في صرخة طفل

هي البداية
تعانق أشعة الشمس
وخلفها أوجه
تسدل الظلال وتماهي الوهج
تولج أذيالها في صباح المرايا
وتطمس البقايا المتناثرة في الدروب المقفلة
في غفلة تتراشق الضوضاء
وتقطع الطرق أمام الإشارات العابرة

حمراء تنتظر البداية
تذرف من حمرتها عبرات مخضبة
تصافح السكون وترنو إلى لون
يقفز ويتهيأ لدثار جديد
كالجنين خلف الستائر
يطوف في مدار القوقعة
ظلمات ثلاث تغلف الأمكنة ويركض خلف لحظات
تزهو بنودها حين نشوة البداية

في كل البدايات
أنت تسكنين وهادا وتعتلين صهوة مرح
تغرقين في طرفة شمس في قرارها عين
تعوم في سيال البحر
تمتد في أتون المواقد
والفلك مازلت في داخلي
تجري بين فراقد
تهب للسكينة موال سعد
وتصول في مرمى البصر
كاليمامات
تبني بيوتا لها
وترقد في بطاحها فوق عوسج وصبار

في كل نهاية استفتاح
فجر يبزغ والأطلال تبلغ الأفول
تداس العروش المتهالكة
ومن طين لازب يبني هامان قصورا مشيدة
لهفة باتت بين الأصبع وإشارة التسليم
تترقب لوعة الفتون في ذات غيمة
يتلبد ندفها على ارتفاع السنديان
والأرز يتحودب حين رقصة على عزف الأزيز

في كل وطن رسالة لا تكتمل
كعلامات الاستفهام
شاخصة خلف النهايات
تطارد حالها في حلكة تسعى بين الشروق والغروب
سآتيك وبيدي منجلا وقلما
أخط دربي على جبين الزمن
وأنحني أمام السنابل التي تثقلها تنهدات الورى



.....
فرقد ...نجم قطبي