منتدى الأقصى للابداع و التميز
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم

نسعد بتسجيلك معنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الأقصى للابداع و التميز
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم

نسعد بتسجيلك معنا
منتدى الأقصى للابداع و التميز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

غربة وعودة 33

اذهب الى الأسفل

غربة وعودة 33 Empty غربة وعودة 33

مُساهمة من طرف محمود قباجة الخميس مارس 07, 2024 9:07 am

غربة 33

يشتد الحصار ويزداد التنكيل بأهل البلدة والبلدات المجاورة
فالطائرات تقصف كل جسم يتحرك والزوارق تقصف كل جسم يحاول الاقتراب من البحر
والمدافع والدبابات ڤه‍ي لا تدع معلما على سطح الأرض دون أن تحدث فيه تدميرا سواء كاملا أو جزئيا.
أم عائد كغيرها من الناس تنظر إلى المشاهد من على شاشات التلفزة أو تسمع بعض القصص من الأخبار الواردة من هنا وهناك.
الأمر يزداد شدة وقساوة فالنساء ضحايا والشيوخ ضحايا والأطفال يتناثرون أشلاء ممزقة.
حتى بيوت العبادة من مساجد ومن كنائس لم تسلم من همجية العدوان.
تتساءل أم عائد وكعادتها ودموعها تنهمر بغزارة على وجنتيها من هول الفواجع والعيون غرقت بدمعها حزنا وألما.
تسأل عن الذنب الذي قد ارتكبه أطفال الخداج الذين قذفتهم الأرحام من هول المصاب وشدة القصف والخوف.
تسأل والاسئلة تتوالى.
تسأل عن المستشفيات وعن المدارس وأماكن ايواء المشردين
بأي ذنب يستهدف الجاني الجميع وينكل بهم؟
أم عائد أصبحت في صراع مع النفس فهي تقف وتترقب من بعد ومن كل الاتجاهات لعلها تجد من يسعفها ويمسك بيدها ويد من فقد عزيزا أو وطنا.
عين تنظر إلى المكلومين والمشردين وعين تنظر إلى من يحمل سلاحه ليقاوم العدو الغاشم.
عيون ام عائد يقظة كالعادة وأذنها لا تفارق صوت المذياع، في كل لحظة تنتظر خبرا  ما بين مؤلم ومفرح.
تأتي الأخبار والأنباء تأتي تباعا.
ويزداد الألم عندما تأتي أخبار الحصار حول البلدات التي لم تتمكن من ادخال مقومات الحياة لتسد بها حاجة النساء والشيوخ والأطفال
لا ماء
لا دواء
لا كهرباء
لا غذاء
شعب يقهر بالحرمان
يقهر بالخذلان
شعب في سجن مغلق
يأتيه الموت والجوع من كل مكان
حصار يفوق الوصف
فقد يعجز الصديق مد يد العون أو ادخال بعض ما يسد الحاجة والرمق.
أم عائد تستنهض نفسها وتستنهض كل من تراه من حولها
تصيح
تصرخ
تندب نفسها
وتندب من فيه بعض كبرياء وفيه بعض نخوة وشهامة
هل من مغيث؟
هل من مسعف؟
هل من يضمد جراحات المكلومين؟
هل ...وهل!
وكل سؤال ينتظر جوابا.
الأخبار تتوالى والمجازر تتكرر، الجميع يلهث من العطش وينتظر لقمة تسد فجوة من فجوات الجوع.
مجاعة تسود البلدات والجياع تصيح وتصرخ
ولا حياة لمن تنادي.
ڤي ذات صلاح جاءت البشرى والجميع ينتظر الفرج
أخبار عن معونات تأتي من الجو في حين البر معطل ولا يجرؤ أحد من ادخال المساعدة من البر
تأتي المساعدات من الجو وتنزل في المظلات
فبعضها يسعفها الحظ بالوصول إلى المنكوبين من الأهالي، وبعضها لا يحالفه الحظ وينزل في البحر تلتقطه الأسماك الجائعة.
لم تنتهي المأساة  فهناك من غلبه الجوع وهرولت به المنية ليزاحم الآلاف ليحصل على بعض من قوته
والبعض قد يفشل من الحصول بسبب التدافع.
العدو ما زال يجثو بغيظه ويستعد للقنص لكل من هب ودب.
وتستمر المعاناة والقتل والتشريد مستمر
وتتساءل أم عائد
هل الناس إلى تهجير جديد؟
وإلى اين الوجهة الجديدة؟
ام عايد تبقى مع الأمل وتنتظر كل صباح خبرا جديدا
يعيد لها بوصلة الطريق لتعود من حيث خرجت مع والدها العجوز الذي حملت معه مآسي الغربة وما تزال تنتظر.
محمود قباجة
محمود قباجة
مديـــــــر عـــــــــــام
مديـــــــر عـــــــــــام

عدد المساهمات : 2325
نقاط : 8468
الاصوات : 29
تاريخ التسجيل : 17/06/2014
العمر : 54
الموقع : فلسطين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى