنشد المحابر والأقلام
أكتب والبحر مداد الروح في صدري
يتلحفني السلام وأنا أنشد كل الألوان وكل الأوطان
يتلحفني والأنظار شاخصة أمام مهد طفل تخر له الجباه والأذقان
فهل أباغت شوقي؟
هل أسكن لهفتي؟
البيادر صولجان ذاكرة
فيها السنابل تحتضن حبات حب
حبات خير وعطاء
أمتهن بين الصفحات نبوءة العرافات
أقرأ فنجانا وألوح بكف الاشتياق
أقرأ
وذات لهفي غروب يسكنه الشروق بعد ميعاد ولقاء

للشمس عزف ناي

للشمس عزف وعذراء خطبي بتول في محراب التوحد
بيدها منجل لأحلامها وأيقونة التطريز من على صدر الحجب
تنادي طربا
أيا خيل الركاب تمردي!!
هذا سجالي من شعر الموارد أقتبس
تغدو به السجية بين رهافة وبين انفعال
أخاطب الورد في سقياه حيث الجراح يطبب
يا هذه المواطن خلف الظلال وما بين الإتجاهات
يحاكيني السكون في هدأة الأماني وأنا ألملم أعواد الانثيال
على أسوار حكايتي زهرة
عنونتها للمدائن قداسة الأفنان
أتهجى الحروف من أقحوان فوق الصخور والرمال
ألفظه يقينا من اسم تجذرت معانيه
فيه الخصال من عزفها حنجرات الوتر تترنم
هذه أقصوصة الأزمان ما زلت أرددها
عشتار تلقي سهاما وجنين الخافقين يأتمر
يعود مخضبا بعد جراحه ومبسمه على صفحة الآنام بصمه ينفعل
تعالي أيتها الأيل إلى ربوع المراعي
لنرتوي من فرات وفي الوهاد نصلي ونعظم

في ذات دمعة

تندفها وجنة الثريا
تمطرها الأقمار هنا
أو هناك
وذات ليل يسامرها وتسامره
أبحث عنها من بين المعاني
من بين الخصال
وألوذ بذات سارية تعلو موجات بحر
من خلجها ينسكب النهم
يجثم على صدرها المكتظ بالآهات
هذه لائمة تجتر طرفة عين
وهذا للعهد تبرير
يجفو للعين دفئها الممتد بين أجفان الهدول
تطرح سؤلها للعابرين
متى يستفيق الصباح بمنديله من بين الغيوم؟
ومتى تلثم الضياء منابر الظلام؟
تراكمات تجثو فوق كاهل السنين
والوسم شامة للندب تحفرها الترهات أخدودا بين أسدية الرهان في خصلات الجنين
أبحث وذات ليلى لا تندمل جراحها
تندب القيظ وعلامات السفور في ترويدة طفل ينهم غيظه
وذات ظفر يتجاوز حد السنان في الوتين
ألظم العهد بواتقا من نور
وأرتهن
لتوبة وغفران
أستميح الدارات عذرا
فوصل الجنان يردفه الحنين