منتدى الأقصى للابداع و التميز
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم

نسعد بتسجيلك معنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الأقصى للابداع و التميز
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم

نسعد بتسجيلك معنا
منتدى الأقصى للابداع و التميز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القدس عبر التاريخ بقلم الكاتب صخر العزة

اذهب الى الأسفل

القدس عبر التاريخ بقلم الكاتب صخر العزة Empty القدس عبر التاريخ بقلم الكاتب صخر العزة

مُساهمة من طرف محمود قباجة السبت أبريل 27, 2024 9:23 pm

الــقــدس عــبــر الــتــاريــخ
إعداد :صخر محمد حسين العزة
المقدمة
على مر التاريخ وأمتنا العربية تتعرض لهجماتٍ من الأمم الأخرى ، وكل ذلك بسبب موقع هذه الأمة الإستراتيجية ، ولما فيها من ثرواتٍ حباها الله لها ، فكانت مطمعاً لكل طامعٍ وتحت مسمياتٍ كثيرة ، منها ما ارتدى رداء الدين ، ونخص بالذكر في هذه الهجمات على أمتنا -فلسطين التي لها مكانتها العظيمة لما تتمتع به من موقعٍ يربط قارات العالم الثلاث إفريقيا وآسيا وأوروبا ، بالإضافة إلى مكانتها الدينية في معظم مدنها وخاصة مدينة القدس .
ولهذا وفي خضم الصراع الدائم تبقى القدس وعبر التاريخ هي محور الصراع ، وما كانت معركة طوفان الأقصى التي أرتقى فيه آلاف الشهداء وآلاف الجرحى على يد أحط وأقذر بني البشر الصهاينة الأنجاس أبناء القردة والخنازير إلا من أجلها ومن أجل فلسطين كلها .
وفي يوم القدس العالمي وبغض النظر من أقر هذا اليوم وخصه بها وما صفته ، فالقدس لا تحتاج إلى يوم لتذكرها ، بل هي تسري في دم كل إنسانٍ عربي وكل مسلمٍ حر ، الذي يعرف قيمة أرضها المباركة ، التي وطأ أرضها سيد البشرية سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ومن الأقصى الشريف صعد إلى السموات العُلى في ليلة الإسراء والمعراج ، وكذلك فيها كانت العهدة العمرية التي منحها خليفة رسول الله عمر بن الخطاب إلى المسيحيين فيها وأمنهم على عيالهم وأموالهم وممتلكاتهم.
من أجل ذلك يجب علينا أن نستعرض الحقب التاريخية التي مرت على هذه المدينة العظيمة ودرة المدن القدس .
يرجع تاريخ مدينة القدس إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، في 3000 قبل الميلاد ، حيث اختارها اليبوسيون لتكون عاصمتهم؛ بسبب موقعها المتوسط بين البحر والنهر؛ فحصنوها بالسور من جميع الجهات ،
وقد عُرِف عن ملكها المعروف باسم "ملكي صادق" أنه هو الذي خطط بناءها، وهو الذي استقبل نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما جاء إلى فلسطين ، وقد أظهرت وثائق تل العمارنة الموجودة في المتحف المصري جل هذه الحقائق، وأن العرب ظلوا يشكلون الأكثرية طوال عهود التاريخ ، حتى زمن الاحتلال العبري لفلسطين منذ القرن الحادي عشر ق.م. وقد تعلم الغزاة العبريون فنون الزراعة من العرب (سكان البلاد الأصليين ) وهي بذلك تعد واحدة من أقدم مدن العالم ، وتدل الأسماء الكثيرة التي أطلقت عليها على عمق هذا التاريخ ، وقد أطلقت عليها الشعوب والأمم التي استوطنتها أسماء مختلفة ، فالكنعانيون الذين هاجروا إليها في الألف الثالثة قبل الميلاد أسموها "أورساليم" وتعني مدينة السلام أو مدينة الإله ساليم. واشتقت من هذه التسمية كلمة "أورشليم" التي تنطق بالعبرية "يروشاليم" ومعناها البيت المقدس ، وقد ورد ذكرها في التوارة 680 مرة ، ثم عرفت في العصر اليوناني باسم إيلياء ومعناه بيت الله ، ومن أهم الأعمال التي قام بها الكنعانيون في القدس شق نفق لتأمين وصول المياه إلى داخل المدينة من نبع جيحون الذي يقع في وادي قدرون والذي يعرف اليوم بعين سلوان أو عين الدرج من بقايا مدينة القدس اليبوسية

