كانت طفلة في ذاكرتي

كانت طفلتة في ذاكرتي

كانت مع ظلمة الليل تجتر سويعات من القلب بادت في حزمة الألم.
تسعف نفسها بالنظر إلى الشاشات الملونة والبحث عن صديق يحمل معها عبء السفر.
في المركب تعوم أفكارها فوق صفحة الماء، تارة تختلط مع الزبد وتارة تغوص في الأعماق،
في اللحظات الأخيرة يتكرر المشهد ممزوجا بدمعات العين المنصهرة في ملوحة البحر.
تعلو ما بين موج وموج أحلام الطفولة ، فيوما تلقي الورد على المارة ويوما تركض بين شجيرات ترتسم الأسماء في المواسم على جذوعها.
في الصباح تلهمها الزقزقات وفي ليلها صدى الناي يخالط الهسهسات.
تفتح النوافذ وتقفلها ، تلتفت إلى كل الجهات
وتتعامد نظرتها مع جميع المحاور،
كل الالتقاطات تصب في أحلامها زركشات وزخرفات.
فهل تعود يوما تلك المسلوبة من حضن طفلة ترقص مع لعبتها وتغني في حفلة الأعياد؟.
هل يتنازل السيد ذو الشنب والعصا المتموجة عن غيظه المجبول بشرقية التعجرف والقسوة،
هل الأسئلة تجدي إذا تعلقت بين سماء وأرض.
في الصباح تتكرر الطقوس، تفتح عينيها وتسبح في خوافيها مع الأمل، تجهل في صلاتها وتختمها بالدعاء السرمدي المدوي في أروقة المكان.
في ذات برهة تتصفح مسودات الذاكرة وتفتح شبكة'' الواي فاي'' لتندمج مع الصفحات وتطمئن على الأصدقاء من كل الأمصار لتجد طلبا جديدا به تزداد قائمة الصداقة تجددا.
رسالة ذات طابع خاص وحروف لم تأت من قبل، تلفت الانتباه وتدعو الفكر ليتعمقالوجدان.
إحساس غريب يدق النوافذ ويدعو لاستخارة القلوب،
هل هي يا ترى تكون؟
سنوات والخبر ليس يقينا مدفونا مع الرفات،
ابعثي صورة لأراك
فتجيب من خلف الستارات
لا لا
كيف أرسلها لمن لا اعرف؟
يتكرر الطلب والإجابات تتفاوت بين قبول ورفض
في لحظة باهتة غيبوبة تجتاز كل الحواس،
إلهي
هل أنا في حقيقة أم أعاود نهاية فلم هندي
أو أذاكر نهاية رواية بوليسية
أنت بنيتي التي غابت عن عيني!!!
ما أجملك!!!
كبرتي أعواما وما زلت كالنسمة العليلة
أخبريني
يا فرحتي وسروري
هل أنت حقيقة أم خيال؟