الجزء الأول

سكان القدس الأصليون
سكنت قبيلة اليبوسيين -أحد البطون الكنعانية العربية- المدينة حوالي عام 2500 ق.م فأطلقوا عليها إسم يبوس ، ورد في عام 1879 قبل الميلاد ألواح مصرية تدعى "نصوص اللعنة" اسم (أورسالم) أي (مدينة السلام) كاسم للمدينة ، وعاد الاسم وتكرر عام 1300ق.م في ألواح (تل العمارنة) حيث كان اليبوسيون العرب يسكنونها في ذلك الحين
1300ق.م-63ق.م
تعرضت المدينة للغزو والاحتلال والتدمير، وشهدت أحداثاً مهمة خلال تلك الفترة؛ حيث احتلها المصريون ، فالإسرائيليون ، فالأشوريون ، فالبابليون ، فالفرس ، فاليونان
العصر الفرعوني (16 – 14 ق.م)
خضعت مدينة القدس للنفوذ المصري الفرعوني بدءاً من القرن 16 ق.م. وفي عهد الملك إخناتون تعرضت لغزو "الخابيرو" وهم قبائل من البدو، ولم يستطع الحاكم المصري عبدي خيبا أن ينتصر عليهم ، فظلت المدينة بأيديهم إلى أن عادت مرة أخرى للنفوذ المصري في عهد الملك سيتي الأول 1317 – 1301 ق.م
العصر اليهودي (977 – 586 ق.م)
دام حكم اليهود للقدس 73 عاماً طوال تاريخها الذي امتد لأكثر من خمسة آلاف سنة. فقد استطاع داود السيطرة على المدينة في عام 977 أو 1000 ق.م وسماها مدينة داود وشيد بها قصراً وعدة حصون ودام حكمه 40 عاماً ، ثم خلفه من بعده ولده سليمان الذي حكمها 33 عاماً
وبعد وفاة سليمان انقسمت الدولة في عهد ابنه رحبعام وأصبحت المدينة تسمى "أورشليم" وهو إسم مشتق من الإسم العربي الكنعاني شاليم أو ساليم الذي أشارت التوراة إلى أنه حاكم عربي يبوسي كان صديقاً لإبراهيم. (سفر التكوين- 14: 18-20، والرسالة إلى العبرانيين في الإنجيل 6:20،7:1-5 )
العصر البابلي (586 – 537 ق.م)
احتل الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني مدينة القدس بعد أن هزم آخر ملوك اليهود صدقيا بن يوشيا عام 586 ق.م ، ونقل من بقي فيها من اليهود أسرى إلى بابل بمن فيهم الملك صدقيا نفسه
العصر الفارسي (537 – 333 ق.م)
ثم سمح الملك الفارسي قورش عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود في بابل بالعودة إلى القدس
العصر اليوناني (333 – 63 ق.م)
استولى الإسكندر الأكبر على فلسطين بما فيها القدس عام 333 ق.م ، وبعد وفاته استمر خلفاؤه المقدونيون والبطالمة في حكم المدينة ، واستولى عليها في العام نفسه بطليموس وضمها مع فلسطين إلى مملكته في مصر عام 323 ق.م. ثم في عام 198 ق.م أصبحت تابعة للسلوقيين في سوريا بعد أن ضمها سيلوكس نيكاتور، وتأثر السكان في تلك الفترة بالحضارة الإغريقية

القدس تحت الحكم الروماني (63 ق.م – 636م)
إستولى القائد الروماني بوميجي على القدس عام 63 ق.م وضمها إلى الإمبراطورية الرومانية وشهد الحكم الروماني للقدس والذي استمر حتى عام 636م حوادث كثيرة، ففي الفترة من 66 إلى 70م قام اليهود في القدس بأعمال شغب وعصيان مدني قمعها الحاكم الروماني تيطس بالقوة فأحرق المدينة وأسر كثيراً من اليهود ، وعادت الأمور إلى طبيعتها في ظل الاحتلال الروماني للمدينة المقدسة ، ثم عاود اليهود التمرد وإعلان العصيان مرتين في عامي 115 و132م وتمكنوا بالفعل من السيطرة على المدينة، إلا أن الإمبراطور الروماني هدريان تعامل معهما بعنف وأسفر ذلك عن تدمير القدس للمرة الثانية، وأخرج اليهود المقيمين فيها ولم يُبق إلا المسيحيين، ثم أمر بتغيير اسم المدينة إلى "إيلياء" واشترط ألا يسكنها يهودي .
واستمرت فترة الحكم الروماني حوالي سبعمائة سنة ( 63ق.م-636م ) وأهم الأحداث التي جرت خلالها هي ظهور المسيح عليه السلام ( حوالي السنة الأولى قبل الميلاد ) ، وفي عام 70م دمرها القاد الروماني تيطس ، ثُم أُعيد تدميرها على يد القائد الروماني هدريان وأنشأ مكانها مدينة ( إيليا كابيتولينا عام139م ) وأُنشئت كنيسة القيامة في القدس عام 335م بعد أن نقل الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول عاصمة الإمبراطورية الرومانية من روما إلى بيزنطة م ، وأعلن المسيحية ديانة رسمية للدولة فكانت نقطة تحول بالنسبة للمسيحيين في القدس حيث بنيت كنيسة القيامة من قبل الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين عام 335 للميلاد، وجُدد البناء بشكله الحالي في القرن 12، وبنيت فوق الجَلجلة، وهي مكان الصخرة التي يعتقد المسيحيون بأن المسيح عليه السلام صُلب عليها.
وبعد ذلك انقسمت الإمبراطورية الرومانية نهائياً إلى إمبراطوريتين، وهما: روما، وبيزنطة ؛ وتبعت القدس للإمبراطورية البيزنطية عام395م
عودة الفرس
انقسمت الإمبراطورية الرومانية عام 395م إلى قسمين متناحرين مما شجع الفرس على الإغارة على القدس ونجحوا في احتلالها في الفترة من 614 إلى 628م، ثم استعادها الرومان مرة أخرى في عام 629م وظلت بأيديهم حتى الفتح الإسلامي عام 636م
الإسراء والمعراج (621م/ 10هـ )
في عام 621م تقريباً شهدت القدس زيارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أسري به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم صعد إلى السماوات العلى
العصر الإسلامي الأول (636 إلى 1072م)
دخل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدينة القدس سنة 636 /15 هـ (أو 638م على اختلاف في المصادر) بعد أن انتصر الجيش الإسلامي بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح ، واشترط البطريرك صفرونيوس أن يتسلم عمر المدينة بنفسه فكتب معهم "العهدة العمرية" وهي وثيقة منحتهم الحرية الدينية مقابل الجزية ، وغير إسم المدينة من إيلياء إلى القدس ، ونصت الوثيقة ألا يساكنهم أحد من يهود
واتخذت المدينة منذ ذلك الحين طابعها الإسلامي واهتم بها الأمويون (661 – 750م) والعباسيون (750 – 878م) وشهدت نهضة علمية في مختلف الميادين ، ومن أهم الآثار الإسلامية في تلك الفترة مسجد قبة الصخرة الذي بناه عبد الملك بن مروان في الفترة من 682 – 691م، وأعيد بناء المسجد الأقصى عام 709م، وشهدت المدينة بعد ذلك عدم استقرار بسبب الصراعات العسكرية التي نشبت بين العباسيين والفاطميين والقرامطة ، وقد خضعت القدس لسيطرة العباسيين من عام 747م-1099م ، فالطولونيين، فالاخشيديين ، فالفاطميين الذين اهتموا بالقدس، وقاموا بتعمير المسجد الأقصى وقبة الصخرة وغيرهما من أبنية المدينة؛ بعد ما أصابها من الدمار نتيجة الزلازل، وذلك في عهد أبو جعفر المنصور، والمهدي، وهارون الرشيد، والمأمون، والمقتدر، وكافور الإخشيدي، والحاكم بأمر الله، والظاهر لإعزاز دين الله، والمنتصر.
وخضعت القدس لحكم السلاجقة على يد أتسز بن أوق الخوارزمي في عام 464هـ /1072م بعد أن فتح الرملة وبيت المقدس ، وجعل بيت المقدس مركزا لحكمه وأبطل الدعوة للفاطميين ، وكانت القدس أيام السلاجقة أقوى مدينة جنوبي بلاد الشام ، والسلاجقة هم أصلهم فئة من الأتراك خرجوا في أواخر القرن العاشر الميلادي من سهول تركستان ، اعتنقوا دين الإسلام وتحمسوا له ، وأولاهم الخلفاء العباسيون حكم الولايات حتى أصبحوا اسياد دويلات مستقلة ، فراحوا يحكمون صوريا باسم الخليفة العباسي وفعليًا باسمهم الخاص ، وهم الوحيدين الذين أسسوا دولة في القدس واتخذوها عاصمة لهم
القدس إبان الحملات الصليبية
سقطت القدس في أيدي الصليبيين عام 1099م بعد خمسة قرون من الحكم الإسلامي نتيجة صراعات على السلطة بين السلاجقة والفاطميين وبين السلاجقة أنفسهم ، وقتل الصليبيون فور دخولهم القدس قرابة 70 ألفاً من المسلمين وانتهكوا المقدسات الإسلامية ، وقامت في القدس منذ ذلك التاريخ مملكة لاتينية تحكم من قبل ملك كاثوليكي فرض الشعائر الكاثوليكية على المسيحيين الأرثوذكس مما أثار غضبهم ، وحولوا مسجد قبة الصخرة إلى (كنيسة السيد المسيح ) وأما المسجد الأقصى فحولوا جزءاً منه إلى كنيسة ، والجزء الآخر إلى مسكن لفرسان "الداوية" وبنوا فيه مستودعاً للأسلحة ، واستخدموا السراديب التي أسفله كإسطبلات للخيول وهو المعروم بإسم (الأقصى القديم ) والمصلى المرواني ، واستمر الإحتلال الصليبي للمدينة ثمانية وثمانون عاماً
العصر الإسلامي الثاني
استطاع صلاح الدين الأيوبي استرداد القدس من الصليبيين عام 1187م بعد معركة حطين ، وعامل أهلها معاملة طيبة ، وأزال الصليب عن قبة الصخرة ، واهتم بعمارة المدينة وتحصينها ، ولكن الصليبيين تمكنوا من السيطرة عليها لفترات قصيرة أكثر من مرة أيام الأيوبيين ، وتم هدم أسوارها وإعادة بنائها في زمنهم.
الصليبيون مرة أخرى
ولكن الصليبيين نجحوا في السيطرة على المدينة بعد وفاة صلاح الدين في عهد الملك فريدريك ملك صقلية ، وظلت بأيدي الصليبيين 11 عاماً إلى أن استردها نهائياً الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1244م
المماليك
وتعرضت المدينة للغزو المغولي عام 1243/1244م ، لكن المماليك هزموهم بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس في معركة عين جالوت عام 1259م ، وضمت فلسطين بما فيها القدس إلى المماليك الذين حكموا مصر والشام بعد الدولة الأيوبية حتى عام 1517م ، واهتموا بالقدس ، وأنشأوا فيها العديد من الزوايا والتكايا والمدارس والمساجد والسُبُل
صخر محمد حسين العزة
عمان - الأردن
27/4/2024
محمود قباجة
محمود قباجة
مديـــــــر عـــــــــــام
مديـــــــر عـــــــــــام

عدد المساهمات : 2335
نقاط : 8488
الاصوات : 29
تاريخ التسجيل : 17/06/2014
العمر : 54
الموقع : فلسطين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى